-->
أكاديميّة إبراهيم رشيد لتسريع التعليم والتعلم وصعوبات التعلم والنطق أكاديميّة إبراهيم رشيد لتسريع التعليم والتعلم  وصعوبات التعلم والنطق
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

الموهوبون ذوو صعوبات التعلم ..وهل يمكن أن يكون الطفل الموهوب أو المبدع متأخراً دراسيًا؟.. Children-Learning-Difficulties

أكاديميّة إبراهيم رشيد النمائية 
لتأهيل المعلمات والأمهات وتعليم القراءة الذهنية وللاستشارات والتدريب
ابنتك ... ابنك .. لا يقرأ .. لماذا ؟ سيقرأ بإذن الله ... يمكنكم الاتصال
 00962799585808 .. أو رسالة على الواتس
 منهجية   إبراهيم   رشيد   للهرمية   القرائية   والكتابية   والحسابية 
 المفكر التربوي :   إبراهيم رشيد:اختصاصي صعوبات التعلم النمائية الديسبراكسية
 والنطق وتعديل السلوك  لمدة تزيد عن ثلاثين سنة عملية علمية تطبيقية 
الخبير التعليمي المستشار في   صعوبات التعلم النمائية والمرحلة الأساسية ورياض الأطفال وغير الناطقين باللغة العربية
رؤيتي الشخصية للتعليم كفن القيادة والشطرنج كتجربة حياة
ومهارة القراءة والكتابة والإملاء والرياضيات والصعوبات النمائية
أنا إبراهيم رشيد معلم أفتخر بتدريس أطفال صعوبات التعلم
والطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وطلبة المرحلة الأساسيّة الدنيا والعليا
وتأهيل الأمهات والمعلمات لكيفية التعليم والتعامل مع الأطفال 
I am Ibrahim Rashid teacher I am proud to teach children Learning Disabilities
بحمد ومنة من الله
 عدد مشاهدي صفحتي التربوية المجانية النمائية الأولى
أكثر من سبعة ونصف مليون  7:500:000  
ومتوسط الدخول اليومي للموقع من خمسة إلى سبعة آلاف يوميًّا
والشهري من 150 ألف، لغاية 200 ألف متابع
لكيفيّة تعليم وتعلم الأطفال
 والتعامل معهم ضمن منهجيتي الخاصة للهرمية القرائية من خلال الموازنة العمودية والأفقيّة 
 يمكنكم الضغط على الرابط وضعه على المفضلة وعمل مشاركة له لتعم الفائدة على الجميع بإذن الله .
                                 http://www.ibrahimrashidacademy.net/
...  وننتظر اقتراحاتكم  حول المواضيع التي تهم
 الطلبة الموهوبين والعاديين والموهوبين ذوي صعوبات التعلم النمائية وذوي القدرات الخاصة. 
Ibrahim Rasheed
Expert educational consultant Learning difficulties
and speech and basic stage internationally accredited from Canada


Children-Learning-Difficulties
الموهوبون ذوو صعوبات التعلم

       يجد العديد من المربين والباحثين وعلماء النفس صعوبة في تقبل واستيعاب هذا المفهوم على الأقل لما ينطوي عليه من تناقض يبدو غير منطقي،
فقد استقر في وعي الباحثين، والمربين، وعلماء النفس،

       أن الموهوبين يحققون بالضرورة ودائماً درجات مرتفعة على اختبارات الذكاء،

 حيث يكون محك الموهبة هنا هو الذكاء أو القدرة العقلية العامة،
كما أنهم يحققون درجات تحصيلية عالية تضعهم ضمن أعلى 5% من أقرانهم
على الاختبارات التحصيلية والمجالات الأكاديمية عموماً.


      اما الفئة التي تجمع بين الموهبة وصعوبة التعلم 
                 فهي تمثل مشكلة تجمع بين متناقضين ، وتتبلور في تحديد الموهوبين ذوى صعوبات التعلم تحديدا بالغ الصعوبة للخبراء ، والباحثين ، والممارسين ، والتربية الخاصة ، بسبب خاصية الاستبعاد المتبادلة للأنشطة المرتبطة بالخصائص السلوكية المميزة لوجهي محك التحديد :الموهبة من ناحية وصعوبات التعلم من ناحية اخرى على الرغم من وجود هذه الخصائص في نفس الوقت لذات الفرد.

       فعندما بدأ التربويون لأول مرة وصف الطلبة الذين يظهرون دلائل تشير إلى تعرضهم لصعوبات التعلم والذين تبدو عليهم أيضاً علامات الموهبة،

          فإن الكثيرين قد اعتبروا ذلك نوعاً من التناقض. والنغمة التي كانت سائدة منذ أن قدم تيرمان Terman نتائج دراسات طولية ،

       هي أن الطلبة الموهوبين يسجلون درجات مرتفعة على اختبارات الذكاء ويؤدون بطريقة جيدة في المدرسة (الزيات، 2002).


د. نهلة نور الدين
      سؤال تردد كثيراً في الأونة الأخيرة لأنه إجابته في واقع الأمر تنطوي على الكثير من الحقائق الهامة التي لم يلتفت إليها كثير من الأسر فضاعت المواهب وحل محلها كثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية لذا لابد أن نلقى الضوء على هذه الفئة التي لابد أن تجد بيئة أسرية خصبة وينابيع متدفقة من الرعاية من الأسرة والمجتمع حتى تترعرع  وتثمر لتنفع نفسها بل والمجتمع بأكمله.
       لكن ما لذى دفعني للبحث والكتابة في هذا الموضوع؟
حقيقة الأمر أن السبب وراء ذلك يتلخص في تلك الكلمات التي سمعتها من كثير من أولياء الأمور حينما يطرقون أبواب قسم الأطفال طلباً للمساعدة مثل:
طفلي غريب الأطوار، طفلي مختلف عن الأخرين، طفلي عصبي المزاج، طفلي لا يندمج مع أقرانه أو يندمج مع من هم أكبر منه سناً، مستواه الدراسي يتأرجح بين الحين والحين طلبت المساعدة.....
ذهبت به إلى فلان وفلان شخص على أنه اضطراب سلوك شخص على أنه فرط حركة وتشتت انتباه شخص على أنه صعوبات تعلم......
لا أدرى ماذا أفعل.
هل فكرت يوماً أن طفلك مختلف لأنه مبدع أو موهوب؟!
وإذا كان الأمر كذلك
هل طفلك من ذوى الاحتياجات الخاصة إذن؟
دعنا نجيب على هذه التساؤلات من خلال السطور التالية
 ولنبدأها بسؤال
من هم ذوى الاحتياجات الخاصة؟
 إن هذا التعبير أصبحنا نستعمله كبديل للفظ البغيض طفل معاق والذى يشير إلى العجز ويرتبط بالوصم والاضطراب في الصفات الخلقية والشذوذ في السلوك.
     ولكن ذوى الاحتياجات الخاصة تشير إلى اختلاف عن المتوسط أو العادي وذلك في القدرة العقلية أو الجسمية أو الحسية أو اللغوية أو القدرة على التعلم أو كل هذه الأشياء مجتمعة.

    وعلى ذلك فذوى الاحتياجات الخاصة
يحتاج إلى رعاية خاصة وأساليب ومناهج فى التربية تختلف عن تلك التي نطبقها مع الطفل العادي.

ومن هو الطفل الموهوب؟
 حقيقة أن هناك تعريفات متعددة
      للطفل الموهوب ومنها ما نص على أن الطفل الموهوب
هو صاحب التحصيل المرتفع ومن يمتلك بعض أو كل هذه القدرات (القدرة العقلية العامة-القدرات الإبداعية والإنتاجية-
قدرة أكاديمية تحصيلية-قدرات قيادية-قدرة نفس حركية)
وتعريف رينزولى وهو يعرف الموهوب بأنه محصلة ثلاث مجموعات من السمات الإنسانية وهي:
•        القدرات العامة:(مستوى عالي من التفكير التجريدي-التفكير المنطقي اللفظي والرياضي-العلاقات المكانية-الذاكرة طويلة الأمد-الفصاحة أو الطلاقة اللفظية-التكيف فى المواقف أو البيئات الجديدة).
•        مستوى عال من الرغبة والحماس والتفاني في أداء الواجب مع  القدرة على مواجهة الصعاب وحل المشكلات ولا يرضون بالقليل بل يطمحون إلى الامتياز وجودة وإتقان العمل.
•        الإبداع ويقصد به (الطلاقة-الأصالة-العناية بالتفاصيل-المرونة-غريزة حب الاستطلاع).


وبشكلٍ عام فإن الطفل الموهوب هو طفل عالي الذكاء ولقد توسع البعض في المعنى الاصطلاحي للموهبة بحيث يقصد بها النبوغ في المجالات الأكاديمية بجانب التفوق الغير أكاديمي أي في مجالات أخرى كالشعر والأدب والفن والرياضة.......الخ.
        ولقد أشار بعض الباحثين إلى أن صعوبات التعلم، بالنسبة لبعض الطلبة على الأقل، ربما ترتبط أساساً بالموهبة (West, 1991) وأن الطلبة الذين يواجهون صعوبات في التعلم قد يكونون موهوبين ويعانون في نفس الوقت من صعوبات التعلم لا يبدو غريباً أو حالة استكشافية، على الأقل من الناحية النظرية، وعلى الرغم من ذلك فإن عدداً من القضايا والموضوعات الجدلية الشائكة قد جعلت من فهم وتحديد هذه الحالة أمراً صعباً.

       لقد دار الجدال حول ما يعنيه مصطلح “موهوب” ومصطلح “صعوبة التعلم”، فلم يواجه أي مصطلح مشكلات خاصة بالتعريف مثل مصطلحي “الموهبة” و “صعوبة التعلم” .

          وبالنسبة للطلبة الذين يجمعون بين الخاصيتين الاستثنائيتين، الموهبة وصعوبة التعلم، في وقت واحد، 

فإن التشريع الذي يعرف الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لم يتطرق إلى وصف هذه المجموعة بصفة خاصة. وعندما قام التربويون والباحثون بوصف هؤلاء الطلبة. واعتبارهم يمثلون مجموعة فريدة، تحدثوا بشكل عام حول الطلبة الذين يظهرون قوة في أحد المجالات وضعفاً في مجال آخر (Fall, & Nolan, 1993) او الذين يظهرون تبايناً بين الإمكانات والأداء. وحتى نصل إلى تعريف أكثر منهجية، فمن الضروري على الرغم من ذلك أن نعتمد على التعريفات المفضلة واسعة الانتشار لكل من الطلبة الموهوبين والطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم، والتي لا تتناسب دائماً مع وصف الطلبة الذين يظهرون خصائص كلتي المجموعتين معاً .

       فقد قدم الخبراء العاملون في مجال الصعوبات العديد من التعريفات النظرية لصعوبات التعلم التي حاولت تفسير هذا المصطلح ( الخطيب و الحديدي، 1998) .

          وتدور هذه التعريفات حول الافتراض بان الفرد ذا الصعوبة التعلمية يتمتع عادة بمستوى ذكاء حول المتوسط او اعلى وتتوفر له  فرص تعلم مناسبة ، وبيئة أسرية جيدة ، ولكنه رغم ذلك لا يستطيع اكتساب المهارات الدراسية، ولعل التعريف الذي قدمته اللجنة الاستشارية الوطنية للأطفال المعاقين (NACHC) التي أسستها دائرة التربية الامريكية بقيادة كيرك عام (1968) من خلال اصدارها لقانون رقم (94-142) عام 1975 Education For Handicapped Children ” ” تربية كل الأطفال المعاقين ” رقم 94\142 لعام 1975 يلخص أهم الافكار والافتراضات التي تقوم عليها جميع التعريفات التي حاولت تفسير صعوبات التعلم ، وهذا التعريف ينص على أن صعوبة التعلم المحددة تعني اضطرابا في واحدة او اكثر من العمليات النفسية الاساسية الخاصة بالفهم او استخدام اللغة المكتوبة او المحكية ، التي قد تتجسد في قدرة غير مكتملة على الإصغاء أو التفكير أو التحدث أو القراءة أو الكتابة أو إنجاز حسابات رياضية ويشمل هذا المصطلح أحوالا كالإعاقات الإدراكية والإصابات الدماغية والقصور الوظيفي الدماغي الطفيف وصعوبات اللغة والحبسة الكلامية التطويرية (الوقفي ،2003) .


         ولقد أتاحت معظم هذه التعريفات فرصة الجمع بين الموهبة وصعوبات التعلم، حيث لم تحدد حداً أعلى للذكاء العام أو القدرات الخاصة في واحدة أو أكثر من المجالات المختلفة.

        وعندما قدمت رابطة الأطفال والراشدين من ذوي صعوبات التعلم (1895) Association For Children and Adults with Learning Difficulties تعريفاً احتوى بشكل خاص على عبارة “الذكاء المتوسط والفائق” والذي يحدث بطريقة مصاحبة مع صعوبات التعلم، والذي فتح الباب بشكل أوسع للتعرف على الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم. وتحتوي بعض التعريفات النظرية على إشارة إلى التباين بين القدرة العقلية والتحصيل، وهما كمفهوم وممارسة يمثلان أهمية كبيرة في تحديد الكثير من الطلبة الموهوبين الذين يعانون في نفس الوقت من صعوبات التعلم، وذلك على الرغم من أن استخدام هذا التباين والاختلاف في تعريف صعوبات التعلم قد تعرض لكثير من الانتقادات.


       ومن الجانب الأخر لم تسفر محاولات تعريف الموهبة في إطار نظري إلا عن القليل من النتائج. فعلى سبيل المثال، تم تعريف الموهبة على أنها درجة عالية من الذكاء العام ،أو درجة عالية من الاستعداد في مجال أكاديمي معين، والتفاعل بين القدرة العالية، والدافعية، والإبداع (Renzulli, 1986) .

        ومما زاد من صعوبة تعريف الموهبة انعدام الاتفاق حول ما يعنيه مفهوم الذكاء، مع ظهور العديد من المداخل الخاصة بالقياس النفسي والنمو ومعالجة المعلومات والتي قدمت وجهات نظر مختلفة (Sternberg, & Davidson, 1986) حيث حاولت بعض هذه التعريفات تكييف الطالب مع صعوبات التعلم أكثر من التعريفات الأخرى.


       فعلى سبيل المثال، فأن مفهوم جاردنر (Gardner, 1983) عن الذكاءات المتعددة يفترض إظهار الشخص قدرة عالية في أحد المجالات دون أن يصاحب ذلك بالضرورة قدرات عالية في كل المجالات الأخرى ، وبهذا قدم تفسيرا قويا لظاهرة صعوبات التعلم من خلال اقتراحه أن الأفراد يمتلكون ثمانية انواع من الذكاء او القدرات العقلية المتعددة والموزعة على أجزاء الدماغ المختلفة ، وإن هذه الذكاءات تنمو بشكل متفاوت من فرد لأخر ، وإن الصعوبة التعليمية تحدث عندما يصاب الجزء او الخلايا العصبية المسؤولة عن هذا الذكاء نتيجة إصابة معينة تحدث في مرحلة من مراحل حياة الفرد ، لأسباب قد تكون داخلية او خارجية ، بينما لا تتأثر الأجزاء الدماغية الأخرى ، مما ينتج عنه عجز او قصور في أداء ذلك الجزء من الدماغ فقط، والذي يظهر للمعلمين على شكل صعوبة تعليمية محددة في مهارة او قدرة معينة يكون ذلك الجزء مسؤولا عنها، وغالبا ما تكون الإصابة عند ذوي صعوبات التعلم في المناطق الدماغية المسؤولة عن القدرات اللفظية والرياضية، بينما تكون قدراتهم او ذكاءاتهم الاخرى سليمة وتعمل بكفاءة قد تكون مرتفعة ، ومن الممكن ان يصلوا من خلالها الى مراحل متقدمة في سلم الابداع والابتكار، كذلك لا يهمل جاردنر البيئة التعليمية التي يدرس فيها الطالب وانعكاسها على قدراته وتحصيله الاكاديمي، فالبيئات الصفية غير المثيرة، والأنشطة الصفية التي لا تتناسب مع مواهب واهتمامات هؤلاء الطلبة، ولا تلبي احتياجاتهم الفردية .


وقد تم تحديد معنى الموهبة على أساس تعدد المحكات المشار اليه في (الزيات ،2002)
ويرى أن الطالب الموهوب يعتبر كذلك عندما يتوافر لديه أي شرط من الشروط الاتية :
أن يكون لديه نسبة ذكاء مقدارها 120 على الأقل وتم تحديده بأحد الاختبارات التي تقيس الذكاء .
 أن يكون لديه مستوى عال من الاستعدادات الخاصة مثل : الاستعداد العلمي او الفني او القيادة.
أن يكون لديه مستوى عال من القدرة على التفكير الإبداعي .

        وتبنى قسم التربية بالولايات المتحدة ومعظم أنظمة التعليم النظرة المتعددة للموهبة، والتي قدمها مارلاند Marland عام 1972 والمشار إليه في جروان ( 2004) بوصف الطلبة الموهوبين على أنهم الطلبة الذين يظهرون تقدماً كبيراً أو إمكانية كبيرة في واحدة من المجالات الخمسة الآتية: القدرة العامة للذكاء، الاستعداد الأكاديمي الخاص، التفكير الإبداعي أو المنتج، القدرة على القيادة، الفنون البصرية والأدائيةً، 
        و أشار أيضا إلى تعريف (Clark,1992) للطلبة الموهوبين على أنهم أولئك الذين يعطون دليلا على اقتدارهم على الاداء الرفيع في المجالات العقلية والإبداعية والفنية والقيادية والأكاديمية الخاصة , ويحتاجون خدمات وأنشطة لا تقدمها المدرسة عادة وذلك من أجل التطوير الكامل لمثل هذه الاستعدادات .

        وعلى الرغم من ذلك، فلم يستثن التعريف الفيدرالي للطفل الموهوب الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم وذلك لأن هذه التعريفات:
(1) ذكرت أن الطفل ليس في حاجة إلى أن يكون شاذاً في أي شيء حتى نعتبره موهوباً .
(2) لم تضع حدوداً دنيا للأداء أو القدرة في أي من المجالات .
(3) اعترفت على وجه الخصوص بأن الطلبة يمكن أن يكونوا موهوبين حتى إذا لم يكن أداؤهم الحالي في مستوى مرتفع، وذلك طالما أنهم يمتلكون الإمكانات والاستعدادات.
وفي عام (1981) عقد مؤتمر في جامعة جون هوبكنز دعي إليه خبراء في كلا المجالين، صعوبات التعلم والموهبة، لدراسة هذا الموضوع. وفي ذلك الوقت كان الاهتمام بتلبية حاجات الطلبة الموهوبين ، وأيضاً الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم بشكل واضح على عدة مستويات،
        لكن الطلبة الذين كانوا يجمعون بين خصائص كل من النوعين، الموهبة وصعوبة التعلم، لم يلقوا إلا اهتماماً ضئيلاً للغاية، وقد وافق المشاركون على أن الطلبة الموهوبين والذين يعانون في نفس الوقت من صعوبات التعلم يوجدون بالفعل، لكنهم في أغلب الأحيان لا يحصلون على الاهتمام الكافي عندما يتم تقييمهم من أجل التعرف على الموهوبين أو الذين يعانون من صعوبات التعلم. كما بذل المؤتمر جهداً كبيراً للتأكيد على أن الطلبة الموهوبين والذين يعانون في نفس الوقت من صعوبات التعلم لهم خصائصهم واحتياجاتهم الخاصة (Fox & Brody, 1993).

