الفهم القرائي 
واستراتيجيات لفهم واستيعاب النصوص عند القراءة وكيفية التعامل مع ذوي صعوبات الفهم القرائي

استراتيجيات لفهم واستيعاب النصوص عند القراءة
القراءة عمل فكري عقلي ، الغرض الأساسي منها أن يفهم القارئ ما يتم قراءته بكل ســـهولة ويسر ، بمعنى أن القراءة ترمى إلى ترجمة الرموز المقروءة إلى مدلولاتها من الأفكار .حيث أن فاعلية القراءة تقاس بمدى الفهم والاستيعاب وقدرة الفرد على الاحتفاظ بالمعلومات وتوظيفها في مواقف أخرى . مفهوم الفهم القرائي الفهم القرائي عملية تفاعلية بين القارئ والنص تفضي إلى إعادة بناء المعنى أو صناعة معان وأفكار ومواقف وأحكام حيال الموضوعات . حيث يأتي القارئ بكل ما لديـــــه من خلفية معرفيــة واتجاهات ودوافـــــــــع وتوقعات ، ويتعامل مع النص بمحتوياته وطريقة تنظيـــــــــــــم هذه المحتويــــــــات وعرضها ، ويتم التفاعل بين القارئ والنــص ليتحقق الفهم . صعوبات الفهم القرائي تعد صعوبات الفهم القرائي من أكثر المشكلات تأثيرا على ذوي صعوبات التعلم فهي تقف حاجزا أمام تطورهم الأكاديمي ، وأمام مسيرتهم التعليمة في اكتساب ونهل العلوم والمعارف ، حيث إن قراءتهم لا تعبر عن فهم المعنى ،ويلاحظ أنهم لا يدركون في معظم المواقف القرائية ما تتضمنه قراءتهم من معان خلف الحروف والرموز التي يقرؤونها،مما يؤثر سلبا على تحصيلهم الأكاديمي في الموضوعات الدراسية المختلفة . وقد أشارت نتائج الكثير من الدراسات العربية والأجنبية إلى ضعف شديد في فهم المقروء ، وأن صعوبات الفهم القرائي من أكثر المشكلات تأثيرا على التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في القراءة ، كما أن الفهم القرائي ليس من السهل علاجه إلا باستخدام استراتيجيات حديثة وفعالة .

مستويات الفهم القرائي
      للفهم القرائي خمسة مستويات يتدرج الطالب خلالها للحصول على الاستيعاب وهي :
1- المستوى الحرفي :
       حيث التعرف إلى التفاصيل والأفكار الرئيسة وتسلسل الأحداث ، وعمل المقارنات ، والتعرف إلى علاقة السبب والنتيجة ، والتعرف إلى سمات الشخصيات ، وتذكر ما سبق ذكره في النص .
2- مستوى إعادة تنظيم المعلومات : 
     وذلك من خلال تصنيفها وإيجازها وتلخيصها وإعادة تركيبها .
3- مستوى الاستيعاب الاستنتاجي ،
      وذلك من خلال استنتاج التفاصيل التي تدعم الموضوع ، واستنتاج الأفكار الرئيسية وتسلسلها ، واستنتاج المقارنات ، واستنتاج علاقات السبب والنتيجة ، واستنتاج سمات الشخصيات المذكورة في النص ، والتنبؤ بالمخرجات ، وتفسير الرسوم التوضيحية الموجودة في النص .
4- المستوى التقويمي : 
    وذلك من خـــــلال إصدار الأحكام حول الشخصــيـات الــواردة في النـــص من حيث كونها واقعية أو خيالية ، وإصدار الأحكام حول الأحداث الواردة في النص ، من كونها حقائق أو آراء والحكم على كفاية المعلومات ومدى صحتها وملاءمتها ، والحكم على مدى قيمتها وكونها مقبولة ومرغوبة .

5- المستوى التقديري : 
     وذلك من خلال الاستجابة العاطفية مع المحتوى ، والتعرف على الشخوص والأحداث ، والتفاعل مع اللغة المجازية التي يستخدمها الكاتب .