       والواقع أن الكثيرين من الموهوبين ذوى صعوبات التعلم يفشلون في الوفاء بالمتطلبات الملائمة للتقويم المدرسي كما ينشده المدرسون ، بسبب اتجاه المدرسين الى الميل الى الحاق الطلاب العاديين ببرامج الموهوبين ، دون الطلاب ذوى صعوبات التعلم (Minner,1990). كما ان الطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم الذين يمكنهم تعويض هذه الصعوبات او التغلب عليها في بعض المواقف ،

          نادرا ما ينظر اليهم على انهم من ذوي الصعوبات ، ما لم تظهر بالنسبة لهم صعوبات ملموسة ، وهذا يجعلهم أكثر قابلية للاستبعاد. ومن جانب أخر فإن الموهوبين ذوى صعوبات التعلم، نادرا ما يحققون مستويات تحصيلية أو أكاديمية مرتفعة , ولذا فإنهم يظلون مستبعدين من عداد الموهوبين , وخاصة اذا كان محك التحديد والحكم هو التفوق التحصيلي .


       ويمكن تعريف الطلبة الموهوبين الذين يعانون من صعوبات التعلم بأنهم الطلبة الذين يمتلكون موهبة أو ذكاء بارزاً والقادرون على الأداء المرتفع، لكنهم في نفس الوقت يواجهون صعوبات في التعلم تجعل من تحقيق بعض جوانب التحصيل الأكاديمي أمراً صعباً. بعض هؤلاء الطلبة الموهوبين يتم تحديدهم وتلبية حاجاتهم الخاصة.

       وهذا يحدث نادراً على الرغم من ذلك، إذا لم تقرر المدرسة تحديد هؤلاء الطلبة ثم تقديم الخدمات اللازمة لهم بعد ذلك.


          إن غالبية الطلبة الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم تم تصنيفهم إلى ثلاث مجموعات فرعية من الطلبة الذين يجمعون بين كل من الموهبة وصعوبات التعلم لم يتم بعد التعرف عليهم


المجموعة الأولى :
        تضم الطلبة الذين تم تحديدهم على أنهم موهوبون والذين يظهرون في نفس الوقت صعوبات في التعلم. هؤلاء الطلبة يعتبرون غالباً من المنجزين المقصرين أي الطلبة الذين يقل تحصيلهم عن إمكانياتهم واستعداداتهم، وربما ينسب هذا العجز في التحصيل إلى ضعف مفهوم الذات، نقص الدافعية، أو حتى النقص في بعض خصائص الجاذبية، أو الكسل (Silverman, 1989). ولا يتم عادة ملاحظة صعوبات التعلم التي يعاني منها هؤلاء الطلبة على مدار حياتهم التعليمية تقريباً. وعندما تزداد تحديات المدرسة، تزداد الصعوبات الأكاديمية التي يواجهونها .

المجموعة الثانية :
       تضم الطلبة الذين تزداد عندهم حدة صعوبات التعلم إلى الدرجة التي يتم عندها تحديدهم على أنهم يعانون من صعوبات التعلم، لكن لم يسبق أبداً التعرف على قدراتهم الاستثنائية أو توجيهها.
       وكان من المفترض أن هذه المجموعة ربما تكون كبيرة، أكبر مما يعتقد الكثير من الناس. إن بقاء إمكاناتهم مغمورة وغير معروفة لا يرجع إلى البرنامج التعليمي. وبسبب هذا التقييم المنخفض أو التحديد غير المرن ورؤية التوقعات التحصيلية في “برنامج الموهوبين” فمن النادر الإشارة إليهم على أنهم موهوبون وتقدم الخدمات لهم على هذا الأساس (Baum,1984).

المجموعة الثالثة :
      هي أكبر المجموعات المحرومة من الخدمة لأنها مجموعة الطلبة الذين تحجب قدراتهم ومواطن عجزهم بعضها بعضا، هؤلاء الطلبة يجلسون في حجرات الدراسة العامة، يحرمون من الخدمات التي تقدم للطلبة الموهوبين الذين يعانون من صعوبات التعلم، وينظر إليهم على أنهم يمتلكون مستوى متوسط من القدرات.
        ولأن هؤلاء الطلبة ينقلون من صف إلى آخر فلا ينظر إليهم على أنهم يواجهون مشكلات معينة أو لديهم حاجات خاصة، كما أنهم لا يحتلون أولوية بالنسبة للمدارس فيما يتعلق بالميزانية والإنفاق. وعلى الرغم من أن هؤلاء الطلبة يبدون وكأنهم يؤدون بطريقة جيدة، إلا أنهم يؤدون بأقل مما تسمح به إمكاناتهم واستعداداتهم.
        وبسبب ازدياد متطلبات العمل المدرسي في الأعوام الأخيرة، وعدم حصولهم على المساعدة التي يحتاجونها لمعادلة القصور الذي يعانون منه، تزداد عادة “الصعوبات الأكاديمية” التي تواجههم إلى الدرجة التي يشتبه عندها بحدوث العجز التعليمي، لكن نادراً ما يتم التعرف على إمكاناتهم واستعداداتهم الحقيقية .

       لقد اعتمدت محاولات وصف الطلبة من ذوي صعوبات التعلم والذين يمتلكون في نفس الوقت خصائص الموهبة ، بأنهم يمكن أن يظهروا قدره عالية في القيادة أو الفنون لكن ليس في المجالات الأكاديمية، ويطلق عليهم موهوبين وتقدم لهم الخدمات اللازمة. وإذا كان الطالب يعاني من صعوبات التعلم، فمن الممكن اعتباره موهوباً ويعاني في نفس الوقت من صعوبات التعلم. إن فكرة امتلاك الطالب قدرات وحاجات مختلفة في الفن مثلا أكثر من امتلاكه لتلك القدرات والحاجات في الحساب لم تعد صعبة على القبول والفهم بالنسبة للكثير من الناس (Baum,1984).

ومن أبرز الخصائص التي تميز هذه الفئة من الطلاب ما يلي :
يبدون قدرات ابتكارية، وأنشطة عقلية متمايزة، وبعض جوانب القوة، مما يشير إلى امتلاكهم بعض جوانب التفوق العقلي أو المواهب.
يبدون الكثير من مظاهر الوعي بأنماط الصعوبات لديهم، والمشكلات المترتبة عليها، والتي تؤثر سلباً على مستواهم الأكاديمي، وينزعون إلى تعميم شعورهم بالفشل الأكاديمي في مختلف المجالات، مما يولد لديهم شعورا عاما بضعف الكفاءة الذاتية الأكاديمية.
يملكون مواهب أو إمكانات عقلية غير عادية بارزة، تمكنهم من تحقيق مستويات أداء أكاديمية عالية ، لكنهم يعانون من صعوبات نوعية في التعلم، تجعل بعض مظاهر التحصيل أو الإنجاز الأكاديمي صعبة، وأداؤهم فيها منخفض انخفاضاً ملموساً .


         لقد توصلت بوم ( Baum, 1985) إلى أن 33% من الطلاب ذوي صعوبات التعلم لديهم قدرات عقلية عالية، تؤهلهم للتفوق، وأن التقدير أو التقويم غير الملائم لقدراتهم، أو تطبيق اختبارات الذكاء أو القدرات العقلية المحبطة تقود إلى تقدير إمكانات وقدرات هؤلاء الطلاب بأقل مما هي عليه في الواقع، ويظل هؤلاء الطلاب في عداد ذوي صعوبات التعلم، ويعاملون في هذا الإطار، وتدريجياً تخبو لديهم جوانب التفوق، ويتقلص إحساسهم بذلك، ويصبحون أسرى لهذا التقويم القاصر أو غير الملائم .ويقدر أن أكثر من 12% من مجتمع ذوي صعوبات التعلم هم من الموهوبين .

         إن الموهوبين ذوي صعوبات التعلم غير المرئية موجودون في المجتمع الطلابي، أكبر من أي فئة أخرى من فئات غير العاديين، حيث تصل نسبة من اختبر منهم في المركز النمائي للموهوبين إلى السدس(1\6) أي16% من مجتمع الموهوبين الذين لديهم صعوبات تعلم لم تكتشف عند الاختبار أو القياس . والأطفال الموهوبون ذوو صعوبات التعلم، هم غالباً متعلمون بصريون مكانيون، يحتاجون إلى طرق وأساليب تدريسية مختلفة(الزيات ،2002) .

        وحيث تتبادل جوانب الموهبة وأنماط صعوبات التعلم , تقنيع أو طمس كل منهما الأخرى ، ويصبح هولاء خارج نطاق الإفادة من الخدمات التربوية والإرشادية التي تقدم لكل منهم. وحيث ان المدرسين يعتقدون ان الموهوبين يحققون انجازات أكاديمية أو تفوق تحصيلي في جميع مجالات التحصيل , وأن الطلاب ذوي صعوبات التعلم يغلب عليهم أن يكونوا من ذوي الذكاء المتوسط او العادي ، فإن التعرف على هذه الفئة من الطلاب في ظل هذا التهيؤ العقلي للمدرسيين يصبح مشكلة تربوية.

       كما يرى سوتر وولف ( Suter & Wolf, 1987 )
   أن المشكلة الرئيسة التي تواجه الموهوبين ذوي صعوبات التعلم، هي مشكلة التعرف عليهم داخل كل من مجتمع الموهوبين ومجتمع ذوي صعوبات التعلم وحتى داخل مجتمع العاديين حيث تتبادل جوانب الموهبة وأنماط صعوبات التعلم تقنيع أو طمس كل منها الأخرى، ويصبح هؤلاء خارج نطاق الإفادة من الخدمات التربوية والإرشادية التي تقدم لكل منهم .

      ولكن لابد من أخذ في الاعتبار عند تحديد الموهوبين ذوي صعوبات التعلم :
(1) دليل على وجود قدرة أو ذكاء بارز .
(2) دليل على وجود تباين بين التحصيل المتوقع والتحصيل الفعلي .
(3) دليل على وجود خلل أو قصور .
إن المسح الذي يستهدف تحديد صعوبات التعلم يتطلب أدلة على وجود تحصيل دون مستوى الاستعداد أو القدرة. والطلبة الموهوبون والقادرون على تعويض مشكلات التعلم التي تواجههم نادراً ما يلفتون الأنظار إلا إذا أظهروا مشكلات سلوكية، وفي نفس الوقت، لا تتم الإشارة إلى الطلبة الذين يواجهون صعوبات التعلم على أنهم موهوبون، وذلك لأنهم نادراً ما يظهرون تحصيلاً مرتفعاً بشكل دائم. وعلى الرغم من أن القليل منهم يتأهلون للحصول على خدمات تربوية خاصة بسبب حدة صعوبات ومشكلات التعلم التي تواجههم، والبعض الآخر منهم سوف يتأهلون للحصول على خدمات الموهوبين بسبب نوع أو مستوى ذكائهم ، فإن معظم الطلبة الموهوبين الذين يعانون من صعوبات التعلم نادراً ما يتم تأهيلهم للحصول على خدمات متعددة تجمع بين أكثر من وجهة. وقد وُجد ان المدرسين اقل ميلا لألحاق الطلاب ذوي صعوبات التعلم الموهوبون ببرامج رعاية الموهوبين، حيث يتسامح المدرسون مع الموهوبين ذوي الإعاقات الجسمية لكنهم لا يتسامحون او يتعاطفون مع الموهوبين ذوي صعوبات التعلم ( Minner,1990).

      وعلى الرغم من ذلك، فإن قبول فكرة أن كلاً من موهبة الطالب وصعوبات تعلمه 
يكمنان في مجالات أكاديمية متصلة ببعضها بعضا،
مثل الطالب الذي يرتفع مستوى القراءة لديه على مستوى الصف المقيد فيه
ولكنه يواجه أيضا مشكلات كبيرة في التهجئة والكتابة، لا تزال تمثل إشكالية كبيرة بالنسبة لغالبية الناس.

         كما أن المضامين الخاصة بالبرامج الموجهة لكلا النوعين من الطلاب لا تزال مختلفة إلى حد بعيد
وعلى الرغم من أن الطلاب الذين تكمن جوانب قوتهم وجوانب ضعفهم في مجالات منفصلة
ربما يكونون من الموهوبين الذين يعانون في نفس الوقت من صعوبات التعلم،

        إلا أن الطلاب الذين تتداخل مواهبهم مع صعوبات تعلمهم
بحيث يكمنان معاً في المجالات الأكاديمية
هم أكثر الطلاب عرضة لسوء الفهم،
وعدم الاهتمام، وعدم تقديم الخدمات الخاصة لهم .

ويمثل الطلاب الموهوبون ذوو صعوبات التعلم
      مجموعة مهمة من الطلاب الذين لا يجدون أي نوع من الرعاية أو التقدير، أو الخدمات النفسية والتربوية الملائمة فالتركيز على ما لديهم من صعوبات تستبعد الاهتمام بالتعرف على قدراتهم المعرفية غير العادية وتجاهلها.

       وعلى ذلك فمن غير المتوقع أن نجد انحرافا بين الإمكانات الأكاديمية لهؤلاء الطلاب وآدائهم الفعلي داخل الفصول المدرسية (Whitmore & Maker, 1985).

       كما أن بعض الطلاب ذوي صعوبات التعلم يمكنهم استخدام مستوى عالٍ من المفردات اللغوية، أو الوحدات المعرفية شفهياً، أو خلال الحديث، لكنهم يفتقرون إلى التعبير عن ذواتهم من خلال الكتابة.

إن هؤلاء الطلاب
      غالباً ما يستخدمون موهبتهم في محاولة إخفاء أو تقنيع الصعوبات لديهم، وهذه تسبب طمس كل من وجهي الحالة الاستثنائية – الموهبة، والصعوبة- بحيث لا يتاح لأي منهما التعبير عن نفسها من خلال مختلف صور التعبير.

      فتبدو الصعوبة أقل ظهوراً بسبب تكيّف الطالب عقلياً معها، أو استخدام الطالب لذكائه في تهذيب ظهور صور أو مظاهر الصعوبة وإخفاء مظاهر أو صور التعبير عن الموهبة.

      إن الموهوب ذا الصعوبة
          يكافح للوصول إلى متوسط أقرانه حتى يستبعد من فئة الموهوبين و ذوي صعوبات التعلم،
بسبب عدم انطباق محددات الموهبة من ناحية، وصعوبات التعلم من ناحية أخرى عليه.

      إن الطالب الذي يوصف بأنه موهوب يعاني من صعوبات تعلم
          غالباً ما يكون لديه تقدير للذات ودافعية منخفضة.

      وعلى الرغم من أن التفكير الإبداعي، والذي يمثل أهمية رئيسة لحل المشكلات المعقدة،
 يحسن من مشاعر تقدير الذات،
 إلا أن الأبحاث التي تتناول
خصائص التفكير الإبداعي لدى الطلبة الموهوبين والذين يعانون من صعوبات تعلم نادرة للغاية(Rawson, 1992, ).

        إن الاهتمام بجوانب القوة في التفكير الإبداعي يكمل المدخل متعدد الحواس، ويحسن من الدافعية ومفهوم الطالب عن ذاته، كما يسرع من عملية العلاج وذلك بسبب التأكيد على تكامل الوظائف العقلية.

        إن المعلمين يعجبون في الغالب بقدرة الطلبة اللامعين والذين يعانون من صعوبات تعلم على التفكير بطريقة مبدعة وأصيلة، وعلى حبك الخطوط العريضة لإحدى القصص، وعلى التعبير عن مشاعرهم من خلال الرسم، وعلى المبادرة بتغيير وضعهم ومسارهم، وعلى فهم صعوبات تعلمهم.

         ولقد وجد أن الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات تعلم أقوى من الطلبة ذوي صعوبات التعلم في الإحساس الخارجي، لكنهم كانوا أضعف بكثير من الطلبة الموهوبين في هذا الجانب .


ويحتاج الطلبة الموهوبون
     الذين يعانون من صعوبات التعلم إثراء قدراتهم من خلال منهج مختصر يركز على الاشياء المهمة لحل مشكلات الحياة الحقيقية واستغلال خيالهم، ويجب النظر الى الامر من خلال ان هؤلاء الطلبة يوجد فرق بينهم وبين غيرهم في محصلة نطاقات ذكاءاتهم المتعددة وهي التي جعلت هناك فرقا بينهم وبين غيرهم ،
       وبالتالي فان مساعدتهم من أجل تنمية قدراتهم الإبداعية والأنواع المختلفة من الذكاءات المتعددة تجعلهم يصلون ليكونوا مثل غيرهم ، بل وقد يكونون أفضل في المستقبل ( Armstrong ,1987 )

     ومن الأمثلة على ذلك أن عددا من العلماء والمشاهير الذين كانوا يعانون من صعوبات تعليمية ،
 أبدعوا في مجالات متعددة عكست قدرات عالية من الابداع والتفوق
مثل :
 أديسون مخترع المصباح الكهربائي والميكروفون والفونوغراف ،
 واينشتاين صاحب النظرية النسبية في الرياضيات ،
ودافنشي الفنان ،
وولت ديزني مخترع العاب ديزني،
وكوشنج جراح الدماغ الامريكي ،
 وجراهام بيل مخترع الهاتف ،
 وغيرهم من المشاهير والعلماء ( الوقفي ،2003) .

        وأشار أرمسترونج (1987 Armstrong ,) الى وجود مواهب وقدرات ابداعية متعددة لدى الطلبة ذوي صعوبات التعلم تمثلت في الرسم والموسيقى والرياضة والرقص وفي المهارات والقدرات الميكانيكية وفي مجال برمجة الحاسبات الالية ، كذلك اظهروا قدرة إبداعية في مجالات ليست تقليدية ، الأمر الذي جعله يدعو الى ضرورة إعطاء هؤلاء الأفراد رعاية وعناية خاصة تناسب هذه القدرات وبالتالي توفير نطاق اوسع للتعامل معهم وذلك من خلال مدى واسع من الأساليب والاستراتيجيات المتبعة في تعليمهم وتقييمهم .

        والواقع أن نظامنا التعليمي بإيقاعه الحالي، والمدخلات التي يقوم عليها واعتماده المتفرد على نمذجة وتنميط الأسئلة وإجاباتها، وأخذه التحصيل الأكاديمي كمعيار وحيد ونهائي في الحكم على مدى تفوق الطالب وتميزه، من خلال اختبارات تقف عند أدنى المستويات المعرفية ، قد أسهم في طمس كافة جوانب النشاط العقلي،
    وإغفال استثارتها، مما ترتب عليه شيوع وانتشار نسبة عالية من الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم داخل فصولنا المدرسية , دون الالتفات إليهم وتقديم أي رعاية واهتمام يراعى حالتهم الاستثنائية .




الموهوبين
الموهبة والتفوق ( Talent and gifted child )
 تعريف الموهبة والتفوق
 الأطفال الموهوبين والمتفوقين هم أولئك الأطفال الذين يتم تحديدهم والتعرف عليهم من قِبل أشخاص مهنيين ومؤهلين والذين لديهم قدرات عالية والقادرين على القيام بأداء عالٍ . إنهم الأطفال الذين يحتاجون إلى برامج تربوية وخدمات إضافة إلى البرامج التربوية العادية التي تُقدّم لهم في المدرسة وذلك من أجل تحقيق مساهماتهم لأنفسهم وللمجتمع . وهم الذين يظهرون إمكانات وقدرات في المجالات منفردة أو مجتمعة .


 خصائص الأطفال الموهوبين والمتفوقين
*الخصائص الجسمية
هم أطول وأكثر وزناً وأقوى وأكثر حيوية ويتمتعون بصحة جيدة ، ويحافظون على تفوقهم الجسمي والصحي مع مرور الزمن . لكن هذا ليس بالضرورة أن ينطبق على كل طفل موهوب أو متفوق، إذاً فالقوة والسلامة الجسمية ليس دليلاً على الموهبة والتفوق إنما مصاحبان له.
*الخصائص العقلية والتربوية
لديهم قدرة عقلية عامة عالية تظهر على شكل أداء مرتفع على اختبارات الذكاء الفردية ، يتميزون بأداء عالٍ في التحصيل الأكاديمي ، ومتقدمون بشكل ملحوظ عن أقرانهم.
يستطيعون التعلم بمساعدة والديهم أو من قبل أنفسهم حتى في سن ما قبل دخول  المدرسة ، يحبون المدرسة ويحبون التعلم ، ولديهم دافعية عالية وحماس للتعلم وحب الاكتشاف والمبادرة المستمرة و القدرة على حل المشكلات بطرق غير مألوفة فيها حداثة وابتكار ويتعلمون بطرقهم الخاصة وينتجون أفكار وحلول متعددة للمواقف المتعددة وهذا ما يعرف بالإبداع .
*الخصائص الاجتماعية والانفعالية
الخصائص الاجتماعية = لديهم قدرة قيادية داخل المدرسة وخارجها. ويديرون الحوار والمناقشة والتفاوض بشأن القضايا الحياتية التي يتعرض لها زملاؤهم الآخرون كما أنهم محبوبون من قِبل أقرانهم .
أما من الناحية الانفعالية = هم مجموعة مستعدون انفعالياً، وأقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية ، ولديهم مفهوم إيجابي عن ذاتهم ويشعرون بالسعادة والإنجاز .
*الخصائص الخُلُقية
يعتقد معظمنا أن الموهوبين أو المتفوقين يتصفون بأنهم أكثر صدقاً وأمانة وعدلاً ...  وربما هذا بسبب ارتفاع قدراتهم العقلية بالتالي قدرتهم على التمييز بين الصواب والخطأ في سلوكهم ، وهذا اعتقاد صحيح مع ذلك يمكن أن يوجد موهوبين أو متفوقين غير أخلاقيين لا يمتثلون للقيم ، فهم استثناء.

أهـمية الكشف والتعرف على المتفوقين والموهوبين
1- أهمية مرحلة التنشئة المبكرة للأطفال بصفة عامة، وللمتفوقين منهم بصفة خاصة؛ حيث يؤدى الاهتمام المبكر بالطفل إلى تنمية القدرات ، كما يؤدى إلى احتمالية أكبر لظهور القدرات الابتكارية وتطورها في مرحلة المراهقة .
2-إمكانية وسهولة التعرف على القدرات والسلوكيات التي تعكس التفوق، تزداد في حالة وجوده بشكل لافت، حيث تكشف الموهبة عن نفسها في مرحلة الطفولة المبكرة.
3- ضرورة الكشف والتعرف على المتفوقين والموهوبين مبكرا ، حيث أن القدرات غير العادية عند الأطفال تبدأ في الظهور في السنوات الأولى من العمر.


أهم البرامج التربوية المقدمة للطلبة الموهوبين والمتفوقين :-
1)  الإثراء( Enrichment)
ويعني تزويد الطلبة الموهوبين والمتفوقين بخبرات متنوعة ومتعمقة في موضوعات أو نشاطات ومناهج إضافية تفوق ما يُعطى في المناهج المدرسية العادية ، تُثري حصيلة هؤلاء الطلبة بطريقة منظمة وهادفة ومخطط لها بتوجيه وإشراف من المعلم . 
 *أهم البدائل التربوية لبرنامج الإثراء:
(غرفة مصادر التعلم، الصف الخاص، النوادي، الالتحاق المتقدم الندوات، التدريس الفردي، البرامج المدرسية الإضافية...).
التسريع (Acceleration)
يعني تزويد الموهوب والمتفوق بخبرات تعليمية تُعطى عادةً للأطفال الأكبر سناً. وهذا يعني تسريع محتوى التعليم العادي دون تعديل في المحتوى أو بأساليب التدريس وأهميته هي أن العمل الإبداعي يكون عادةً في عمر مبكر نسبياً بين 25-35سنة.

* أهم البدائل التربوية برنامج التسريع :
( الالتحاق المبكر بالمدرسة، تخطي الصفوف- الترفيع الاستثنائي-، الالتحاق المبكر بالجامعة، الالتحاق المتزامن في المرحلة الثانوية والجامعة ، تسريع المحتوى...).
 دور الأسرة في الكشف والرعاية لأبنائها الموهوبين والمتفوقين :
تعتبر الأسرة هي البيئة التي يمارس فيها الفرد حياته ، لذلك فإن لها دور هام في اكتشاف الموهوبين من أبنائها وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم ...
ولذلك يتطلب دور الاسرة ما يلي :-
 1 . ملاحظة الطفل بشكل منتظم ، وتقويمه بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة .
2.  توفير الإمكانيات والظروف المناسبة للطفل الموهوب وتشجيعه على القراءة والاطلاع .
 3. أن تعامل الموهوب باتزان فلا يصبح موضع سخرية لهم، و ألاَّ تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر .
4.  أن تنظر إلى الموهوب نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبداعية المتميزة فقط.
5.  أن تراعي الفروق الفردية بين أبناءها فلا تميز بين موهوب وآخر.
6.  التواصل بين الأسرة والمدرسة والمراكز المتخصصة للتعريف بالموهوب وقدراته لاختيار المجال المناسب لأثراء موهبته
7 . توفير الأمن والاطمئنان الذي يعينه على تحقيق النمو المتكامل لجميع جوانب شخصيته.
مسؤولية المجتمع تجاه الأطفال الموهوبين والمتفوقين
لا بد لنا عندما نتعامل مع هذه الفئة من اتباع الأسس الصحيحة والتي تساهم بشكلٍ جاد في دعم ورعاية ورفع مستوى هذه الفئة ؛للاستفادة من طاقاتها وإمكانياتها .
1/الاهتمام والرعاية بالموهوبين والمتفوقين ضرورة لتقدم الأمة :
فالأمة تبني حضارتها بسواعد أبنائها و أفكارهم , فالمادة الخام لبناء أيّةُ حضارة هي الإنسان , وكيف إذا كان هذا الإنسان يتمتع بمزايا عقلية ذات مستوى رفيع !  فهو بالتأكيد يشكل كنزاً لابد من استخراجه و استثماره و الاستفادة منه , بدلاً من أن يخسر المجتمع الثروة العقلية التي يمتلكها أفراده والتي هو بأمس الحاجة إليها . فالعصر الذي نعيش فيه عصر علم و تقنية ونبوغ معرفي وتقدم مذهل يعتمد في أساسه على تخطي الحواجز و تغير المألوف و إبداع جديد متطور دائماً , وكيف يتسنى ذلك لمجتمعات نامية ؟!
( فتقدم الأمم ورقيها مرهون بتقدم فكرها ونتاجها العلمي و التقني ( الطنطاوي . 
2/مسوّغات التربية الخاصة بالمتفوقين:
هناك مسوغات كثيرة تؤكد ضرورة توفير تربية خاصة بالمتفوقين تختلف عن التربية العامة التي تقدم في المدرسة العادية , ومنها :
 1 . تنظم التربية العامة في المدرسة بما يتناسب مع مستوى الأكثرية ( الطلبة المتوسطون ) , من حيث خصائص التعلم لديهم ، والتي تختلف عن الموهوبين والمتفوقين .
2. يتميز المتفوقون بأن عمرهم العقلي يفوق سنهم الزمني ، في الوقت الذي تنظم فيه التربية في
 المدرسة على أساس العمر الزمني الذي غالباً ما يتوافق مع العمر العقلي للأغلبية , مما يحرم المتفوقين من الحصول على ما يلبي احتياجاتهم للتقدم المتسارع في نموهم العقلي , ومن هنا تأتي أهمية الإسراع كبرنامج تعليمي .
 3.عدم مراعاة نظم التربية العامة في المدرسة العادية للفروق الفردية بين التلاميذ .
 4. إن الأخذ بنظام التربية الخاصة للمتفوقين يساعد على تلبية الكثير من احتياجات الدول للباحثين , و الإداريين و القادة ...
  5. إن التربية الخاصة تساعد على الحد من خسارة المجتمع لهذه الطاقات , وتساعده على التطور و توّفر هذه المجتمعات الكثير من النفقات التي يتطلبها استيراد العقول الأجنبية .
3/ أهداف التربية الخاصة بالمتفوقين :
 1. تزويد الطلبة المتفوقين ببناء معرفي في المجالات العلمية المختلفة تجعلهم يصلون إلى درجة الإتقان في تلك المجالات .
2. تزويد الطلبة المتفوقين بمهارات الحصول على المعرفة من خلال طرق حل المشكلات و الإبداع و استخدام الأسلوب العلمي في الوصول إلى المعرفة؛ ليصبحوا أكثر استقلالية و إبداعية .
3. تشجيع التفكير البنّاء و الإبداعي.
4. توفير فرص كافية لتوسيع قاعدة المعلومات و تطوير القدرات اللغوية.
5.تطوير مهارات اتخاذ القرار.
6.تطوير المهارات الاجتماعية.
7.تنمية المواهب و القدرات الخاصة.
7.تقييم الأنماط الحياتية البديلة.
.8 إعداد الشخص الموهوب للتعلم طويل المدى.

من هم الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم ؟

      هم الطلبة الذين يمتلكون موهبة أو ذكاء بارزاً والقادرون على الأداء المرتفع، لكنهم في نفس الوقت يواجهون صعوبات في التعلم تجعل من تحقيق بعض جوانب التحصيل الأكاديمي أمراً صعباً.


مفهوم الذات لدى الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعليم :

الطلبة الذين تم تحديدهم على أنهم موهوبون والذين يظهرون في نفس الوقت صعوبات في التعلم. هؤلاء الطلبة يعتبرون غالباً من المنجزين المقصرين أي الطلبة الذين يقل تحصيلهم عن إمكانياتهم واستعداداتهم، وربما ينسب هذا العجز في التحصيل إلى ضعف مفهوم الذات، نقص الدافعية، أو حتى النقص في بعض خصائص الجاذبية، أو الكسل. ولا يتم عادة ملاحظة صعوبات التعلم التي يعاني منها هؤلاء الطلبة على مدار حياتهم التعليمية تقريباً. وعندما تزداد تحديات المدرسة، تزداد الصعوبات الأكاديمية التي يواجهونها .

مفهوم الذات لديهم ..
إن الطالب الذي يوصف بأنه موهوب يعاني من صعوبات تعلم غالباً ما يكون لديه تقدير للذات ودافعية منخفضة. وعلى الرغم من أن التفكير الإبداعي، والذي يمثل أهمية رئيسة لحل المشكلات المعقدة، يحسن من مشاعر تقدير الذات، إلا أن الأبحاث التي تتناول خصائص التفكير الإبداعي لدى الطلبة الموهوبين والذين يعانون من صعوبات تعلم نادرة للغاية .

اولاً : من هم الموهوبون ذوو صعوبات التعلم :-
يمكن تعريف الطلبة الموهوبين الذين يعانون من صعوبات التعلم بأنهم الطلبة الذين يمتلكون موهبة أو ذكاء بارزاً والقادرون على الأداء المرتفع ، لكنهم في نفس الوقت يواجهون صعوبات في التعلم تجعل من تحقيق بعض جوانب التحصيل الأكاديمي أمراً صعباً.

ثانياً : خصائص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم:-

خصائص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم :
 يظهرون قدرات مرتفعة على التحليل الإبداعي والقدرات التحليلية واستيعاب المفاهيم المعقدة وإدراك العلاقات. وعلى الرغم من ذلك يظهرون صعوبات خاصة بالمبادئ الأساسية لتعلم اللغة مثل الوعي الصوتي والتهجئة وإعادة الترميز واستدعاء حقائق الرياضيات البسيطة. وقد يلجأ هؤلاء الطلبة إلى استخدام قدرات التحليل الإبداعي لتهجئة المقاطع ولتذكر المعلومات المقدمة شفوياً ويعتمدون على الرموز الموجودة في المحتوى لفهم النص ، إلا أنهم قد يظهرون قدرات محدودة في مواد أكاديمية أخرى. كما قد يساهم الطفل الموهوب ذو الصعوبات التعليمية بفاعلية في النقاش الصفي، ولكن أداءه قد يكون متدنياً في الاختبارات التحصيلية، وقد يكون أداء هؤلاء الطلبة على المهام المعقدة أفضل من أدائهم في المهمات البسيطة، إلا أن أهم ما يميز هؤلاء الطلبة هي الخصائص المرتبطة بالقدرات المعرفية المرتفعة والإبداعية.


ابرز الخصائص التي تميز هذه الفئة من الطلاب ما يلي :
•         يبدون قدرات ابتكارية ، وأنشطة عقلية متمايزة ، وبعض جوانب القوة ، مما يشير إلى امتلاكهم بعض جوانب التفوق العقلي أو المواهب.
•         يبدون الكثير من مظاهر الوعي بأنماط الصعوبات لديهم ، والمشكلات المترتبة عليها ، والتي تؤثر سلباً على مستواهم الأكاديمي ، وينزعون إلى تعميم شعورهم بالفشل الأكاديمي في مختلف المجالات ، مما يولد لديهم شعورا عاما بضعف الكفاءة الذاتية الأكاديمية.
•         يملكون مواهب أو إمكانات عقلية غير عادية بارزة ، تمكنهم من تحقيق مستويات أداء أكاديمية عالية ، لكنهم يعانون من صعوبات نوعية في التعلم ، تجعل بعض مظاهر التحصيل أو الإنجاز الأكاديمي صعبة ، وأداؤهم فيها منخفض انخفاضاً ملموساً .

ثالثاً : مفهوم الذات لدى الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم :-
يمكن أن يتميز الطلاب بكل من جوانب القوة (المميزة للموهبة) وجوانب الضعف(الميزة لصعوبات التعلم) . وجوانب القوة والضعف لدى الموهوبين ذوي صعوبات التعلم يختلف مداها من نمط إلى آخر.

من جوانب القوة :-
مهارات اللغة الشفوية والقدرة على التحدث ، زيادة كم المفردات ، الفهم وتحديد العلاقات ، الإلمام بكم كبير من المعلومات ، مهارات الملاحظة ، الحدس ، قوة الإدراك ،القدرة التحليلية ، حب الاستطلاع والإبداع ...الخ.
من جوانب الضعف :-
رداءة الخط ، انخفاض القدرة على الهجاء، صعوبة القراءة ، صعوبة العد والحساب ، انخفاض القدرة التنظيمية ، انخفاض تقديرهم لذواتهم ، عدم التركيز في أداء المهام ...الخ.




       شريحة من الموهوبين لا يُستهان بها ليس على المستوى الوطني بل على المستوى العالمي تمتلك مقومات العطاء والإنجاز، وما تحتاجه كمنطلقات رئيسية هو الفهم والوعي بقدراتها وطاقاتها.
فمنْ هم الموهوبون ذوو صعوبات التعلم؟ 

يُعرَّف الموهوبون منْ ذوي صعوبات التعلم كما عند فتحي الزيات (2002) بـ

      "أنَّهم الأطفال الذين يمتلكون مواهب أو إمكانات عقلية غير عادية تُمكنهم منْ تحقيق مستويات أداء أكاديمية عالية، مع ذلك يُعانون منْ صعوباتٍ نوعيةٍ في التعلم تجعل مظاهر التحصيل أو الإنجاز الأكاديمي صعبة، وأداؤهم فيها مُنخفضاً انخفاضاً ملموساً".

كما عرَّفهم Mc Coach, Kehle, & Siegle (2001) بـ
   "أولئك الأطفال الذين لديهم قدرات عقلية فائقة، ولكنهم يُظهرون تناقضاً واضحاً بين هذه القدرات ومستوى أدائهم في مجال أكاديمي مُعيَّن، مثل: القراءة، الحساب، الهِجاء، أو التعبير الكتابي،
فيكون أداؤهم الأكاديمي مُنخفضاً انخفاضاً جوهرياً على الرُّغمِ منْ أنَّه منَ المتوقع أنْ يكون متناسباً مع قدراتهم العقلية الخاصة، ولا يرجع هذا التناقض لنقصٍ في الفرص التعليمية أو لضعفٍ صحيٍّ مُعيَّن".
   
وتبدو صعوبات التعلم في واحدةٍ أو أكثر منَ المجالات التالية:
      التهجئة والتعبير الشفهي، الفهم السمعي، التعبير الكتابي، العمليات الحسابية أو الرياضية، المهارات الأساسية للقراءة، والاستدلال الحسابي أو الرياضي.

ويُصنِّف فتحي الزيات (2002)، Brody & Mills(1997)، Landrum (1994)، Suter & Wolf (1994)
       الموهوبين ذوي صعوبات التعلم إلى ثلاث فئات على النحو الآتي:

1. الموهوبون مع بعض صعوبات التعلم الدقيقة:
        ويتمّ التعرُّف عليهم وفقاً لمحكات الموهبة؛ بسبب ارتفاع مستوى ذكائهم أو إبداعاتهم أو تحصيلهم الأكاديمي، إلاَّ أنَّه مع تزايدِ أعمارهم الزمنية يزيدُ التباعُد بين أدائهم الفعلي والأداء المتوقع منهم، ومثال ذلك: قد يكون أداء بعض الأطفال فائقاً في القدرات اللغوية والتعبيرية، ولكنهم يُعانون منْ صعوبات في الكتابة أو التهجي. وغالباً ما يلفت هؤلاء الأطفال نظر معلميهم بقدراتهم اللفظية المرتفعة، إلاّ أنَّ قدرتهم على التهجي والقراءة والكتابة ورداءة خطهم تُغاير ذلك تماماً، وقد يرجع انخفاض تحصيلهم إلى انخفاض مفهومهم لذواتهم، وانخفاض مستوى الدافعية منْ جانبهم إلى جانب وجود بعض السمات الأخرى لديهم كالكسل ونحوه، وكلما كانت المُقررات الدراسية أكثر تحدياً لهم ولقدراتهم تزداد الصعوبات الأكاديمية التي يُمكنُ أنْ تواجههم، بما يجعلهم يأتون في الترتيب بعد أقرانهم العادين بكثير، وهو ما يؤدي في النهاية إلى ظهور الصعوبة في التعلم بشكلٍ واضح.

2. ثنائيو غير العادية المقنعة (أو المطموسة):
       وهم الذين يجمعون في آنٍ واحدٍ بين مظاهر الموهبة وصعوبات التعلم، ومثال ذلك: مظاهر الموهبة (الاستدلال، إدراك العلاقات، والتفكير والبراعة في الحديث مثلاً) تطمس مظاهر الصعوبات التي يُعانونها (صعوبات القراءة، أو ضعف التمييز، والفهم السمعي) والعكس صحيح قد تطمس الصعوبات مظاهر الموهبة، وغالباً ما ينتظمُ هؤلاء الأطفال على إثر ذلك في فصول عادية، ومنْ ثَمَّ فإنَّهم لا يستطيعون الاستفادة منْ تلك الخدمات التي يتمّ تقديمها للأطفال الموهوبين، أو التي يتمّ تقديمها لأقرانهم الذين لا يُعانون منْ صعوبات التعلم.

3. ذوو صعوبات التعلم الموهوبون:
      يتمّ التعرُّف عليهم كذوي صعوبات التعلم أكثر منْ كونهم موهوبين؛ نظراً لتدني أدائهم في مختلف المواد وفشلهم الدراسي، إذ يُركِّز المعلمون والأسرة على ما لديهم منْ صعوبات ويُصرف النظر عمّا يمتلكونه منْ استعدادات غير عادية، بل يتمّ تجاهلها وإهمالها، وبالتالي تكون النتيجة تأثيرات سلبية على أدائهم الأكاديمي، وتولُّد الشعور بضعف المقدرة والكفاءة الذاتية، هؤلاء الأطفال تُعدُّ صعوبات التعلم لديهم حادة لدرجة أنَّه يَسْهُل تصنيفهُم على أنَّهم يُعانون منْ تلك الصعوبات، مما يجعلنا غير قادرين على تحديد قدراتهم المرتفعة والتعرُّف عليها.