استراتيجيات الفهم القرائي:
1-التوقع من خلال الصورة والعنوان.
2-التوقع من خلال قراءة النص.
3-التوقع في أثناء قراءة النص.
4-الأسئلة المباشرة والغير مباشرة.
5-التلخيص.
6 -المراقبة الذاتية.

7-خريطة القصة.


 مستويات الفهم القرائي
المستوى الأول /القراءة الحرفية (فهم السطور)
       حيث التعرف إلى معنى النص إجمالاً وتمييز التفاصيل والأفكار الرئيسة والفرعية وتسلسل الأحداث وعمل المقارنات، والتعرف إلى علاقة السبب والنتيجة، وإلى سمات الشخصيات والأزمنة والأمكنة، وتذكر ما سبق ذكره في النص.

المستوى الثاني /الفهم والاستنتاج (فهم مابين السطور)
      ويتضمن فهم الخفي من النص، حيث التعرف على الغرض من النص وقيمه وجمالياته, والتعرف على أسلوب الكاتب ومعالجته وحبكته ومظاهر القوة ونقاط الضعف، وهو مستوى إعادة تنظيم المعلومات وذلك من خلال تصنيفها وإيجازها وتلخيصها وإعادة تركيبها والتبوء بالخاتمة.

المستوى الثالث/ الاستجابة والتوظيف (فهم ما وراء السطور)
       يتضمن تقييم النص من حيث الصدق والشفافية في المادة المطروحة والحقيقة والواقع والخيال والرأي الشخصي, أيضًا تقدير القيم والحكم عليها وكيف يمكن الانتقال بالنص لأفق أوسع، وكيف يمكن للنص أن يعكس بظلاله على حياتنا.

       السواد الأعظم من أبنائنا يكادون لا يتجاوزون المستوى الأول ولا يتخطون القراءة الحرفية وهذا ما ينعكس سلبًا على تحصيلهم الدراسي في كل المواد وتحصيلهم المعرفي بشكل عام، بل إن ضعف الفهم القرائي ComprehensionDifficulties يؤثر على مكتسباتهم الثقافية ويقف حاجزًا بينهم وبين تعلمهم الذاتي، ويتسع الخرق مع تقدم سنوات الدراسة،المشكلة أيضًا أكبر لدى أبنائنا ذوي صعوبات التعلم!

      قد نجد طالبًا في الصف الخامس مخفقًا في حل مسألة رياضية للقسمة لعدم فهمه للعلاقات بين الأعداد وأيهما المقسوم والمقسوم عليه, أو في العلوم فلا يستنتج العلاقة السببية بين مصطلحين لعدم إدراكه لتعريف المصطلح العلمي أصلاً, نجد عزوفًا عن قراءة الصحف لدى أبنائنا الأكبر سنًا لعدم إدراكهم أن المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه فهو رأي وليس مسلمة، بل إن أي رأي قابل للنقد.

     يكاد القارئ لا يدرك الفصل بين المستويات، لأنه يتعامل مع النص بعملية قراءة واحدة تتضمن المستويات التي يتقنها القارئ, أنما تكمن فائدة التقسيم عندما نعرف أن القراءة ليست مهارة واحدة بل تتضمن عدة مهارات يمكن تنمية كل منها باستراتيجيات معينة, يفيد هذا التقسيم للمستويات التربويين وأولياء الأمور لتنمية الفهم القرائي لدى أبنائنا عن طريق استكشاف موضع الخلل ومعالجته، خاصة أن المستوى التالي في أي مهارة لايمكن إتقانه إلا بإتقان مستوى يعد متطلبًا سابقًا لها فلا يمكن تنمية الاستجابة والتوظيف قبل تنمية التفسير والاستنتاج, كما يفيد هذا التقسيم في تطوير مستوى الفهم القرائي والانتقال من مستوى يتقنه القارئ ويضيع وقته فيه إلى مستوى أعلى ببذل بعض التحدي.

استراتيجيات بسيطة لتحسين الروتين القرائي

قبل القراءة
- مناقشة عنوان النص وصورته الرئيسة.
- طرح الأسئلة المثيرة للاهتمام.
- البدء بنصوص يميل لها القارئ مثل قصص الأطفال.
- التأكد من سلامة البصر من أي مشاكل صحية.

أثناء القراءة
تعويد أبنائنا على:
- قراءة النص بدون قطع.
- القراءة الصامتة دون تحريك الشفتين.
 - القراءة في مكان مريح متجدد التهوية ذي إضاءة مناسبة.
- البعد عن التشويش.
- محاولة توسيع مجال رؤية العين، بمعنى التقاط أكبر عدد ممكن من الكلمات في الوقفة الواحدة وتقليل عدد مرات الارتداد للخلف.
- زيادة معدل التذكر عن طريق الاطلاع على الصور الجانبية للنص.
- تعويده الربط بين النص والخبرات السابقة.
- تعويد القارئ على التصور الذهني لكل فقرة من النص على حدة.

 بعد القراءة
- طرح أسئلة مع مراعاة تعدد المستويات تجعل القارئ يرتقي بمستوى قراءته ويتعمق أكثر متوقعًا سؤاله عن تفاصيل ومغزى وجماليات النص وعن مواضيع مرتبطة بالنص.
- رسم خريطة معرفية على هامش الكتاب لتحديد أفكار ومحاور النص وشخوصه أيضًا.

كما يعد الاستمرار في التدريب على القراءة وزيادة سرعة القراءة مرة تلو الأخرى إلى زيادة فهم المقروء وتحسين الاتجاه نحو القراءة عامة

     فقد أثبت الباحثون أن العقل قادر على استيعاب خمسة أضعاف قدرته الحالية, فمن يقرأ صفحتين في الدقيقة يستطيع مضاعفتها لعشر صفحات مضاعفًا سرعته في القراءة وفهمه مما يخلق تحديًا أكبر ومتعة أكثر وعاملًا محفزًا لممارسة القراءة أكثر, ففي دراسة هدفت إلى تحسين الاتجاه نحو القراءة، أظهرت نتائج الدراسة تحسنًا في الاتجاه نحو القراءة، كما أثبتت العلاقة الإيجابية بين فهم المقروء والاتجاه نحو القراءة،

      حيث أظهرت النتائج تحسنًا في فهم الطلاب للنص المقروء مع تحسن موقفهم من القراءة, ويعد تحفيز القارئ للتحدث عن النص بحرية مع تحفيزه للارتقاء في تعبيراته اللغوية، واستخدام مفردات متنوعة وغنية، ومقاربة مستويات الفهم القرائي عند التحدث، ليتحدث عن العلاقات والمعنى الضمني وجماليات النص ورأي الكاتب، أحد أفضل أساليب تقويم الفهم القرائي.


كيفية التعامل مع ذوي صعوبات التعلم
     يقوم التلميذ بدور فعال في عملية التعلم، ويوظف عدة طرق تساعده في اكتساب المعلومات وحفظها لأطول مدة ممكنة لاسترجاعها عند الحاجة إليها، وقد مد العلم التلاميذ والمعلمين بمجموعة من الطرق، واهتم الباحثون بوضع استراتيجيات التعلم التي يمكن تدريب التلاميذ عليها، وذلك لاكتساب أكبر قدر من المعلومات وزيادة فرص التعلم والنجاح.
     تتعدد الفئات وتختلف في المجتمع، وكل فئة تفرض احترامها على الجميع، كونها جزء من المجتمع لا يمكن عزلها عنه، فالأطفال ذوي صعوبات التعلم من الفئات التي تنتمي إلى المجمعات المختلفة، من مجتمع مدرسي وأسري وأيضاً في الأماكن العامة وجميع مؤسسات الدولة.

      وقوع هذا الطفل في فئة يصعب التعرف عليها بشكل واضح وسريع، واكتشافها يحتاج إلى تشخيص دقيق يعرض هذا الطفل إلى مشكلات اجتماعية ونفسية، فهو ذكي وسليم من الناحية الحسية والجسمية، ولكن يعاني من مشكلات دراسية، فيجد نفسه يرى الأشياء بشكلها الطبيعي، ولكن عند القراءة يكاد أن يختفي الوضع الطبيعي الذي يعيشه، وكذلك بالنسبة للكتابة والحساب، دون أن يعرف هل المشكلة في عينه التي لم ترى جيداً أم العقل الذي لم يدرك جيداً أم ذاكرته التي لم تسعفه للتعرف على تلك الكلمة، وهذا أمر ليس بهين عليه.