ويُشير عبدالمعطي القريطي (2005) بأنَّه نحتاج للتعرُّف والكشف عن هذه الفئة منَ الأطفال الموهوبين إلى عدة أمور، ومنها:
1. استخدام مجموعة متعددة منَ الاختبارات المقننة للذكاء والتحصيل وكفاءة التجهيز والتمثيل المعرفي للمعلومات.
2.   الاهتمام بالخصائص السلوكية للطفل الموهوب.
3.   جمع المزيد منَ البيانات الشخصية عنِ الطفل الموهوب منْ مختلف النواحي.
4.   وإعطاء اهتمام أكبر لمجالات الأداء المتميز.

ويُلاحظ على العموم بأنَّ مُعدَّل إنتاجيتهم التحصيلية يكون دون مستوى مقدرتهم العقلية الحقيقية، وهو ما يُطلق عليه "التباعُد" الواضح بين إمكاناتهم أو ما يُتوقَّع منهم منْ ناحية، ومستوى أدائهم التحصيلي الفعلي منْ ناحيةٍ أخرى.
إنَّ أبرز المظاهر التي يتصف بها هؤلاء الأطفال منْ ناحية التحصيل الدراسي هي تدني مستواهم بالإضافة لتدني مفهوم الذات.
أمَّا خارج المدرسة فإنَّ هؤلاء الأطفال ربَّما يكون إدراكُهُم مُختلفاً، ويكون مصحوباً بتقدير ذات عالٍ، ويتحدَّث البعض عنِ الحماس الموجود لديهم بالنسبة لقدراتهم في مجالات أخرى، مثل: ألعاب الحاسوب، ألعاب القِوى، وغيرهما.

إنَّ هؤلاء الأطفال الموهوبين منْ ذوي صعوبات التعلم
        هم أكثر إبداعاً وإنتاجاً في المجالات اللامنهجية قياساً بالطلبة الموهوبين الآخرين، وإنَّ إرشاد هؤلاء الأطفال يجبُ أنْ يتركَّز على الوالدين والأسرة والمعلمين، والهدف الأولى هو مُساعدة هؤلاء الأشخاص المهتمين في فهم الخبرة العاطفية لدى الأطفال الموهوبين.

     إنَّ قراءة مُتفحصة لأدب الموهوبين منْ ذوي صعوبات التعلم تُشير إلى قلة الاهتمام بالجانب العاطفي لديهم، كما ينبغي أنْ يتكوَّن المِنهاج على موضوعات منْ مثل: مهارات الاتصال، تعديل السلوك، فهم الذات وتقديره والوعي به، وتقبُّل الآخرين (ورد في: ليندا سلفرمان، 2004).

       إنَّ الطفل سوف يشْعُر بالإحباط عندما يتركَّز الانتباه على عيوبه وليس على قدراته، وأنَّه سوف يتأثر بالنقد والاتصاف بقلة الصبر منْ والديه ومعلميه الذين تكون مَشاعِرهُم نحوه تبدو الإحباط، وهي عندئذٍ غير مُناسبة.

       وترى Conover, 1996 بأنَّ أداء مثل هؤلاء الأطفال يتسم بارتفاع المستوى العقلي، ولكنهم مع ذلك يُعانون في ذات الوقت منْ قُصورٍ أكاديمي مُعيَّن يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض تحصيلهم بشكلٍ لا يتناسب مع ذلك المستوى المُرتفع لقدراتهم العقلية، إذ أنَّ مثل هذا القصور غالباً ما يتضمَّن الذاكرة والإدراك والتآزر البصري الحركي أو البصري السمعي، وينتج عنه قصورٌ في القراءة أو الكتابة أو الحساب، في حين تتضمن جوانب القوة التفكير المُجرَّد وخاصةً في التواصل اللفظي، والقدرة على حلِّ المشكلات، والقدرات الإبداعية، وغالباً ما تعملُ جوانب القوة على تعويض جوانب النقص مما يحول دون التشخيص الجيِّد لهم.

     إنَّ هؤلاء الأطفال غالباً ما يبدون نمطاً غير مستوٍ منَ السلوك، وقد يأخُذ سلوكهم شكلَ العدوان أو الانسحاب إلى جانبِ تعرضهم المستمر للإحباط وعدم قدرتهم على التحكُّم في البواعث مما يُضعف منْ علاقاتهم بأقرانهم إلى حدٍّ كبير.

      ويُشير Maker & Udall, 2002 إلى أنَّهُ منَ الصعبِ أنْ نُحدد قائمة معينة منَ السمات يُمكنُ أنْ نُميِّز هؤلاء الأطفال الموهوبين ذوي صعوبات التعلم بشكلٍ عام؛ ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى أنَّ هناك أنماطاً مُتعددة للموهبة إلى جانب العديد منْ صعوبات التعلم.

     في حين يرى Landrum, 1994 بأنه توجد مجموعة منَ السمات تميِّز هؤلاء الأطفال منْ بينها: مهارات عالية في اللغة الشفهية، القدرة التحليلية، الحدس، الإدراك، مهارات حلِّ المُشكلات، حبّ الاستطلاع، والإبداع. كما ويُعانون منْ قصورٍ واضحٍ في: تجهيز المعلومات، تناقض بين قدراتهم الكامنة وبين الإنجاز الفعلي منْ جانبهم، صعوبة مُسايرة الأقران.
وقد يتساءل البعض عما تمثله هذه الشريحة بالنسبة للموهوبين عموماً، فنقول بأنه هناك مجموعة من الدراسات والمسوحات أوصلت نسبتهم في المجتمع إلى السُدُس أي حوالي 16% منَ الأطفال الموهوبين.

من أين تبدأ مشاكل الطفل:
•        إنها تبدأ من المجتمع الذى يرفض كل ما هو غريب أو غير مألوف فالطفل المبدع قد يدرك أشياءً وكأنه يرى الأمور بأعينٍ  غير أعيننا أحياناً.
    إضافة إلى ذلك قد ينفر منه أقرانه أحياناً لعدم قدرتهم على فهمه والتجاوب معه أو قد تكون استجابتهم تجاهه مشبعة بالغيرة نحو تفوقه ولا عجب إذن إذا عرفنا أن بعض الأطفال المبدعين يقللون بل ويحبطون قدراتهم متظاهرين بالغباء أحياناً حتى لا يخسروا من حولهم إنها الرغبة في الانتماء وإقامة العلاقات.
•        التباين الواضح بين قدرات الطفل العقلية ونضج المشاعر يخلق لديه صعوبة في التكيف بنحوٍ عام فنضجه العاطفي واحتياجاته قد لا تختلف عن باقي الأطفال الأمر الذى قد لا تدركه الأسرة أحياناً ويخلق نوعاً من التشويش والاضطراب في التعامل مع الطفل.
•        عدم ملائمة المناهج التدريسية وأساليب التعليم -التي تعتمد في كثيرٍ من الأحيان على التلقين والحفظ- لطبيعة الطفل التي تأبى إلا الحوار والمناقشة والإقناع.
•        عدم احترام الأسرة للطفل فكثيراً ما يحب الآباء أطفالهم لكن لا يدركون معنى احترام الطفل وعدم جرح مشاعره إذا ما رفض أن يمتثل إلى الأوامر والنواهي حسب قوانين الأسرة الأمر الذى يرفضه ذلك المتمرد الصغير.
•        الضغط على الطفل ودفعه إلى مزيد من الإنتاجية وتكليفه بأعمال قد تفوق طاقاته أو دفعه لنوع من الدراسة الذي لا يشعر بميل ورغبة نحوه.
•        الاستغلال العاطفي للطفل لتعويض ما فات الأبوين وهم في نفس عمر ابنهم في مختلف النواحي العلمية أو المهنية والفكرية، فالأب الذي كان يطمح أن يكون طبيباً يوماً ما ولم تمكنه قدراته من ذلك وانتهى به الأمر إلى أي عمل آخر، يعوّض عن ذلك بضغطه على الابن لتحقيق ما لم يستطيع تحقيقه ويزج بالطفل إلى مجالات لا يصلح لها بالمرّة لأنها لا تتناسب مع ميوله واتجاهاته، وهذا ناتج لضآلة الثقافة التربوية والنفسية.
•        ضياع الموهبة إذا لم تتوفر لها بيئة خصبة للنمو من الناحية الاقتصادية التي توفر الإمكانيات اللازمة للطفل من كتب ومجلات ووسائل إلكترونية حتى تتسع معرفته وكذلك من الناحية الثقافية حتى يستطيع الوالدين فهم الطفل وكيفية التعامل معه.
وفى البيئات ذات الثقافة المحدودة قد لا يتوقف الأمر عند عدم الاهتمام بمواهب الطفل وقدراته بل يصل إلى ما هو أكثر إيلاماً وهو السخرية من قدرات الطفل.

•        ومن العوامل التي تحد بل وتهدم قدرات الطفل هي قلق الآباء حيال مسألة التعليم الأمر الذى يجعلهم لا يشجعون إلا أساليب التحصيل التقليدي المبني على التلقين والقائم على الحفظ، ويقللان من شأن قدرات الابتكار والمواهب والإبداع الخاصة التي تتجلّى في الأنشطة الغير مدرسية. ولكن في نظرهم لا وقت إلا لعمل وأداء الواجبات المدرسية.

تشخيص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم
أمَّا عنْ تشخيص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم
    فيُعدُّ منْ أولى خطوات الكشف عن الموهبة،
 ومنْ ثمَّ تحديد استراتيجيات رعايتهم،
 وفي هذا الإطار لابد من تعيين المحكات التي يتمّ الإسناد إليها في عملية التشخيص،

في هذا الإطار هناك أربعة محكات
      يتمّ في ضوئها التعرف على أولئك الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وتحديدهم كما وردت عند حسن عبدالمعطي وعبدالحميد أبو قلة (2006)، وهي:
o ·  محك التميّز النوعي: ينبه إلى وجود صعوبة منَ صعوبات التعلم ترتبط بواحدٍ أو بعدد مُحدد منَ المجالات الأكاديمية أو الأدائية.
o ·  محك التفاوت: ينبه إلى وجود قدر منَ التبايُن بين معدلات الذكاء أو مستوى القدرة الكامنة وبين الأداء الفعلي المُلاحظ أو مستوى التحصيل الدراسي.
o ·  محك الاستبعاد: ينبه إلى إمكانية تمييز الموهوبين ذوي صعوبات التعلم عنْ ذوي الإعاقات، أو ذوي صعوبات التعلم الأخرى.
o ·  محك التبايُن: توجد بعض الدلالات التي تُميِّز أداء الموهوبين ذوي صعوبات التعلم مقارنةً بأقرانهم الموهوبين ممن ليس لديهم صعوبات التعلم، ومنْ هذه الدلالات: انخفاض الأداء اللفظي بوجٍه عام، انخفاض القدرة المكانية، وضعف التمييز السمعي أو تمييز أصوات الكلمات والحروف، وغيرها.


هل يمكن أن يكون الطفل الموهوب أو المبدع متأخراً دراسيًا؟
الإجابة نعم !!
ظهرت قضية الموهوبين متدني التحصيل لأول مرة بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية عام (1981) علي يد نخبة من علماء التربية الخاصة. ويعتبر التحصيل المتدني من المشكلات الشائعة لدى الموهوبين بنسبة قد تصل إلى (15 – 50%) من الموهوبين متدني التحصيل ، ومن (10%- 20%) من الذين يتسربون من المدرسة العليا أو يتركون الدراسة بها يقعون في عداد مرتفعي الذكاء. وقد يكون تدنى التحصيل عارضاً لظرف شخصي أو أسرى وقد يكون متأصلاً مضى عليه سنوات  ، كما قد يكون مقصوراً على مادة دراسية بعينها أو شاملاً لجميع المواد الدراسية .
     ويعرف بعض الباحثين تدني التحصيل بأنه شرخ وفجوة وتناقض بين أداء الطفل الدراسي المدرسي والطاقة المختزنة لقدراته الفعلية مثل : الذكاء ، الإنجاز، نتائج الإبداع، أو بيانات الملاحظة.

والسؤال الأن 
ما هو السبب أو الأسباب الكامنة وراء مشكلة التأخر الدراسي لدى الطفل الموهوب؟
•        عوامل مدرسية(وجود الأطفال الموهوبين في فصولٍ دراسية عادية لا تتفق مع قدرتهم العالية على التعلم وكذلك لا تتلاءم مع أسلوب التعلم الذى يناسبهم وهو المبنى على المناقشة والحوار- غياب التقدير والاحترام الفردي للطفل داخل المدرسة ، المناخ المدرسي شديد التنافس ، التركيز على التقييم الخارجي ،  الأساتذة المتسلطون ،  أن تكون المناهج غير مشجعة و الخوف المدرسي
•        عوامل أسرية(الروح المعنوية الضعيفة للأسرة ، التفكك الأسري ، التسلط والسيطرة من قبل الأبوين ، الحماية الزائدة.)
•        العوامل الشخصية: (التدني في تقدير الذات ، اللامبالاة نحو المدرسة، سرعة الملل ، الضبط الشخصي المتدني في حياتهم.)
ولكن ماذا عن المشكلات التي تواجه أسرة الطفل الموهوب؟
•        رغبة الأسرة الواعية في تلبية احتياجات الطفل قد تدفع بالأسرة إلى التضحية بالجهد والمال الكثير حتى لا تضيع الموهبة.
•        الصراع أحياناً بين الوالدين حينما يختلفان في أسلوب معاملة الطفل الأمر الذى قد يستخدمه ذلك المراوغ الصغير في اللعب بهم من أجل الوصول إلى أهدافه.
•        الحماية المفرطة والخوف على الطفل لإدراك الأسرة لنفور من هم فى مثل سنه ورفضهم له في كثير من الأحيان.
•        أسرة الطفل الموهوب أقل رضاء وأكثر تذمرا من المدرسة من أسرة الطفل العادي وخصوصا إذا كان الطفل شديد الموهبة فبعد أن يتم اكتشاف الطفل الموهوب تبدأ الأسرة بشن حملة شعواء على المدرسة والمدرسين .
وتصب اللوم على المدرسة في العديد من الأمور، فإذا قصر الطفل في إحدى المواد اتهمت المعلمين بعدم تشجيع الطفل ، وإذا أساء الطفل السلوك اتهمت المنهج بأنه لا يتحدى عقل الطفل ، وإذا كره الطفل الواجبات المدرسية اتهمت المدرسة بالضغط على الطفل , ويقع الطفل ضحية بين هذين الطرفين المتنازعين.
•        علاقة الطفل الموهوب بإخوته :
من الأمور التي تقلق أسرة الطفل الموهوب علاقة الطفل الموهوب بإخوته ، إذ تشير الدراسات في هذا المجال إلى أن الإخوة غير الموهوبين يعانون من مشكلات التوافق النفسي، والقلق وتدني مستوى تقدير الذات بسبب وجود طفل آخر موهوب في الأسرة.


كيف نكتشف الطفل الموهوب؟
الخصائص السابقة بالإضافة إلى المقاييس النفسية:
مقاييس القدرة العقلية (اختبارات الذكاء)
مقاييس التحصيل الأكاديمي:
مقاييس الإبداع
مقاييس السمات الشخصية والعقلية
التوصيات:
للأسرة:
•        يجب أن توفر الأسرة لأبنائها المبدعين الإمكانيات المناسبة والظروف الملائمة من حوار واحترام وإثارة عقلية حتى يمكن استغلال هذه القدرات العقلية والمواهب الكامنة منذ وقت مبكر من عمر الطفل.
•        توفير الأدوات المتمثلة في الألوان والكتب والمجلاّت وقصص الأطفال والوسائل الإلكترونية  من الأقراص المدمجة ، وبعض الأدوات لممارسة بعض المهارات الحركية.
•        ألا ينسى الآباء أنه طفل وأن نموه العاطفي لا يوازى سرعة نموه العقلي وهذا يجعله فريسة للاكتئاب واضطرابات التكيف والتي قد تبدو في شكل اضطراب سلوكي.
•        أن يلجأ الأبوان للمتخصصين وذوى الخبرة للحصول على المزيد من المعلومات عن سبل التعامل مع الطفل.
للمجتمع:

أن يكون هناك مؤسسات وهيئات ترعى هؤلاء الأطفال وتقدم لأسرهم الدعم المادي والمعنوي لإطلاق الطاقات الكامنة لأنها لو لم تطلق ستتحول هذه الطاقة إلى صورتها السلبية في شكل اضطرابات نفسية وسلوكية. علماً بأن هذه المؤسسات موجودة بالفعل في العديد من الدول الاجنبية والعربية.

أساليب التعرُّف على الموهوبين ذوي صعوبات التعلم
أمّا عنْ أساليب التعرُّف على الموهوبين ذوي صعوبات التعلم فهي كثيرة، ويُشترط استخدام أكثر منْ أداة أو أداتيْن؛ طلباً للتشخيص الدقيق، مع مراعاة أنْ تكون هذه الأساليب ملائمة لهذه الفئة، وهي:
1.   اختبارات الذكاء بأنواعها وأشكالها.
2.   اختبارات التشخيص لمستويات الأداء والإنجاز في المجالات الأكاديمية ذات الصعوبة.
3.   ملفات الإنجاز الأكاديمي.
4.   قوائم السمات والخصائص السلوكية.
5.   تقييمات المعلمين والأقران.
6.   المقابلات مع الوالديْن.
7.   ملاحظات الفصل الدراسي.
8.   التفاعُل مع الرفاق.
9.   اختبارات قياس الاتجاهات.
10.    اختبارات العمليات والقدرات الإدراكية.
11.    تقييم القدرة التعبيرية.

وما سوف يتجمَّع منْ بيانات ومعلومات بعد استخدام عددٍ كافٍ منَ الأدوات والمقاييس سالفة الذكر، تُعرض على لجنة متخصصة منْ أفراد ذي معرفة بالطفل الموهوب ذي صعوبات التعلم، حيثُ يتمّ مراجعة جوانب القوة والضعف، وتُحدد مكامن صعوبات التعلم، وتُحدد مواطن الموهبة؛ حتى يُمكنُ منْ خلالها رسم برنامجٍ مُناسبٍ لعلاج صعوبات التعلم منْ جهة، وتنمية جوانب الموهبة منْ جانبٍ آخر (ورد عند: عماد الغزو، 2002؛ Mc Coach, D. B., Kehle, T. J., Bray, M. A. & Siegle, D., 2000; Maker, C. J. & Jo-Udall, 2000).

كما يُمكن تعيين صعوبات التشخيص للموهوبين منْ ذوي صعوبات التعلم في الأمور الآتية:
1.   وجود تعريفات مختلفة للموهبة وصعوبات التعلم.
2.   صعوبة الاستدلال على أنماط ثنائية غير العادية.
3.   التداخل بين مفهومي صعوبات التعلم وتدني التحصيل.

احتياجات الأطفال الموهوبين ذوي صعوبات التعلم:

وفيما يلي نوضِّح أهم احتياجات الأطفال الموهوبين ذوي صعوبات التعلم:

أولاً، احتياجات أكاديمية، ومنها:
1.   تقديم المادة العلمية بأساليب متنوعة مع تكليفهم بكتابة المادة العلمية وإعدادها.
2. إعطاؤهم الفرص الملائمة لتوظيف ما لديهم منْ معارف ومهارات واتجاهات إيجابية، وتقديمها بأساليب متنوعة.
3.   استخدام خبرات تعليم بديلة لا تعتمد على الورقة والقلم، ولكن باستخدام الألعاب التعليمية.
4.   إعطاؤهم تكليفات وواجبات واقعية ومحددة ومعقولة في فترة زمنية كافية.
5.   مُساعدة الأطفال على اجتياز الصفوف الدراسية.
6.   استخدام أساليب تقييم غير تقليدية.
7.   تقسيم المهام الكُبرى إلى مهام صغيرة أو وحدات أصغر؛ حتى يتمكن الأطفال منْ أدائها بسهولة.