      ومن هنا يبدأ دور المحيطين به، جميع المحيطين، فالتعامل مع تلك الحالة بالطريقة المناسبة تساهم في حلها، فعند لقاء المعلم بمثل تلك الحالة فلا يجب أن يغرس لديه الشعور بالفشل، وينعته بألفاظ غير لائقة، إنما يجب التعامل معه بصبر وتأني، وتوفير كل ما يحتاجه لتحسين أدائه، فإذا أخطأ يصحح له الخطأ فوراً، ولا يعدى له بحجة عدم الرغبة في إحراجه، وللحصول على الطريقة المناسبة للتعامل معه وضمان النتائج الإيجابية، يجب التعرف على مواطن القوة والضعف لديه، والتعامل معه على أساسها، فيتم استغلال جوانب القوة في تطوير مهاراته اللغوية والحركية، ومحاولة تحسين جوانب الضعف، وهناك جانب في غاية الأهمية يحتاج له الطفل ذو صعوبة التعلم ويمكن للوالدين تنميته وهو التفاعل الاجتماعي، الذي يتعلم من خلاله المهارات الاجتماعي، ويعطيه الفرصة لتعلم طرق التعبير عن المشاعر، ويكتسب من خلاله الثقة والأمان لأنه ليس وحيداً إنما هناك من يهتم به ويسمعه ويأخذ بيده إلى الأمام، في الوقت نفسه يحتاج ذلك الطفل أيضاً إلى التعامل الفردي، فيجب التعامل معه باستقلالية وتوجيه اهتمام خاص به، دون الإفراط بذلك الاهتمام.

      كما أن على الوالدين اصطحاب هذا الطفل للمناسبات والتجمعات العائلية، ومن أصول تعامل أفراد العائلة معه استخدام نبرة صوت هادئة والترحيب به وتشجيعه للحضور مرة أخرى، وإذا تكلم الطفل ولم يفهم المستمع لما يقول فلا يمل ويتذمر إنما يعطي له الفرصة للتعبير عما يشعر به، ويشعره بالاهتمام لما يقول، فهو اختارك من بين جميع الحضور لشعور خاص اتجاهك فلا تخذله، فعلى الجميع الحرص وكل الحرص على تجنب أبنائنا ذوي صعوبات التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام من الانسحاب الاجتماعي، فهم بحاجة إلى ذلك المجتمع الذي يسد حاجاتهم النفسية ويشعرهم بأنهم أعضاء في المجتمع ولهم دور ومكانهم محفوظ فيه.
في الختام يؤكد على أن مسألة التعامل مسألة هامة جداً، ولها تأثير كبير على الفرد، فأحسنوا تعاملكم، والتزموا باتكيت التعامل مع الجميع، والوصية الهامة حسن التعامل مع الفئات الخاصة.

      في كل فصل نجد مجموعة من الطلاب الذين يتمتعون بخصائص مشتركة في نواحي عديدة، كالعمر والجنس وأحياناً الحي، ولكنهم يختلفون في القدرات والمهارات التي يمتلكونها، 
وكذلك يختلفون في مستوى الأداء والتحصيل، ونجد منهم من يواجه صعوبة أو أكثر في جانب معين للتعلم، 
فما العمل مع هؤلاء الطلاب؟
عند ملاحظة وجود صعوبات لدى الطالب في الفصل، فعلى المعلم القيام بالتالي:
١- استخدام أساليب تقييم متنوعة.
٢- إخبار ولي الأمر بالتقييم المقترح، والحصول على موافقة خطية منه.
٣- التعاون مع الباحث النفسي لتطبيق اختبارات في اللغة الأم للطالب.
٤- بناء على نتائج الاختبارات يتم إعداد خطة فردية يتم تنفيذها، ووضع برنامج يناسب قدرات الطالب 
ويستخدم فيه أنشطة تستغل من خلالها نقاط القوة لديه.
ثم يتم البدء بطرح مجموعة من الأسئلة:
(١) هل استجاب الطالب لما ورد في البرنامج الجديد المعد لأجله؟
إذا كانت الإجابة نعم، فيجب أن يستمر الطالب في الصف العادي كبقية زملائه.
إما إذا كانت الإجابة لا، فتطرح المزيد من الأسئلة:
(٢) هل لدى الطالب إعاقة عقلية أو حركية أو حسية لها تأثير عكسي على الأداء التعليمي؟
إذا كانت الإجابة نعم، فيتم تقديم خدمات التربية الخاصة المناسبة لحالته.
إذا كانت الإجابة لا، فيتم تطبيق اختبارات تشخيصية لقياس العمليات النمائية لديه، ومن ثم اختبارات أكاديمية للغة العربية والحساب.
وبناء على نتائج الاختبارات يمكن تشخيص الحالة وتقديم ما يناسبها من برامج وخدمات.