ثانياً، احتياجات لتنمية مهارات تعويضية، ومنها:
1. أنْ يتدرَّب الأطفال على استخدام الحاسب الآلي، الآلات الحاسبة، وغيرهما مما يُساعد على أداء بعض العمليات التي تحتاج إلى درجةٍ معينة منَ المهارة والتركيز.
2. أنْ يتدرَّب الأطفال على المهارات التنظيمية كاستخدام الجداول الزمنية، واستراتيجيات إدارة الوقت، والإشارات البصرية.
3.   أنْ يتدرَّب الأطفال على أساليب حلِّ المشكلات وتعديل السلوك.
4.   أنْ يتدرَّب الأطفال على علاج جوانب الضعف الموجودة لديه.

ثالثاً، احتياجات عاطفية، ومنها:
1.   التخفف منَ الضغوط الأكاديمية، وتقليل الإحباط ونقص الدافعية.
2.   الاستفادة منْ جوانب القوة التي يُحقق الأطفال فيها تفوقاً؛ للتخفف منْ جوانب الضعف.
3.   الاستفادة منَ المواقف الجماعية للتغلب على جوانب الضعف.
4.   الاندماج مع أقرانهم الموهوبين وذوي التحصيل العالي.
5. استضافة أشخاص كِبار موهوبين ذوي صعوبات التعلم إلى الصف؛ للاستفادة منْ خبراتهم ليكونوا نموذجاً وقدوة.
6.   الحاجة إلى تنمية الثقة  بالنفس وتقدير الذات.
7.   تنمية الاتجاهات الإيجابية التي تسمح بالإنجاز وتشجيعه.

ختاماً، نحبُّ أنْ نوجز ما أردنا توصيه للقارئ الكريم منْ رسائل وردت في دراسة قيِّمة لحسن عبدالمعطي وعبدالحميد أبو قلة (2006)، وهي:
1. الأطفال الموهوبون ذوو صعوبات التعلم فئة مجهول منْ ذوي الاحتياجات الخاصة يصعُب التعرُّف عليها، وهُم بحاجةٍ إلى الكشف عنهم والاهتمام بهم ورعايتهم؛ للاستفادة منْ إمكاناتهم وأوجه القوة فيهم، وعلاج جوانب الضعف والقصور والصعوبة في التعلم لديهم.
2. الاهتمام بإعداد معلم التربية الخاصة منْ ذوي الاحتياجات الخاصة منْ ناحية، والذي يتمكن منْ تعليم ذوي الثنائية غير العادية، ويستطيع التعامل معهم ورعايتهم وفقاً لإمكاناتهم وأوجه قصورهم.
3. الاهتمام بقضية تفريد التعليم وبرامج التعليم الفردي؛ لإمكانية تعليم كلّ طفل وفقاً لما لديه منْ مواهب وقدرات خاصة، وما لديه منْ صعوبة تعلم معينة، وتكييف المناهج والقدرات؛ بما يرقى بقدراته ويُعالج صعوباته.
4. الاهتمام بقضية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العادية، مع وضع الاعتبارات الخاصة المرتبطة بذلك كقضية أساسية في التعليم، خاصة وأنَّ الموهوبين ذوي صعوبات التعلم غالباً ما يتعلمون بالمدارس العادية.



ما هي الخصائص النفسية والسلوكية للطفل الموهوب؟
ويعد هذا عنصراً هاماً في مناقشتنا حيث أنه هو العامل الأساسي الذى يصنف الطفل الموهوب مع ذوى الاحتياجات الخاصة فذوى الاحتياجات الخاصة مسمى يندرج تحته الإعاقة الذهنية والقصور الحركي وأيضاً الاضطرابات الانفعالية والاجتماعية والتي تعد معوقاً للموهوب  وتؤثر سلباً في أداء أعماله وتحول دون إطلاق قدراته الكامنة.
فالموهوب
   بحاجة إلى برامج تربوية خاصة وممارسات مدرسية تساعده على التكيف مع واقعه.
خصائص إيجابية تميزه عن أقرانه وتدفعه للنجاح والتفوق:
خصائص عامة
•        طاقة ورغبة مبكرة عالية في التعرف على البيئة المحيطة.
•        فضول وقوة ملاحظة ورغبة دائمة في الاكتشاف.
•        حصيلة لغوية ثرية وقدرة عالية على التعبير اللغوي والتي قد تظهر أيضاً في وقت مبكر حيث يتكلم بطلاقة مبكراً.
•        قدرة فائقة على التعلم وذاكرة قوية ورغبة في التفوق.
•        رغبة مبكرة في الاعتماد على الذات والمحاولة وتعليم نفسه بنفسه..
•        قدرة اختيارية لتركيز الانتباه يتبعها التركيز لفترات طويلة على ما يثير اهتمامه ويختاره بنفسه.
•        يبدو وكأنه لا يستطيع التركيز لفترات طويلة  ويتشتت بالمثيرات المحيطة بيد أنه في واقع الأمر لديه مرونة عالية في نقل الانتباه وأحياناً التركيز مع أكثر من مثير في أن واحد.
•        دائماً ما يطرح أسئلة غير مألوفة.
•        غالباً ما يتمتع بروح الدعابة.
•        غالباً يفضلون من هم أكبر سناً على منهم في مثل عمرهم.

خصائص في القدرة على التعلم:
•        يعنى بالتفاصيل.
•        يفضل الكتب والمجلات التي تسبق سنه.
•        يستمتع بالأنشطة الذهنية.
•        قدرة عالية على تكوين المفاهيم والتفكير التجريدي وفهم العلاقة السببية.
•        قدرة عالية على فهم المبادئ الاساسية والتعميم الفعال للأحداث والأشخاص والأشياء.
•        القدرة على الفهم السريع للمتشابهات والاختلافات.

       خصائص إبداعية:
•        التفكير المتدفق والقدرة على إطلاق الاحتمالات والتوابع.
•        المرونة في التفكير والقدرة على إيجاد البدائل وحل المشكلات.
•        القدرة على إيجاد علاقات متشابهة للأشياء والأفكار والحقائق والتي قد لا يراها الأخرون.
•        غالباً لديهم قدرة عالية على التخمين وبناء النظريات أو بمعنى أخر طرح سؤال ماذا لو؟
•        محب للخيال والتصور.
•        مقارنة بأقرانه لا يمكن تثبيط همته في طرح رأيه ومناقشاته بسهولة فهو دائماً يعارض ويناقش.

الخصائص السلوكية والانفعالية: وهى قوة مضادة قد تحبط طاقاته

•        لا يستطيع الجلوس لفترات طويلة إلا لو كلف بنشاط يمتص طاقته العالية مما يجعله يشخص أحياناً بطريق الخطأ على أنه يعانى فرط الحركة.
•        مندفع أحياناً وهو غالباً ما يكون مدركاً لذلك.
•        عدم القدرة على تحمل الإحباط والفشل والتي تدفعه أحياناً إلى تجميد طاقاته والإقلاع عن العمل.
•        حساسية مفرطة.
•        سريع الملل مما لا يثير شغفه وفضوله.
•        عاطفي إلى حدٍ كبير ولديه العديد من المخاوف من فقدان من يحبهم وذلك فهو دائماً بحاجة إلى أشخاص أسوياء بجانبه لفهم مخاوفه وتدعيمه.

والأن أصبح يسيراً علينا أن نستنتج المشكلات التي يمكن أن يواجهها الطفل الموهوب وأسرته:


ولكن ماذا عن المشكلات التي تواجه أسرة الطفل الموهوب؟
0 رغبة الأسرة الواعية في تلبية احتياجات الطفل قد تدفع بالأسرة إلى التضحية بالجهد والمال الكثير حتى لا تضيع الموهبة.
0 الصراع أحياناً بين الوالدين حينما يختلفان في أسلوب معاملة الطفل الأمر الذي قد يستخدمه ذلك المراوغ الصغير في اللعب بهم من أجل الوصول إلى أهدافه.
0 الحماية المفرطة والخوف على الطفل لإدراك الأسرة لنفور من هم في مثل سنه ورفضهم له في كثير من الأحيان.
0 أسرة الطفل الموهوب أقل رضاء وأكثر تذمرا من المدرسة من أسرة الطفل العادي وخصوصا إذا كان الطفل شديد الموهبة فبعد أن يتم اكتشاف الطفل الموهوب تبدأ الأسرة بشن حملة شعواء على المدرسة والمدرسين.

وتصب اللوم على المدرسة في العديد من الأمور، فإذا قصر الطفل في إحدى المواد اتهمت المعلمين بعدم تشجيع الطفل، وإذا أساء الطفل السلوك اتهمت المنهج بأنه لا يتحدى عقل الطفل، وإذا كره الطفل الواجبات المدرسية اتهمت المدرسة بالضغط على الطفل, ويقع الطفل ضحية بين هذين الطرفين المتنازعين.

0 علاقة الطفل الموهوب بإخوته:
من الأمور التي تقلق أسرة الطفل الموهوب علاقة الطفل الموهوب بإخوته، إذ تشير الدراسات في هذا المجال إلى أن الإخوة غير الموهوبين يعانون من مشكلات التوافق النفسي، والقلق وتدني مستوى تقدير الذات بسبب وجود طفل آخر موهوب في الأسرة.




بحث و دراسة وصفية تحليلية للأطفال الموهوبين ذوي صعوبات التعلم

المقدمة:

ما من شك أن الدولة تكتسب هيبتها من تعليم أبنائها و تثقيفهم و تربيتهم , فالدول تقاس قيمتها بعلمائها .
و الدول المتقدمة هي التي تولي تعليم أبنائها رعاية و تقديرا" , تبحث عن متطلباتهم و توفر الأدوية لما ينتشر في مؤسساتها التربوية و التعليمية من داءات ….. لا توفر جهدا" في سبيل دفع حركة العلم و تقدم أبنائها و تهذيب نشأتها ……
و أمراض التعليم لمن أراد أن يرصدها داخل المجتمعات المدرسية يجدها كثيرة و متعددة و مختلفة في أنواعها و متشعبة في أشكالها .
إنها آفات متعددة تعطل مسيرة بعض أفرادها في المضي قدما" نحو تحقيق ما ترغبه الدولة و تريده المؤسسات التربوية …… و كلما زادت الأزمات في مجتمع التعليم زاد الفاقد القومي و تبددت طاقات أفرادها , و تضيع على الدولة فرص متعددة لتقدمها و تطورها .
وينظر إلى الموهوبين و المتفوقين على أنهم الثروات الحقيقية لشعوبهم , بل كنوزها و أغنى مواردها البشرية .فعليهم تنعقد الآمال في التصدي للصعاب و المعوقات و حل المشكلات التي تعترض مسيرة التنمية , و في ارتياد آفاق المستقبل و مواجهة تحدياته , لذلك أصبح الاهتمام باكتشافهم , و تهيئة سبل رعايتهم , و العمل على حسن استثمار طاقاتهم و استعدادهم ضرورة يفرضها التقدم و التغيرات المتسارعة في مختلف مناحي الحياة ( السيد ,2000 ).
و يخطئ البعض عندما يعتقد أن الموهوبين و المتفوقين ليسوا في حاجة إلى خدمات توجيهية و إرشادية نظرا" لكونهم أذكياء أو مبدعين , أو قادرين على التعلم و النجاح بمفردهم , و على حل ما يعترضهم من مشكلات بأنفسهم و دون مساعدة من أحد .فقد كشفت نتائج العديد من الدراسات أن نسبة غير ضئيلة منهم يعانون من مشكلات مختلفة ,و يواجهون بعض المعوقات في بيئاتهم الأسرية و المدرسية و المجتمعية وأن هذه المشكلات و المعوقات لا تعرض استعداداتهم الفائقة للذبول و التدهور فقط و إنما, تهدد أمنهم النفسي أيضا" , و تولد داخلهم الصراع و التوتر , كما تفقدهم الحماس و الشعور بالثقة , وقد تنحرف باستعداداتهم و مقدراتهم المتميزة عن الطريق المنشود لتأخذ مسارا" عكسيا" له مضاره عليهم وعلى مجتمعاتهـم
( القريطي ,2001 ). ومن أخطر هذه المشكلات و أعقدها هي ما يسمى بصعوبات التعلم , حيث تقف حاجزا" بين ما يمتلك هذا الطالب من قدرات و إمكانات مميزة و بين إمكانية التعبير عنها أو استثمارها .

- أهمية الدراسة : من خلال العودة إلى أدبيات التربية الخاصة نلاحظ أن أغلبية الدراسات و البحوث موجهة للاهتمام إما بالأطفال الموهوبين أو بالأطفال ذوي صعوبات التعلم و لكن نادرة هي الدراسات التي حاولت الاهتمام بالأطفال الموهوبين ذوي صعوبات التعلم .
و من الملاحظ أيضا" أن أغلب المؤتمرات و الندوات التي تعقد تناقش أفضل السبل لتلبية احتياجات الطلاب الموهوبين أو ذوي صعوبات التعلم , بينما لا تعر الاهتمام للطلاب الذين يظهرون خصائص هاتين الفئتين في نفس الوقت , على الرغم من الاتفاق على أن الطلاب الموهوبين الذين يعانون من صعوبات تعلم هم في الواقع موجودون و لكن غالبا" ما يتم تجاهلهم أو إغفالهم عندما يتم قياس و تقييم الطلبة سواء على صعيد الموهبة أو صعوبات التعلم ,لذلك لا بد من تكوين قناعة بإمكان وجود القدرات العقلية العالية و الصعوبات التعلمية لدى الفرد نفسه و في الوقت نفسه .
من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة للتعريف بهذه الفئة من الأطفال من خلال تعريفهم و محاولة الإشارة إلى أهم طرق الكشف و التعرف عليهم إضافة إلى التطرق لأهم الاستراتيجيات التعليمية التي يمكن الاعتماد عليها لمساعدتهم.

- تعريفات الدراسة :