      من الضروري القيام بالخطوات السابقة، وعدم إهمال أي طالب يعاني من انخفاض التحصيل، حيث أن التعلم حق لكل فرد، ووفرت الدولة جميع لوازم التعليم لجميع الفئات، وعينت أفراد في وظائف مختلفة ليكونوا فريق عمل للخروج بتشخيص مناسب للطالب، مثل المعلم والمرشد والباحث الاجتماعي والنفسي وكذلك الفريق الإداري، فهؤلاء جميعاً يسعون لمعرفة مطالب الطالب، والخدمات التعليمية والتربوية التي يحتاجها، ويسعون لتلبيتها في فترة زمنية معقولة، مع المحافظة على مبدأ السرية والتقبل، ولا يجب تجاهل أهمية تعاون الوالدين وتواصلهما مع فريق العمل وإكمال دورهم في المنزل، وذلك للخروج بنتائج مرضية، وتحسن ملحوظ في أداء الطالب.

استغلال العين للتعلم والتفكير
    كلنا نعلم أن العين وسيلة للإبصار، فهي العضو الذي يرى الإنسان من خلاله الأشياء من حوله، ولكن هناك مهام أخرى للعين، فهل تعلم بأن العين يمكن أن تكون وسيلة لمساعدة الإنسان على التفكير والتعلم أيضاً؟
نعم، فهناك سبعة أنماط أساسية لحركة العين لها ارتباط وثيق بالتفكير، وهذه الأنماط هي:
١- التفكير البصري للذكريات المصورة المختزنة بالذاكرة، حيث يمكن استرجاع الصور من الذاكرة البصرية من خلال النظر إلى أعلى أو الجانب الأيسر، فلو تلاحظ عندما تطلب من شخص أن يصف غرفته، ستلاحظ بأنه ينظر إلى الأعلى بشكل لا إرادي ليستعيد صورة غرفته ويفها لك.
٢- التفكير الصوري للصور المبتكرة، فإذا رغبت بابتكار صورة جديدة فسيكون نظرك إلى أعلى من جهة اليمين، جرب الآن وارسم لك صورة عندما تغير لون شعرك فكيف ستكون؟
٣- التفكير السمعي وأصوات التذكر، لاسترجاع كلام سمعه الشخص من الذاكرة السمعية، ستكون حركة العين إلى الأعلى باتجاه اليسار، فلو أردت أن تسترجع ما قاله المذيع في الأخبار حركة العين هذه ستساعدك.
٤- التفكير السمعي والأصوات المبتكرة، لابتكار صوت جديد توجه العين إلى اليمين، والآن فكر كيف سيكون صوت أي آلتين مسيقيتين عند دمجهما معاً، ولاحظ حركة عينك في هذه الأثناء.
٥- حديث الذات، عندما تتحدث مع نفسك ستكون حركة عينك إلى الأسفل جهة اليسار.
٦- استشعار المشاعر، عندما تشعر بالفرح أو الحزن أو أي نوع من المشاعر، ستكون حركة عينك إلى الأسفل جهة اليمين، فعندما تسأل الفتاة في بداية زواجها عن شعورها فستبدأ بالإجابة بهذه الحركة.
٧- الرقمية لاستخصار المعلومة المختزنة في الذاكرة أو المعلومات الفورية، وهي المعلومات التي لا تحتاج إلى تفكير والإجابة على أسئلة إجابتها محددة، فستكون حركة العين إلى الأمام وباتجاه الموجه له الكلام، 
كأن يسألك أحد كيف حالك؟ فتجيبه بالنظر إليه أنك بخير.