1- الطفل الموهوب : هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء متميزا" مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها - في واحدة أو أكثر - من الأبعاد التالية :
- القدرة العقلية العالية
- القدرة الإبداعية العالية
- القدرة على التحصيل الأكاديمي المرتفع
- القدرة على القيام بمهارات متميزة( فنية - رياضية- لغوية …….).
- القدرة على المثابرة و الالتزام و الدافعية العالية , و المرونة , و الاستقلالية في التفكير ( الروسان , 1989 ) .
2- الطفل ذو صعوبات التعلم :هو الذي يفصح عن اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية اللازمة لفهم اللغة واستعمالها محكية كانت أو كتابية على شكل اضطراب في الإصغاء أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو إجراء حسابات رياضية . و يتضمن هذا المصطلح أحوالا" كان يشار إليها على أنها إعاقة إدراكية أو إصابة دماغية أو قصور وظيفي دماغي طفيف أو ديلكسيا أو حبسة تطورية ….. ولكنه لا يتضمن الأطفال الذين يعانون مشكلات تعليمية ترجع مبدئيا" إلى إعاقات بصرية أو اضطراب انفعالي , أو إلى حرمان بيئي ( الوقفي,2003 ).
3- الموهوبون ذوو صعوبات التعلم : الطلاب الموهوبون ذوو صعوبات التعلم هم الطلاب الذين يملكون موهبة ظاهرة أو قدرة بارزة تؤهلهم للأداء العالي , و لكنهم في الوقت نفسه يعانون صعوبات تعلم تجعل واحدا" أو أكثر من مظاهر التحصيل الأكاديمي صعبا" ( Broody&Mills,1997 )
- من هم الموهوبون ذو صعوبات التعلم :
ثمة مراجع كثيرة تتحدث عن الأفراد الموهوبين ذوي القدرات العالية المتطرفة الذين يعانون صعوبات تعلم محددة , حتى إن الأمر يكاد يكون مألوفا" لدى المربين . إلا أن الكثير من الجدل ما زال يحيط بتعريفات كل من الموهبة و صعوبات التعلم و يزداد الأمر صعوبة عند تعريف الأفراد الذين يتميزون بهاتين الصفتين معا" .
فمثلا" يعرف نيرمان الموهبة في عام 1921 على أنها ذكاء مرتفع . و عرفها ستالني
(Stanly,1967) على أنها استعداد و قابلية في مجالات أكاديميــة محددة .
وعرقها رنزولي (,1981 Renzulli) على أنها تفاعل بين القدرات العالية والمثابرة والإبداع . وأكد جارد ينر (Gardner,1993) في مفهومه عن الذكاء المتعدد إمكانية وجود قدرة عقلية عالية في مجال واحد دون أن يتطلب ذلك الاتساق بين القدرات في كل المجالات.
فإذا وضعنا في الحسبان أن التعريفات المعطاة لصعوبات التعلم تشير إلى أن هؤلاء يكونون متوسطي الذكاء أو أكثر يمكن الاستنتاج بأن تعريفات الموهبة لا تستثني ذوي صعوبات التعلم لأنها:
1- تشير إلى أنه ليس من الضروري أن يكون الطفل متفوقاً في كل شيء حتى يعتبر موهوباً.
2- لم تضع حداً أدنى للأداء أو القدرة في المجالات الأخرى التي لا يكون فيها الطفل موهوباً .
3- تقر وتعترف على وجه الخصوص بأن الطلاب يمكن أن يكونوا موهوبين حتى لو لم يكن أداؤهم الحالي في مستوى عال طالما أنهم يملكون الإمكانية لذلك .
ويمكن القول بصرف النظر عن الجدل و الاختلافات القائمة بين المربين حول التعريفات بأن الطفل الموهوب ذا صعوبات التعلم هو ببساطة الطفل الذي يظهر موهبة كبيرة و قدرة أو تفوقا" في مجال محدد و ضعفا" و عدم قدرة في مجال واحد أو في مجالات أخرى .
- الكشف و التعرف :
من المهم اكتشاف الطلبة ذوي صعوبات التعلم الموهوبين لأن عدم اكتشافهم بالسرعة المناسبة سيقود في معظم الأحيان إلى استجابات انفعالية سلبية يمكن أن تأخذ شكل الاكتئاب أو القلق أو التقدير المتدني للذات أو العدوانية و الانسحاب , إضافة إلى أن الاستراتيجيات التعويضية التي يمكن تعليمها لهم تصبح أقل فاعلية كلما تقدم الأطفال بالعمر .
إن التعرف المبكر هدف مهم للحد من هذه النتائج السلبية و حتى يسمح لموهبة الأطفال بأن تنمو و تتطور بدلا" من أن تذوي و تنطفئ أو تكبت . يضاف إلى ذلك أن اكتشاف الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم و مساعدتهم تجعل المدرس أكثر قدرة على إدارة الصف و تمكنه من الإجادة في التدريس . إن عددا" من المشاهير أمثال أديسون , ودا فنشي, وباتون, ويلسون ,تشر شل, وأينشتاين يعدون من بين الموهوبين ذوي صعوبات التعلم إلا أنهم كانوا قادرين على تجاوزها والتغلب عليها بالجهود التي بذلوها بأنفسهم و بمساعدة آبائهم في أحيان أخرى .
و يتساءل البعض عما كان يفعل هؤلاء أو ينجزوه لو أنه تم التعرف على مشكلاتهم و التعامل المنهجي معها مبكرا" (Elison,1993).
من المؤكد أن المربي يتعامل مع مجموعات غير متجانسة من الطلاب يمثلون أنماطا" مختلفة من المواهب التعليمية و التفوق الأكاديمي المقرونة بأشكال متنوعة من الصعوبات التعليمية ,الأمر الذي يصعب توفير محاكات تتسم بالصدق و الثبات لتعرف و اكتشاف جميع أفراد هذه الفئة, ومع ذلك فإن هناك بعض الخصائص العامة للتعرف أو المؤشرات التي يمكن أن تؤخذ بالحسبان عند محاولة تعرف هؤلاء الطلاب
( Broody&Mills,1997 ) من أبرزها :
أولا"- وجود دليل على موهبة بارزة أو تفوق :
ينبغي أن يجد الفاحص دليلا" على موهبة خاصة أو تفوق عقلي بدلالة قدرة الطالب على أداء فعل من مستوى عال , أو قابلية للأداء على مستوى عال . فالموهبة قد تكون قدرة عامة أو خاصة تبرز في أي من المجالات المختلفة . وينبغي أن لا يغيب عن ناظري الفاحص أن صعوبات التعلم قد تخفض أداء الطلاب في اختبارات الذكاء مما يدعوه لتعديل قراءته لنتائج القياس بحيث يلائم تلك النتائج مع الأثر المخفض الذي تتركه صعوبات التعلم على أداء هؤلاء الطلاب . وإذا صرفنا النظر عن الجدل الدائر حول قيمة اختبارات الذكاء في الكشف عن الموهبة فإنه يمكن القول بأن أكثر ما يستخدم في الكشف عن هذه الفئة اختبارات الذكاء و مقاييس الإبداع و اختبارات القدرات الخاصة و ترشيحات أولياء الأمور و الزملاء و الاختبارات غير النظامية و التباين بين الذكاء و بين التحصيل الفعلي .
ثانيا"- أدلة على التباين بين التحصيل و القابليات :
يظهر على الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم أدلة على التباين بين قدراتهم العالية
( الذكاء) و بين تحصيلهم الفعلي ,و بالرغم من أن مفهوم التباين شائع و مستخدم في الكثير من التعريفات الإجرائية للطلاب ذوي صعوبات التعلم الظاهرة و بالرغم من أن هناك جدلاً و نقاش ضد تعريف صعوبات التعلم بالاعتماد على التباين في الأداء فإن البحث عن أدلة التباين بين القدرة و التحصيل مهم بشكل خاص في تعريف الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم على ألا ينظر للتباين بين القدرة و التحصيل على أساس أنه الصفة الوحيدة في وصف هؤلاء الطلاب بل يجب أن يكون التباين جزءاً من المعلومات التي تؤخذ بالحسبان عند التقييم إذ يجب أن تعتمد القرارات المتعلقة بوجود صعوبات التعلم و شدتها بشكل جوهري و أساسي على أحكام المهنيين المبنية على القياس المتعدد الأوجه حيث تكون درجات الذكاء المعيارية و بيانات التحصيل جزءاً فقط من هذا القياس
(graham&harris 1989 ) .
ثالثاً : أدلة على عجز أو ضعف العمليات:
بالرغم من إمكان كون التباين بين التحصيل و القدرات متطلباً رئيسياً لتعرف الطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم إلا انه ليس كافياً بحد ذاته ، لان التباين قد ينتج عن أسباب متعددة كالكسل أو سوء طرق التعليم أو الظروف البيئية السيئة أو المشكلات الانفعالية . ولعل أكثر ما يميز ذوي صعوبات التعلم الذين يتدنى تحصيلهم الفعلي في مجال أكاديمي أو أكثر عن غيرهم من الطلاب الذين يتدنى تحصيلهم لأسباب أخرى هو الضعف في معالجة المعلومات الذي يمكن تعرفه من تحليل الاختبارات الفرعية في بعض اختبارات الذكاء و الذي يعد دالة على تدني التحصيل بسبب صعوبات التعلم لا بسبب عوامل بيئية .
خصائص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم :
- يصعب وصف أو وضع قائمة بخصائص نموذجية للأفراد الموهوبين ذوي صعوبات التعلم لأن ثمة الكثير من أنواع الموهبة و الكثير من أشكال صعوبات التعلم المحتملة , مما يجعل من تشخيص هذه الفئة مسألة معقدة . فغالبا" ما تخفي صعوبات التعلم الموهبة أو تحول دون التعبير عنها , ويمكن بالمقابل القول أن الموهبة يمكن في أغلب الأحيان أن تخفي صعوبات التعلم لأن قدرات الشخص العقلية القوية يمكن أن تساعده في تجاوزها أو التغلب عليها أو التعويض عنها . وفيما يلي أبرز الخصائص التعليمية و بعض أشكال الضعف التي تلاحظ بدرجة أكبر من الأخرى لدى هؤلاء الأطفال :
ضعف في الكتابة اليدوية , ضعف في التهجئة, فقدان القدرة على التنظيم , صعوبة في توظيف واستخدام استراتيجيات منظمة لحل المشكلات , غالبا" يلاحظ قدرة على التحدث و الفهم , إدراك العلاقات و اكتشافها بشكل جيد , غنى المفردات , معرفة معلومات ذات صلة بكثير من الموضوعات المتنوعة , مهارات انتباهيه , قدرة عالية على التفكير المنطقي
( الاستدلالي ) , مهارات تواصل جيدة وربما يكونون منتجين و مبدعين , دافعية عالية للأداء بخاصة للمهمات التي يميلون إليها , خصائص أخرى قد توجد مثل حب الاستطلاع , مدى واسع من الاهتمامات المتعددة , القدرة على العمل الجيد باستقلاليـــة
( Ellston,1993) . غير أنهم كثيرا" ما يواجهون صعوبات في واحدة أو أكثر مما يلي :
الكتابة, القراءة, الرياضيات , استكمال المهمات الأكاديمية, ضعف اللغة ,ضعف الذاكرة , تكوين المفاهيم والإدراك المكاني ( Maker&Udvall,1996).
و مع ذلك فثمة خصائص أخرى من أكثرها وضوحاً مفهوم الذات السلبي ، حيث يظهر الطالب الموهوب ذا صعوبات التعلم يشعر و كأنه فاشل و يشعر بالخيبة و الإحباط ، و أنه أقل قدرة و كفاءة مما يشعر به أقرانه طلاب صعوبات التعلم ذوو القدرات العقلية المتوسطة ، فتراهم يشعرون و كأنهم فاشلون و أن فشلهم غير مفهوم لأنهم يدركون أن قدراتهم عالية و مع ذلك فإنهم لا يستطيعون أن يقوموا بالأداء الأكاديمي بالطريقة التي يتوقعونها . و لعل ما يجعل الأشياء تبدو أكثر تعقيداً هو أن هؤلاء الأطفال يضعون لأنفسهم أهدافا و توقعات عالية و يميلون لأن يكونوا أكثر نقداً لأنفسهم .
و يلاحظ على بعض ذوي صعوبات التعلم الموهوبين مثلما هي الحال لدى بعض ذوي صعوبات التعلم الآخرين أنهم يميلون لأن يكونوا عدائيين ،مهملين ،من السهل إحباطهم ، فوضويين ، يظهرون أحلام اليقظة في الفصل ، أو يشكون من آلام الرأس أو المغص
(Ellston,1993 ) .

- الاستراتيجيات التعليمية :
ينبغي أن يوجه البرنامج الذي يوضع لطلبة هذه الفئة إلى نقاط القوة اكثر منه إلى نقاط الضعف ، و من الممكن لهؤلاء الطلاب أن يستفيدوا من مجموعة من الاستراتيجيات و التعديلات و التكيفات المختلفة كتقسيم المهمات إلى وحدات صغيرة ذات معنى ،و استخدام الإطراء و الثناء تعليم الرفاق الأسس التعاونية في أداء المهمات، و النشاطات الرامية إلى تعزيز الذات و إثارة الطموح لدى المحبطين من الطلاب ، و استخدام التكيفات المختلفة للمواد و النشاطات .و بصرف النظر عن أية فروق تقوم بين الطلبة في هذه الفئة فإنهم جمعياً يشتركون في حاجاتهم التي ترعى و تغذي و تنمي موهبتهم من جهة ، و تأخذ بالحسبان صعوباتهم التعليمية من جهة أخرى بحيث يتوافر لهم الدعم النفسي اللازم ليستطيعوا التعامل مع قدراتهم غير المتسقة أو المتفاوتة . و يمكن ضمن هذا السياق تقديم الخطوط العريضة التالية للمساعدة على تطوير البرامج التي تلبي حاجات هؤلاء الطلاب :
أ‌- تركيز الانتباه على تطوير الموهبة : كانت الجهود المقدمة للطلاب ذوي صعوبات التعلم تنصب على علاج المهارات الأكاديمية الأساسية في الوقت الذي لم تقدم فيه إلا القليل من الفرص لتطوير الموهبة لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم الموهوبين . و قد أظهرت الأبحاث أن التركيز على نقاط الضعف في مجال تطوير الموهبة يمكن أن يؤدي إلى تقدير سلبي للذات وفقدان للدافعية و الاكتئاب والتوتر و الضغوط النفسية .
وعلى هذا فإن تركيز الانتباه يجب أن ينصب على تطوير نقاط القوة والاهتمامات و الطاقات العقلية المتقدمة و المتميزة . ذلك أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى بيئة تربوية محفزة تيسر لهم التطوير الكامل لموهبتهم و قدراتهم , كما أن النشاطات الإثرائية يجب تصمم للالتفاف حول نقاط الضعف وتجنبها , ولتسليط الضوء على التفكير التجريدي والإنتاج الإبداعي لديهم . ويشار في هذا الصدد إلى ما ظهر بالدراسة من أن البرامج التي وجهت للطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم التي ركزت على تطوير الموهبة و التفوق قد أظهرت تطورا" كبيرا" في تقدير الذات و الدافعية والسلوك التعليمي المنتج وتحسين التحصيل في المهارات الأساسية بزيادة غير متوقعة لكثير من الطلاب ومن هنا يقال بأن التركيز على الموهبة أكثر من الصعوبة لدى هؤلاء الطلاب يؤدي إلى فوائد جمة و ملموسة ( Baun,1990) .
ب‌- توفير البيئة الراعية التي تقدر الفروق الفردية : من خصائص البيئة الراعية أنها تهتم بتطوير إمكانيات الطلاب ,تقدر الفروق الفردية , تكافئ الطلاب على ما يستطيعون أن يفعلوه بشكل جيد , تمكن من اكتساب المعلومات و التواصل بما تم تعلمه , توفر عدة فرص للطلاب ليعملوا في مجموعات تعاونية لتحقيق الأهداف , تقبل وتعترف بالعمل الجاد الهادف . إن من شأن مثل هذه البيئة ألا تجعل الشعور يتسرب إلى نفس الطفل بأنه مواطن من الدرجة الثانية و تيسر للطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم إن يتميزوا و يتفوقوا و يعوا كل في طريقته و حسب قواه (Baum, 1990).
تتفاوت الأنظمة التربوية في تحديد البيئة المناسبة للطلاب و يراعى في ذلك حدة الحالة و التسهيلات المكانية في المدرسة و توافر المعلمين المدربين للتعامل مع أفراد هذه الفئة . فقد تتم التدخلات العلاجية في غرفة الصف العادي أو في غرف المصادر أو في صفوف خاصة , على أن يتوافر في أي من هذه البيئات ما يلي :
• برامج متميزة ذات مستوى متقدم في مجالات نقاط الضعف و مواطن القوة لديهم .
• تدريس مطور في الموضوعات ذات النمو المتوسط
• تدريس معدل و مكيف في مجالات الصعوبة .
و بصرف النظر عن البيئة التي توفر لهؤلاء الطلاب فإن التدخلات العلاجية يجب أن تأخذ بالحسبان المزيد من التركيز على تطوير الموهبة و تنميتها لا أن تقف عند معالجة صعوبات التعلم و نقاط الضعف ( Elleston,1993 ).
ج- تشجيع الاستراتيجيات التعويضية :
تميل صعوبات التعلم على نحو ما لأن تكون دائمة ، لا حالة مؤقتة ، فالطالب ذو التهجئة الضعيفة سوف يحتاج بشكل دائم إلى فحص الأخطاء قبل تقديم الصورة الأخيرة لمل يكتبه ، و كذلك الذي يعاني صعوبة في تذكر العمليات الرياضية يحتاج إلى الآلة الحاسبة للتأكد من صحة أجوبته . آية ذلك ببساطة أن معالجة الضعف ربما لا تكون ملائمة أو كافية للطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم ، فالعلاج سوف يجعل المتعلمين بطريقة ما أو بأخرى أكثر مهارة ، و لكنه بالتأكيد لن يجعلهم متميزين أو متفوقين في مجال الضعف لديهم . و على هذا فالطلاب الذين يعانون صعوبة الكتابة اليدوية سوف يتحسنون بشكل كبير إذا ما سمح لهم باستخدام الكمبيوتر لتسجيل أفكارهم و طباعتها أكثر بكثير مما يمكن أن يفعلوا بعد مضي سنوات من العلاج في الكتابة اليدوية . و فيما يلي مجموعة من المقترحات التي تزودنا بها باوم
(Baum , 1990 ) الخبيرة في شؤون الموهوبين ذوي صعوبات التعلم للمساعدة في توفير أساليب تعويضية تيسر للطلاب ذوي صعوبات التعلم الموهوبين التكيف مع أنماط ضعفهم :
1- اكتشف ووفر مصادر للمعلمين تكون أكثر ملائمة للطلاب الذين ربما يكون لديهم صعوبات قرائية مثل الزيارات ، المقابلات ، الصور ،الأفلام ،المحاضرات ، التجارب ،تذكر أن هؤلاء الطلاب لا يريدون أن يكون المنهاج أقل صعوبة وتحدياً وإنما يحتاجون إلى طرق بديلة للحصول على المعلومات والتزود بها .
2- وفر بأسلوب منظم الحصول على المعلومات والتواصل بها ،فالطلاب الذين يواجهون صعوبة في تنظيم وإدارة الوقت سوف يستفيدون من الحصول على خطوط عريضة عن المحاضرات الصفية ومرشد للدراسة ، ومخطط للموضوعات التي سيتم تغطيتها . علم الأطفال الذين يعانون صعوبات في تحويل أفكارهم إلى أفكار منظمة على كيفية استخدام التفتيق الذهني لتوليد خطوط عريضة وتنظيم الأفكار في ضوء جدول زمني يتناسب وإنجاز خطوات المهمة مع وضع تاريخ محدد لإنجاز المهمة بشكل نهائي
3- استخدام التكنولوجية لتعزيز وتطوير الإنتاجية ،حيث توفر طرقاً فعالة على صعيد تنظيم المعلومات . فهي تزيد الدقة في الرياضيات والتهجئة , و تسمح للطلاب ذوي صعوبات التعلم بالإشراف على العمل و القيام به .
4- وفر وقدم مجموعة من البدائل للتواصل أو لتوصيل الأفكار , فالكتابة ليست هي الطريقة الوحيدة للتواصل و التعبير , إذ أن ثمة أشكالا" أخرى كالشرائح و النماذج, و التمثيل ,و الصور, و تصوير الأفلام .
تذكر عند تقديم هذه الخيارات للطلاب أن تبديل الطريقة أو الأسلوب يجب أن يكون القاعدة أكثر منه الاستثناء.
5- ساعد الطلاب الذين يعانون مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى على تطوير استراتيجيات للتذكر. استخدم فن الاستظهار لتقوية الذاكرة , و بخاصة تلك التي يبتكرها الأطفال أنفسهم , و لا تنسى أن تشجع أساليب مساعدة الطلاب على تطوير قدراتهم و استراتيجياتهم في مجال الوعي المعرفي هي إحدى الطرق الواعدة للعمل مع الموهوبين ذوي صعوبات التعلم Broody&Mills,1997)).
6- يجب اقتراح بدائل لطرق التقييم مثل الامتحانات غير المحكومة بوقت محدد
أو الامتحانات الشفوية , كما يمكن استخدام الأساليب المتعددة الحواس أيضا" .
7- يمكن تعزيز الحماسة و الدافعية للتعلم بمساعدة هؤلاء الطلاب على أن يأخذوا على عاتقهم مسؤولية التعلم , وذلك بتعريضهم لطرق جديدة و مشوقة للاستكشاف و التعلم , وأساليب التقييم الذاتي , و تزويدهم بالتعلم التجريبي, و تعريضهم لمدى واسع من الموضوعات لتشجيع الاهتمامات الجديدة , و مساعدتهم على استكشاف مواقع المعلومات .
8- تشجيع الطلاب على الوعي بنقاط ضعفهم و قوتهم : من الضروري للطلاب الموهوبين و ذوي صعوبات التعلم أن يفهموا أو يعوا نقاط ضعفهم و مواطن قوتهم ليتمكنوا من تصور خيارات ذكية لمستقبلهم . إن عقد جلسة للطلاب لأن يناقشوا إحباطا تهم و يتعلموا كيف يتعاملوا مع الخليط الواسع من القدرات أو الصعوبات التي يعانونها و ذكر نماذج لرجال ناجحين من ذوي صعوبات التعلم الموهوبين سوف يمنحهم الثقة و الإحساس بقدرتهم على أن ينجحوا مثلهم.

مؤشرات تساعد في تمييز الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم

مؤشرات على الموهبة

- روح دعابة عالية
- تفوق في الذاكرة طويلة المدى
- مفردات غنية
- تفوق في القراءة الاستيعابية
- تفوق في الاستنتاج الرياضي
- مهارة لفظية متقدمة في المناقشة
- مهارة في استيعاب المفاهيم المجردة
- تفوق في أداء المهمات الصعبة
- إبداع و قدرة تخيلية
- قدرة على التعليل و الاستنتاج
- أداء ناجح للأشياء الصعبة المعقدة
- إمكانية توافر سمع حاد
- أفكار مشوقة جديدة
- حب استطلاع و تساؤل
- طاقة عالية من النشاط
- قدرة على الإدراك و الاستبصار
- إمكان التفوق قي الفن أو العلوم أو الموسيقى

مؤشرات على صعوبة التعلم

- أساليب ذكية في تجنب مجالات الضعف
- ضعف في الذاكرة قصيرة المدى
- المفردات المحكية أكثر تطورا" من المفردات الكتابية
- صعوبة في التهجئة
- كره الأعمال الكتابية
- ضعف في المناقشة
- خط يدوي غير مقروء
- صعوبة كبيرة في التهجئة و الصوتيات
- صعوبة في المواد البسيطة و العمليات المتتابعة
- صعوبة في الذاكرة الصماء
- غالبا" ما لا يكون منتبها" في الصف
و غافلا" و مهملا".
- تغليب العواطف على التفكير العقلاني
- ذاكرة سمعية ضعيفة
- ضعف في قواعد اللغة و الترقيم
- أداء سيئ في الامتحانات المحددة بوقت
- إمكانية التعلم إذا توافر الاهتمام و الدافعية .
- إمكانية الإخفاق في تعلم اللغات الأجنبية و الموضوعات التي تستند إلى الذاكرة السمعية التتابعية .

الموهوبون ذوو الإعاقات
ترى ريم (2003) أنَّ الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات كثيراً ما يتلقون مزيداً منَ الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر منْ موهبتهم، سواءٌ كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة، ونحن في هذه المُعالجة التربوية نسعى لتنبيه المجتمع بأفراده إلى ضرورة التوازن في رعايتنا أطفالنا الموهوبين منْ ذوي الإعاقات سواءٌ كانت إعاقة جسمية، أو بصرية، أو سمعية.
ويُشير شكري سيِّد أحمد (2002) إلى أنَّ الموهوبين ذوي الإعاقات لديهم قدرات وإمكانات عالية تُمكنهم منَ القيام بأداء أو إنجاز متميز في مجال أو أكثر منْ المجالات، ولكنهم في الوقت ذاته يُعانون عجزاً معيناً يؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي.
ويرى عادل عبدالله (2002) أنَّ مثل هذه الإعاقات تؤثر بالفعل على مفهوم هؤلاء الأطفال لذواتهم وتقديرهم لها، كما تؤثر بطبيعة الحال على تحصيلهم الدراسي، وبالتالي يجبُ علينا حتى نحميهم منْ ذلك ونُسهم في صقل مواهبهم أنْ نعملَ على التشخيص الدقيق لهم والتعرُّف عليهم وفق أدوات مقننة ومعايير متعددة ومقاييس صادقة.
ويُرجعJohnson Karnes& (1991) و عبدالمطلب القريطي (2005) المشكلات التي تعوق عملية التعرُّف على هذه الفئة منَ الموهوبين وتحديدهم بدقة إلى الأمور الآتية:
1. استخدام أدوات ومقاييس أعدت أصلاً لأقرانهم غير المُعاقين.
2. أنهم قد لا يُظهرون مؤشرات واضحة تعكس قدراتهم مقارنة بأقرانهم غير المُعاقين.
3. أنهم عند مُقارنتهم بأقرانهم غير المُعاقين قد يتسمون بالبُطء؛ بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم.
4. قد يكون لديهم جوانب قوة في بعض الحالات وجوانب قصور في مجالات أخرى، إلاّ أنَّ الفجوة بين الجانبين تعملُ على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح.
5. أنهم قد لا يبدون سوى بعض سمات وخصائص الأطفال الموهوبين فقط.
6. ما يُلاقونه منْ إحباطات إذا ما رغبوا في مواصلة تعليمهم، وخاصةً التعليم العالي، ومُحاولة توجيههم إلى التدريب المهني.
7. طبيعة العجز تحجب مواهب الأطفال ومقدرتهم الفعلية.
8. فرط انشغال المعلمين والأسرة بمظاهر العجز وما يترتب عليه يؤدي إلى عدم التفاتهم وانتباههم إلى ما قد يتمتع به الطفل منْ قدرات ومواهب أخرى غير ظاهرة.
9. وجود قيود منزلية ومدرسية مفروضة على الطفل لا تُتيح له سوى عدد قليل منَ الفرص لإظهار مواهبه المكنونة.
10. استخدام أدوات وطرائق وإجراءات تقييم غير ملائمة لهم، والاقتصار في الحُكم على مستوى الطفل على بعض بيانات جزئية أو غير شاملة لمختلف جوانب شخصيته.
ويصنف Reis, Neu& Mc Guire (1995) المشكلات أو الصعوبات التي تُعيق تحديد الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات والتعرُّف عليهم منْ زاوية أخرى في أربعة أصناف، وهي:
1. التوقعات النمطية منَ الأطفال الموهوبين، حيثُ يظل في أذهاننا أنهم ناضجين ويُحسنون التصرُّف في المواقف المدرسية المعتادة، ويستطيعون القيام بالتوجيه الذاتي، ولا داعي للتدخل المُبكر لتأمين خدمات الرعاية المطلوبة لهذه القدرات والاستعدادات!
2. وجود قصور نمائي لديهم وخاصة في بعض القدرات النمائية التي غالباً ما تُستخدم كمؤشرات للموهبة، ومع أنَّ مثل هذا القصور قد يُخفي وراءه الاستعداد العقلي فإنه لا يُعد بالضرورة مؤشراً للقصور المعرفي.
3. المعلومات الناقصة عنهم، تؤدي إلى قصور في النظر إلى قدراتهم، إذ يُعتمد في الحُكم أحياناً لدى بعض الجهات والمؤسسات المعنية بهذه الفئة في مثل تلك الحالات بناءً على اعتبارات لا تتصف بالخصائص السيكو مترية المطلوبة.
4. اختيار البرامج المُناسبة التي تُتيح لهم الفرص للتعبير عن مواهبهم وتقدم لهم الإثراء المناسب.
وعلى ما سبق، فإنَّ أهم المتطلبات الرئيسة للتعرُّف على الأطفال الموهوبين وتحديد مجال تفوقهم الأكاديمي أو الأدائي ما يلي:
1. الملاحظة المقصودة منْ جانب الوالدين والمعلمين بدءًا منْ المرحلة العُمرية المبكرة والتي غالباً ما تكون قبل مرحلة رياض الأطفال.
2. المُتابعة الدقيقة لأدائهم في كافة مجالات الموهبة، والتي تشمل النواحي العقلية والأكاديمية والإبداعية والقيادية والأدائية، وتشجيع المُبادرات الأولية.
3. اقتصار مقارنتهم بالآخرين على أقرانهم الذين يُعانون منْ إعاقات مماثلة، وألا نحكُم عليهم منْ خلال المعايير والمقاييس التي نطبقها على أقرانهم الموهوبين الذين لا يُعانون منْ أية إعاقة.
4. تطوير اختبارات مقننة خاصة بهم، مبنية على دراسات علمية وموائمة للبيئة المحلية.
5. إجراء التعديلات المناسبة لأساليب التقييم المُستخدمة.
وتأكيداً على أنَّ الطفل الموهوب ذي الإعاقة يُمكنُ أنْ يكون في المستقبل ذا مكانة ومنزلة مرموقة وقائد منتج نحبُّ أنْ نعرض لشخصيات عربية وإسلامية وعالمية تركت بصماتها الإيجابية على مجتمعاتنا رُغم الإعاقات لحقت بها، ومنها:
• فرانكلين: روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق وكان مصاباً بشلل الأطفال.
• هيلين كيلر: المرأة المعجزة التي كانت تحمل ثلاث إعاقات هي: الصم وكف البصر والخرس ومع ذلك أصبح لها شأن في الأدب وكتابة القصة، وحصلت على شهادة الدكتوراه ولها من المؤلفات أشهرها قصة حياتي.
• لويس برايل: كفيف، وهو الذي اخترع طريقة برايل للمكفوفين.
• ستيفن هوكنج: وهو مقعد وأبكم وأطلق عليه أينشتاين القرن العشرين وقد تعامل مع الحاسب الآلي واكتشف نظرية تاريخ الكون وعمل محاضراً بجامعة كمبردج ويلقي محاضراته عن طريق الحاسب الآلي واكتشف الثقوب السوداء في الكون وإشعاعاتها.
• ماركوني: كان أعور العين ويميل للانطواء وقد يكون توحدي، وهو مخترع اللاسلكي، ومنح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1909م.
• بشار بن برد كفيف، قال عنه الجاحظ (المطبوعون على الشعر هم بشار، والسيد الحميري وأبو العتاهية ولكن بشار أطبعهم).
• أبو العلاء المعرّي، كفيف أيضاً درس فلسفة اليونان ونال من العلم والثقافات المختلفة وقرض الشعر وسُمِّيَ رهين المحبسين.
• أبو الأسود الدؤلي وكان أعرج، ومع ذلك كان شجاعاً وذكياً جداً، أصبح قاضياً للبصرة ثم أميراً عليها.
• أبان بن عثمان بن عفان كان أصم وأحول وأبرص ثم أصيب بالفالج، وكان من الفقهاء التابعين، وعيّن والياً على المدينة المنورة عام 76هـ.
بعد التمهيد الذي تناولناه في المُعالجة التربوية السابقة ننتقلُ إلى استعراض كلِّ فئة منْ فئات الموهوبين ذوي الإعاقات نوضح ماهيتها، سماتها وخصائصها، وأبرز الأسباب التي تُعيق التعرُّف عليها كموهبة تتسم بقدرات غير عادية ينبغي استثمارها لصالح الفرد أولاً ثمَّ لمجتمعه، وهي على النحو الآتي:

أولاً، الموهوبون المُعاقون جسدياً Physically Disability /Gifted:
تُشير ريم (2003) إلى أنَّ الموهوبين ذوي الإعاقة الجسدية يقضون جزءًا كبيراً منْ يومهم الدراسي في تعلُّم كيفية تطوير مهاراتهم الحياتية المختلفة، حيثُ يتمكنون بمقتضاها إلى حدٍ كبيرٍ منَ التغلب على تلك الآثار السلبية التي تترتب على إعاقتهم، وبالتالي يبتعدون عنْ تطوير قدراتهم المعرفية، ناهيك عن قدراتهم الإبداعية والابتكارية.
ونحن كتربويين ومرشدين وأولياء أمور في ذات الوقت نبتعد عند ملاحظة أداؤهم عن التفكير في قدراتهم تلك، وتحديدها بشكلٍ دقيقٍ، مما يوجِد أمامنا مشكلة كبيرة عند تحديد مستوى موهبتهم، حيثُ أنَّ كل ما يبدو لنا آنذاك لا يتعدى التفاوت الكبير بين قدراتهم مثلاً وبين أدائهم الفعلي في المدرسة. وقد يرجِع ذلك إلى العديد منَ العقبات، منها على سبيل المثال لا الحصر: عدم قدرة الطفل على أنْ يأتي بالاستجابة اللفظية المُناسبة، وحركته المحدودة منْ جراء إعاقته، ووجود قصور في تآزره الحركي، وخبراته الحياتية المحدودة.
وهناك مجموعةٌ منَ السمات والخصائص التي تُميِّز هؤلاء الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقة الجسدية، وهي على النحو الآتي:
1. تبايُن معدلات نموهم في جوانبها المختلفة، ويأتي معدل النمو الحركي متأخراً عن غيره مما يعوقهم عنْ أداء بعض الأنشطة المُختلفة.
2. قصور في المهارات الحركية أو عدم وجود بعضها في أحايين أخرى أو قصور في الجانب الحركي عامة الأمر الذي يعوقهم عنْ تحقيق أهدافهم، ومنْ ثمَّ يسبب لهم الإحباط أو بعض المشكلات الاجتماعية والاضطرابات الانفعالية.
3. المُعاناة منَ المشكلات الحركية المختلفة.
4. ارتفاع نسبة ذكائهم، وارتفاع مستوى قدراتهم وإمكاناتهم المختلفة.
5. تنوُّع قدراتهم الفائقة، فقد يتميزون في أكثر منْ قدرة واحدة أو حتى في أكثر منْ مجال واحدٍ منْ مجالات الموهبة.
6. انخفاض عدد أصدقائهم ومحدودية علاقاتهم بهم، وهو ما يدفعهم أحياناً إلى العُزلة.
7. الإفراط في نقد الذات خاصة فيما يتعلق بإعاقتهم، وهو ما يترتب عليه نتائج كثير مُتباينة.
8. الميل إلى الكمالية (أو المثالية)، وهو الأمر الذي لا يسمحُ لهم بالوقوع في أخطاء، مع أنَّ ذلك لا يتفق مع وضعهم الجسمي، وهو ما قد يعوقهم عنْ عملية التعويض أحياناً.
9. الميل إلى التطرُّف في تقييم ذواتهم وقدراتهم وإمكاناتهم.
10. تجنُّب المُجازفة (أو المُخاطرة)؛ خشية ألا يُساعدهم وضعهم الجسمي على تحقيق الإنجاز المتوقع منهم.
وهناك عدة مصادر للمشكلات التي يُمكنُ أنْ يواجهها الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقة الجسمية، حيثُ تتوزع ما بين المصادر الداخلية والمصادر الخارجية، حيثُ ترتبط بالمصادر الداخلية:
1. الوضع الجسمي.
2. الضغوط المرتبطة بالموهبة (الكمالية، نقد الذات، وغيرهما).
أمَّا المصادر الخارجية:
1. عدم تناسُب البيئة المدرسية لهم.
2. أساليب التنشئة والمعاملة الوالدية.
3. عدم قدرتهم في بعض الأحيان على تحقيق توقعات الآخرين، فنجدهم كموهوبين ومعاقين جسمياً لا يمتثلون لبعض القواعد والتقاليد والأدوار، وهو ما قد يجعل ردود فعل الآخرين تجاههم تتسم بالسلبية، ولذلك فإنَّهم قد يلجؤون في بعض الأحيان إلى إخفاء قدراتهم ومواهبهم.
4. تمثل ضغوط الأقران مشكلة كبيرة لهم، حيثُ يكون مستوى بعض القدرات لديهم مرتفعاً منْ ناحية، فلا يستطيع بعض الأقران مجاراتهم فيها مما قد يدفع بعضهم إلى السخرية منهم ومنْ إعاقتهم. وقد يبتعد بعض الأقران عنهم في كثيرٍ منَ الأنشطة الحركية مما قد يُعرَّضهم إلى كمٍ كبيرٍ منَ الصراع.
5. تؤدي الضغوط المختلفة الناجمة عن البيئة الاجتماعية بهم إلى بعض المشكلات الانفعالية، خاصة الإحباط والقلق والاكتئاب؛ وذلك منْ جرّاء وضعهم الجسمي والاجتماعي.
6. نسبة لا بأس بها منَ المعلمين لا يستطيعون النظر إلى هؤلاء الأطفال نظرة تتجاوز حدود تلك الإعاقة التي يُعانون منها.
ثانياً، الموهوبون ذوو الإعاقة البصريةGifted Visual Disability:
يُشير المصطلح أعلاه كما ورد عند عادل عبدالله (2005) إلى أولئك الأطفال الذين يُعانون منْ كفِّ البصر أو الذين تصل حدة إبصارهم 6/60 متراً أو 20/200 قدم أو أقل بالعين الأفضل بعد إجراء التصحيحات اللازمة باستخدام ما يلزم منْ معيناتٍ بصرية، ومع ذلك يتسمون بالموهبة البارزة أو القدرات الفائقة في جانبٍ أو أكثر منْ جوانب الموهبة.
أمَّا عن الخصائص التي تُميِّز هؤلاء الأطفال عنْ غيرهم منْ أقرانهم المُعاقين بصرياً غير الموهوبين فهي على النحو الآتي:
1. لديهم منَ القدرات والإمكانات الفائقة ما يُتيح أمامهم الفرص لتحقيق مستوى مُرتفع منَ الإنجاز، والذي يُمكنُ أنْ يتحدد في المجالات العقلية والإبداعية والفنية وغيرها.
2. لديهم قدرة غير عادية على القيادة تُمكِّنهم منْ إدارة الأمور والمواقف بشكلٍ ملفتٍ ومُثير للاهتمام.
3. لديهم تميُّز في مجالات دراسية أو أكاديمية معينة، وهي التي لا تعتمدُ على التناول اليدوي.
وعلى ما سبق، يؤكِّد Mendaglio (1995) بأنَّ البرامج التي يتم تقديمها لأولئك الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات البصرية ينبغي أنْ تُراعي احتياجاتهم في أربع جوانب، وهي:
1. تشخيص الموهبة لديهم بدقة، وبالتالي تصنيفهم على أنَّهم موهوبون.
2. إدخال بعض التغييرات أو التعديلات والالتواءات على تلك المناهج الدراسية المقدمة لهم.
3. مراعاة حاجاتهم النفسية وتقديم الإرشاد لهم.
4. توفير المعلمين المؤهلين للتعامل معهم، وتقديم الخِدمات اللازمة لهم.
ويرى Tuttle (1994) بأنَّه نظراً للاستثناء المزدوج لهؤلاء الأطفال تتباينُ حاجاتهم النفسية، ومنْ ثمَّ يجبُ أنْ تُتاح لهم الفُرص كي يتمكنوا منْ تحقيق أعلى منَ النمو في العديد منَ الجوانب، ويأتي في مقدمة ذلك حاجتهم إلى تطوير المفهوم الإيجابي للذات، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وتحقيق التوازن بين اللعب والعمل، أو الاستذكار وأداء الواجبات المنزلية.
ويُمكننا عرض أبرز المشكلات التي قد يُعاني منها الموهوبين ذوي الإعاقة البصرية على النحو الآتي:
1. مُعدَّل نمو غير مستوي في جوانبه المُختلفة.
2. الميل إلى الكمالية (أو المثالية).
3. الضغوط الناشئة منْ توقعات الراشدين.
4. الحساسية الزائدة.
5. الشعور بالاغتراب وصراع الدور (أو النموذج).
وعلى ذلك ترى Com Anne (1987) بأنَّ عمليات التنشئة الاجتماعية الخاصة بهؤلاء الأطفال يجبُ أنْ تتركَّز على ثلاث عناصر أساسية، وهي: الهوية، العلاقات الاجتماعية، والأنشطة الحياتية.




ثالثاً، الموهوبون ذوو الإعاقة السمعية Hearing Disability /Gifted:
تُعدُّ الإعاقة السمعية أحد أنماط الإعاقات الحسية، وأنها لا تسمح لأولئك الأطفال الموهوبين الذين يُعانون منها أنْ يأتوا بسلوكيات معينة تعكس موهبتهم وتميزهم، ومنْ ثمَّ يُصبح منَ الصعب أنْ نُحددهم على أنَّهم موهوبون؛ حيثُ نجدهم على سبيل المثال: لا يستجيبون للتوجيهات اللفظية المختلفة، وقد يكون لديهم في ذات الوقت نقص أو قصورٌ في المحصول اللغوي.
وتتضح موهبة أولئك الأطفال منْ خلال بعض المجالات، ومنها:
1. ذاكرتهم المتوقدة التي تميزهم عن غيرهم منَ الأطفال، سواءٌ أقرانهم الصم أو حتى العاديين أو الموهوبين.
2. مهاراتهم الفائقة في حلِّ المشكلات وابتكارهم لأساليب جديدة غير معروفة في حلها.
3. إبداء اهتمام غير عادي بمجالات معينة، وبالتالي معروفة كم غير عادي منَ المعلومات عنْ هذه المجالات.
لذا، فإنَّ هذه الجوانب تُمثِّل جوانب قوة لديهم لا بد منْ استغلالها والعمل على تنميتها وتطويرها ورعايتها.
ولذلك فإنَّ البرامج والأنشطة يُفترض فيها صقل تفكيرهم النقدي وتحفيز العمليات الإبداعية وتقديم محتوى اجتماعي وانفعالي مناسب.
ويُشير Whitemore& Maker (1985) إلى أنَّ هناك مجموعةٌ منَ السِّمات المختلفة تميِّزهم، ومنها:
1. القدرة على القراءة في سن مبكرة.
2. ذاكرة متميزة أو متوقدة إنْ جاز التعبير.
3. قدرة مُرتفعة على التفكير السليم.
4. البراعة في حلِّ المشكلات.
5. يجدون متعةً في التعامل مع البيئة.
6. يُعانون منْ تأخر واضح في إدراك المفاهيم.
7. مستوى مرتفع منَ التفكير الحدسي.
8. القصور في بعض المهارات اللغوية والاجتماعية.
9. تجنب المُجازفة أو المُخاطرة؛ خشية ألاّ يصل أداؤهم إلى المستوى المتوقع.

أخيراً، هناك الكثير منَ البرامج التي أعدت لمثل هذه الفئة منَ الأطفال الموهوبين، والمبنية على أسس معرفية رصينة، ومنسجمة مع سماتهم وخصائصهم العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية، وسوف تناولها بالعرض في معالجات تربوية قادمة، بعد أنْ نعرِّج على كلِّ فئات الأطفال الموهوبين منْ ذوي الاحتياجات الخاصة.

.......................


المراجع:
مصطفي. ( 1996) . الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين. الطبعة الأولي .
                        القاهرة : عالم الكتب.
- اخضر، فوزية . (1993) . المدخل إلى تعليم ذوي الصعوبات التعليمية والموهوبيـن.
                        الرياض : مكتبة التوبة.
- إستيوارت ، جاك سي . (1996) . إرشاد الآباء ذوي الأطفال غير العاديين . ترجمة :
                        عبد الصمد الأغبري وفريدة آل مشرف . الرياض : النشر العلمي والمطابع بجامعة
                        الملك سعود.
- أشكناني، شهاب.(1999). العوامل النفسية المرتبطة بضعف التحصيل للمتفوقين عقليا، والتفوق الأكاديمي لمنخفضي الذكاء : دراسة استكشافية لأثر متغيرات وجهة الضبط ، ودافعية الانجاز ، وبعض السمات الوجدانية الشخصية. رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الخليج العربي: البحرين.
- بهجات، رفعت.(2004). أساليب التعلم للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. الطبعة الاولى. القاهرة: عالم الكتب.
- جروان، فتحي. (1999أ) . الموهبة والتفوق والإبداع . الطبعة الأولى. عمان: دار الكتاب
                        الجامعي.
- ________. (1999ب) . حاجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين ومشكلاتهم . مجلة
                        الطفولة ،4 ، 23-36.
- ________. (2002) . أساليب الكشف عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم .  الطبعة
                        الأولى . عمان : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
- جلجل، نصرة. (2000) . علم النفس التربوي المعاصر. القاهرة: دار النهضة.
- ________. (2002). قراءات حول الموهوبون ذوي العسر القرائي الديسليكسيا. كفر الشيخ: كلية التربية، جامعة طنطا.
- الحداد، إقبال.(1997). التأخر التحصيلي لدى التلاميذ مرتفعي الذكاء:"دراسة تحليلية لأراء المعلمين والتلاميذ بالمرحلة المتوسطة بدولة الكويت". رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الخليج العربي: البحرين.  
- الحروب، أنيس.(2003). الموهوبين ذوي صعوبات التعلم : أهي فئة جديدة غير مكتشفة؟. ورقة مقدمة للمؤتمر العلمي العربي الثالث لرعاية الموهوبين والمتفوقين. المجلس العربي للاطفال الموهوبين والمتفوقين : عمان . كتاب أوراق العمل 143 – 194.  
- الخطيب, جمال ؛ والحديدي، منى. (1997) . المدخل إلى التربية الخاصة. الطبعة الأولى.
                        عمان : مكتبة الفلاح.
- الخطيب، محمد.، والمتوكل، مهيد . (2001) . دليل استخدام مقياس المصفوفات المتتابعة العادي على البيئة السودانية. الخرطوم: شركة مطابع دار العملة.

ديفز، جارى ؛ وريم ، سيلفيا . (2001) . تعليم الموهوبين والمتفوقين. الطبعة الإنجليزية
                                    الرابعة . ترجمة : عطوف ياسين . دمشق : المركز العربي للتعريب والترجمة
                                    والنشر.
- ديكسون ، كاثي ؛ ومينس ، لورين ؛ وديفز ، مارى . (2000) . موهوبون ولكن في
                                    خطر.الطبعة الأولى. الرياض : دار المعرفة للتنمية البشرية.
- الروسان، فاروق . (1996) . أساليب القياس والتشخيص في التربية الخاصة. الطبعـة الأولى.عمان : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
- الزيات، فتحي. (1998) . الأسس البيولوجية والنفسية للنشاط العقلي المعرفي (المعرفة –
                        الذاكرة – الابتكار). الطبعة الأولى. القاهرة : دار النشر للجامعات.
- ________. (2002) . المتفوقون عقلياً ذوو صعوبات التعلم قضايا التعـريف
                        والتشخيص والعلاج. الطبعة الأولى. القاهرة : دار النشر للجامعات.
- سعد، على. (1998) . مستويات الأمن النفسي والتفوق التحصيلي بحث ميداني على الطلبة
                        المتفوقين مقارنة بغير المتفوقين في جامعة دمشق. مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم
                        الإنسانية والتربوية، 3، 9 – 67.
- سلفرمان، ليندا.(2004). ارشاد الموهوبين والمتفوقين. ترجمة: سعيد العزة. الطبعة الاولى. عمان : مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع.
- سليمان، عبد الرحمن.(2004). معجم التفوق العقلي. الطبعة الاولى. القاهرة : عالم الكتب.
- سيسالم، كمال.(2002). موسوعة التربية الخاصة والتأهيل النفسي. العين: دار الكتاب                            الجامعي.

- موقع أطفال الخليج لذوى الإحتياجات الخاصة.
-المنتدى الكويتى لذوى الإحتياجات الخاصة
-منتدى وزراة التربية والتعليم السعودية –قسم التربية الخاصة.
- الأسرة والطفل المبدع      أ. محمد عمر الغزال - عضو هيئة تدريس قسم التربية – كلية الآداب جامعة السابع من أكتوبر بمصراته- ليبيا.2005(بحث منشور على الإنترنت)
المراجع الأجنبية:
Characters of the gifted
(Island-The National Foundation for the gifted and creative children (
- Department for Education and Children's Services (1996). 'Gifted Children and Students Policy.' (including Early Enrolment Policies into preschool & school.)
-Freeman J. (1996). Gifted children. In V. Varma (Ed.), 'Coping with Children in Stress.' Aldershot, UK: Ashgate Publishing Ltd., 73-87.
-George D. (1997). Parenting of Gifted Children. In K.N. Dwivedi (Ed.), 'Enhancing Parenting Skills.' West Sussex: Wiley & Sons Ltd., 189-204.

-Talay-Ongan A. (1998). 'Typical and Atypical Development in Early Childhood: The Fundamentals.' St Leonards, NSW: Allen & Unwin, 224-235.
د. فتحي جروان و د. زين العبادي
المراجع

جروان، فتحي (2004) . الموهبة والتفوق والإبداع . عمان : دار الفكر للطباعة والنشر.
الخطيب، جمال والحديدي، منى (1998). التدخل المبكر. الأردن: دار الفكر.
الزيات، فتحي (2002). المتفوقون عقلياً ذوو صعوبات التعلم. الطبعة مصر: دار النشر للجامعات.
الوقفي، راضي (2003). مقدمة صعوبات التعلم النظرية والتطبيقية. الأردن: منشورات كلية الأميرة ثروت.

Armstrong, T. (1987). Describing strengths in children identified as “ learning disabled” using Howard Gardner’s theory of multiple intelligences as organizing framework, Unpublished doctoral dissertation, California institute of integral Studies.
Baum, S. (1984). Meeting the needs of learning- disabled gifted students Ropeper Review, 7(1), 16-19.
Baum, S. (1985). Learning disabled students with superior cognitive abilities: Avalidation study of descriptive behaviors .Journal of Learning Disabilities, 30(3), 282-296.
Clark, B.(1992). Growing up gifted (4th Ed.). NY: MaCmillan Publishing.
Fall, J. F & Nolan, I. (1993). Aparadox of personalities .Gifted Child Today. 16(1), 46-49.
Fox, L. & Brody, L. (1993) :Learning–disabled\gifted children : Identification and programming . Austin,TX: PRO-ED.
Gagne’, F. (1993). Why stress talent development? Paper presented as part of a symposium on “Talent Development” at the Tenth World Conference on Gifted and Talanted Children. Toronto, Canada
Gardener, H. (1983). Frames of mind, USA: Fontana press.
Minner, S. (1990). Teacher evaluations and case description of learning disabled gifted children, Gifted Child Quarterly, 34, (1), 37-39
Rawson, M.B. (1992). The many faces of dyslexia (2nd ed). Baltimore, MD: the Orton Dyslexia Society.
Renzulli, J. (1986). What makes Giftedness? Re-examining a definition. New York: facts on file, Inc. Delta Kappa Press.
Silverman, L. (1989). Invisible gifts, invisible handicaps. Roper Review, 12, 37-41.
Sternberg, R.J.(1997). Successful intelligence. New York: Plume.
Sternberg, R.J. & Davidson, J.E (1986). Conceptions of giftedness (Eds.).New York: Cambridge University Press.
Suter, D. P., & Wolf, J. S. (1987). Issues in the identification and programming of the gifted/ learning disabled child. Journal for the Education of the Gifted, 10(3), 227-237.
West, T. G. (1991). In the minds eye: Visual thinkers, Gifted people with the learning difficulties, computer images, and the ironies of creativity. Buffalo, NY: Prometheus Books.
Whitmore, T.R & Maker, C.J. (1985). Intellectual giftedness in disabled sons. Rockville, MD: Aspen.






ما رأيكم دام فضلكم؟
  التعليق على الموضوع نفسه أسفل الصفحة بعد نهاية الموضوع في المدونة في مربع التعليق أو على حائطي في الفيس بوك
  هرمية "  " Ibrahim Rashid   "1 I R
 البيداغوجية لصعوبات التعلم النمائية والنطق وتعديل السلوك ضمن الفوضى المنظمة المبرمجة المتعددة البنائية
المفكر التربوي إبراهيم رشيد أبو عمرو    اختصاصي صعوبات التعلم النمائية الديسبراكسية
 المدرب المعتمد 
     من قبل وزارة التربية والتعليم في الأردن
              المدرب المحترف المعتمد من المركز العالمي الكندي للاستشارات والتدريب PCT

الخبرة العلمية العملية التطبيقية ” تزيد عن ثلاثين "30 ” سنة 
                الخبير التعليمي المستشار في المرحلة الأساسية والطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم النمائية الديسبراكسية والنطق والمرحلة الأساسية الدنيا والعليا ورياض الأطفال وغير الناطقين باللغة العربية وإعادة صقل وتأسيس الطلبة العاديين والموهوبين وذوي الحاجات الخاصة وتكنولوجيا التعلم والتعليم المحوسب وتمكين الطلبة من الكتابة بخطي الرقعة والنسخ
إعطاء محاضرات للمعلمين والمعلمات في أساليب التدريس للمدارس الخاصة والعادية والتدريب والتأهيل الجامعي والمجتمعي وتحسين التعليم وجودة التعلم على مستوى العالم.

بحمد ومنة من الله عز وجل
وصل عدد مشاهدي إحدى صفحاتي التربوية المجانية
على  Google+  " الجوجل بلس  "
 أكثر من  تسعة 00 : 9  مليون "
لرؤية مقالاتي التربوية المجانية وأجري وأجركم من الله ..
حفظكم الله وحفظ أطفالكم يمكنكم الضغط على الرابط مباشرة



قناة You Tube
     لنمائية إبراهيم رشيد الأكاديمية لتسريع التعليم والتعلم والنطق والاستشارات والتدريب
يمكنكم الضغط على رابط القناة للفائدة بإذن الله
رابط القناة باللون الأزرق You Tube
موقع نمائية إبراهيم رشيد لصعوبات التعلم والنطق على
 توتيرtwitter        http://goo.gl/MoeHOV
موقعي الإنستجرام .Instagram
رسالتي قبل سيرتي

وتواصلكم وانضمامكم إلى مجموعتي على face book يزيدني فخرًا فهذا نبلٌ منكم
نمائية إبراهيم رشيد الأكاديمية لصعوبات التعلم والنطق
يمكنكم الضغط على الرابط ثم الضغط على زر أعجبني


للمزيد من المعلومات والفائدة بإذن الله
يمكنكم كتابة الاسم إبراهيم رشيد في محرك البحث Google

العنوان
الأردن – عمان – تلاع العلي - شارع المدينة المنورة – مقابل مستشفى ابن الهيثم عمارة التحدي 247 – ط2 – مكتب 201 تلفاكس 065562223
0799585808      0788849422      0777593059  
واتس أب     00962799585808     alrashid2222@gmail.com     
  
صفحتي الشخصية على face book
صعوبات التعلم والمفكر التربوي إبراهيم رشيد واليد اليسرى  http://tinyurl.com/6e2kpnf

ملتقي المدربين
طبيعة العمل في نمائية إبراهيم رشيد الأكاديمية التخصصية 

بفضل ومنة من الله ...سر نجاحنا تعاون الأهل معنا  لأننا لا نعلم القراءة والكتابة والحساب بل نعلم النمائيات
والتعامل مع الطفل كإنسان وليس كرقم
رؤيتي الشخصية ضمن هرمية كرة الثلج الخضراء  " متجددة  دائــمـًـا نحو الأفضل بإذن الله "



هذه هرميتي الثلاثية
           المتكاملة كالسلسلة الغذائية  
                1- المعرفة العلمية..... 2- الخبرة الحقيقية ..... 3- التفكير الإبداعي غير النمطي

فليس كل من امتلك  المعرفة  يمتلك الخبرة العملية
وإذا امتلك المعرفة والخبرة فعليه تنمية التفكير الإبداعي عنده لامتلاك محاور الهرمية الثلاثية
مثلًا :
عندما أقول : أن الطفل
لا يعاني صعوبات أكاديمية " حسب مايكل بست " وإنما يعاني من صعوبات نمائية
فأنا أعرف ما أقول 
 لذا عليكم معرفة سلسلتي الغذائية الهرمية الثلاثية .
مثلًا :-
       عندما يقرأ الطفل كلمة الباب بطريقة سليمة ويقرأ كلمة الناب بلفظ اللام الشمسية
إذن من ناحية أكاديمية ممتاز ولا يعاني من صعوبات أكاديمية ‘
 لكن من ناحية نمائية فهو لم يدرك أن اللام الشمسية تكتب ولا تلفظ

الفرق بين
الصعوبات النمائية " الانتباه التفكير الإدراك الذاكرة اللغة وهي السبب
أما الصعوبات الأكاديمية القراءة الكتابة الحساب التهجئة التعبير الكتابي وهي النتيجة

فالعلاقة بين النمائيات " سبب ثم نتيجة "



طبيعة العمل في نمائية إبراهيم رشيد الأكاديمية التخصصية
نحن لا نعلم القراءة والكتابة والحساب  "الأكاديميات والبصم "
بل نعلم النمائيات ضمن الهرمية للقراءة
         حتى يقرأ ويكتب ويحسب " الانتباه والتأمل والتفكير والأدراك والفهم والذاكرة واللغة
       نتعامل مع الطلبة الأسوياء بطريقة هرمية 
والموهوبين ذوي صعوبات التعلم النمائية والنطق وتعديل السلوك
عمل دراسة حالة ديناميكية عملية لتشخيص الطلبة ذوي التحصيل الدراسي المتدني مع عمل التوصيات والبرنامج العلاجي مع العلاج مع تحديد نسبة الذكاء لتحديد الفئة
     وتحديد نمط التعلم ونسبة الحركة الزائدة
 ضمن تحسين وجودة التعليم القائمة على الخبرة العملية لثلاثين سنة
  في تحسين القراءة والكتابة والحساب 
وغير الناطقين باللغة واضطرابات النطق واللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والرياضيات 
•عمل برنامج علاج حرف الراء والتأتأة عمليًا وليس نظريًا
وعمل برنامج للطلبة العاديين والموهوبين وبرنامج لتحسين خطي الرقعة والنسخ لجميع فئات المجتمع ولجميع الفئات العمرية وطلبة المدارس والجامعات والنقابات

    نتعامل مع قلق الامتحان واستراتيجيات الذاكرة التحضير للامتحانات
متابعة الواجبات المنزلية لجميع المواد ضمن خط الانتاج كل حسب تخصصه
بطريقة تعليمية شاملة كل جانب على حدة للنمائيات والأكاديميات والسلوكيات والنطق واللغة ،
ونقدم تأهيلاً متكاملَا هرميًا للطفل،
        كما أن طريقة العلاج مصممة بشكل فردي مبرمج وتفريد التعليم على حسب احتياجات كل طفل ‘
حيث لا يتجاوز عدد الأطفال في الجلسة خمسة زائد ناقص اثنين
ومشاركة الأهل إذا أمكن، 
ويتم تصميم برنامج تعليمي منفصل لكل طفل بحيث يلبي جميع احتياجات هذا الطفل.

نتعامل مع  جميع الطلبة
      بالأساليب والطرق التربوية الحديثة ونعتمد على أساليب تعديل السلوك....
نسعى للرقي بأداء الطلبة لأقصى ما تسمح به قدراتهم
نركز على الجانب  النفسي للطالب  ونركز على نقاط القوة  لنتغلب على نقاط الحاجة.....
نركز على التنويع بالأساليب والأنشطة والتعليم المبرمج و متعدد الحواس والتعلم باللعب ...الخ
فكرتي للنمائية قائمة على جودة التعليم   Kaizen  ضمن Klwh

نركز مهارة الاستماع للوعي الفوميني
    ضمن التعليم المبرمج القائم على الأسلوب الفردي وتفريد التعليم ‘
لا عمارة بدون أساس ولا أكاديمية بدون نمائية .
هل نستطيع بناء عمارة بدون أساس ؟
فالأساس هو النمائية والعمارة هي الأكاديمية ‘
فالعلاقة بين صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية
هي علاقة سبب ونتيجة أي إمكانية التنبؤ بصعوبات التعلم الأكاديمية من خلال صعوبات التعلم النمائية  ‘
 و لا بد من تنميتها لدي الطفل ذوي صعوبات التعلم قبل تنمية المهارات الأكاديمية 

برنامج العقود الشهرية
الفترة الصباحية والمسائية
 علاج عيوب النطق والراء والتأتأة عند الأطفال   الأسلوب الفردي
الفترة المسائية علاج صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية تفريد التعليم
دورات تأهيلية متخصصة
للتربية الخاصة والمرحلة الأساسية
للدخول لسوق العمل في المستقبل لطلبة الجامعات من السنة الأولى ولغاية التخرج مع التدريب العملي التطبيقي
وتأهيل المجتمع والمعلمين والمعلمات لكيفية تعليم الطلبة بالطرق  العلمية القائمة  على الخبرة العملية للعقل الممتص ضمن البيئة المفتوحة

دوراتنا متخصصة ومعتمدة عالميًا
من كندا ووزارة التربية والتعليم
فهي حجر الأساس للتأهيل والتعيين في المستقبل بإذن الله مع زيادة في الراتب على الشهادة
1.    معالجة عيوب النطق لغة
2.    الإشارة
3.    صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية
4.    الاختبارات التشخيصية
5.    فحص الذكاء
6.    التوحد
7.    البورتج
8.    تعديل
9.    السلوك
10.    التعليم الخماسي
11.   القيادة والإدارة الصفية

مع كل الشكر والتقدير لكلية الأميرة ثروت
       رائدة صعوبات التعلم في الأردن وجميع الأعضاء القائمين عليها من حيث تطوير وتدريب المعلمين والمعلمات وتشخيص الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم
من خبرتي الشخصية والمقالة منقولة بتصرف للفائدة بإذن الله

    أسال الله أن يكتب عملي وعملكم هذا في ميزان حسناتكم ونفعنا الله وإياكم بما نقدم من أجل الخير
 والى الأمام دائمًا   جزآكم الله خــيــرًا ولكم خالص شكري واحترامي وتشجيعكم سبب لي بعد الله في النجاح 

منكم  نتعلم أروع المعاني...
لكم وبكم نتشرف فمرحبا بكل الطيبين
    العقول الكبيرة الوفرة " الأواني المليئة " تبحث عن الأفكار الجيدة والفائدة
التي تعطينا الخير من نعم الله علينا.
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث وتعلق عليها بنقد بناء.
والعقول الصغيرة الندرة " الأواني الفارغة تتطفل على شؤون الناس فيما لا يعنيها وتأخذ الكلام على نفسها
      أرجو من الله ثم منكم أن تكونوا من العقول الكبيرة ولا تلتفتوا إلى الأمور الصغيرة

على هذه المدونة 


      يوجد برامج تعليمية مجانية للأطفال يمكنك تنزيلها على جهازك ومواضيع اجتماعية هادفة
رؤيتي الشخصية في المدونة  " متجددة  دائــمـًـا نحو الأفضل بإذن الله "

ليس لشيء أحببت هذه الحياة
         إلا لأنني وجدت فيها قـلـوبـــًا مـطمـئـنة إلى الله أحبتني مثلما أحبها في الله

عن الكاتب

المفكر التربوي إبراهيم رشيد .. اختصاصي صعوبات التعلم والنطق وتعديل السلوك

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

أكاديميّة إبراهيم رشيد لتسريع التعليم والتعلم وصعوبات التعلم والنطق