      صحيح أن الله تعالى خلق أعضاء في جسم الإنسان ولكل منهم مهمة، إلا أنهم يتصلون معاً بشكل مباشر أو غير مباشر، وكذلك بشكل إرادي أو لا إرادي، لذلك عند الاهتمام بأحد الأعضاء يجب عدم إغفال الأعضاء الأخرى، وعدم الاعتقاد بأي مواجهة الفرد لمشكلة في أحد الأعضاء أو العمليات يجب متابعتها في جانب واحد، فها نحن الآن عرفنا بأن صعوبات التفكير يمكن التعامل معها عن طريق حركة العين أيضاً، وليس العمل مع الدماغ فحسب.


في البداية دعونا نتعرف 
       ما المقصود بالاستراتيجية التعليمية؟
عرف قطامي(٢٠١٣) الاستراتيجية التعليمية 
        بأنها كل ما يتعلق بأسلوب توصيل المادة للطلبة من قبل المعلم لتحقيق هدف ما، وذلك يشمل كل الوسائل التي يتخذها المعلم لضبط الصف الدراسي وإدارته، بالإضافة إلى الجو العام الذي يعيشه التلميذ والترتيبات المادية التي تساهم في تقريب التلاميذ للأفكار والمفاهيم موضوع التعلم.

       من أكثر التلاميذ حاجة إلى استراتيجيات تعليمية هم التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، فهم متعلمون إيجابيون ويحاولون التعلم بشتى الوسائل، إلا أنهم لا يمتلكون القدرة على التعامل مع المادة العلمية كبقية أقرانهم الذين لا يعانون مع صعوبات التعلم، ومن هذا المنطلق أصبح من المهم تحديد سلوكيات واستراتيجيات فعالة لتدريسهم، وتزويدهم بالتغذية الراجعة، وإتاحة الفرص لهم للتفاعل الاجتماعي الذي يزيد من قدرتهم على التعبير داخل غرفة الصف، وما يصاحب ذلك من زيادة في الثقة بالنفس، ورفع مستوى الأداء.
وتأكيدا على ما سبق، فقد أشارت الدراسات إلى أن وضع برامج علاجية مناسبة لذوي صعوبات التعلم يسمح بالتحسن بنسبة كبيرة في قدرتهم اللغوية والفهم القرائي بالمقارنة بالتلاميذ الذين لم يتلقوا برامج علاجية
( Reid, Hresko&Swanson,1991 )
ومن هذه الاستراتيجيات:
١- التدريس التبادلي
عبارة عن مجموعة من الإجراءات التي يتبعها التلاميذ لتنمية مهارات الفهم القرائي، وذلك من خلال التعاون مع بعضهم البعض، أو مع المعلم، من خلال مراحل أربع هي:
– التلخيص.
– التوضيح.
– التساؤل.
– التنبؤ.
٢- التعلم البنائي
يتمكن الطالب من خلالها بناء مفاهيم ومعارف علمية وفق عدة مراحل:
– التهيئة.
– الاستكشاف.
– الشرح والتفسير.
– التوسع.
– التقويم.
وتركز هذه الاستراتيجية على أساس أن القراءة عملية بنائية نشطة ومنها هدف، فهي تعيد للقارئ بناء على معرفته من خلال تفاعله مع النص، وإيجاد علاقة بين معرفته الجديدة ومعارفه السابقة.
٣- الخرائط المعرفية
رسم تفصيلي يصمم من أجل استخدامه مع المادة التوضيحية لتحسين الفهم، وخريطة التفكير النقدي تشمل الأحداث المهمة، والخطوات التي تقود إلى الفكرة الأساسية، ثم التعرف على الفكرة الأساسية، فمن خلال الخرائط المعرفية يتم تمثيل المعلومات بصرياً لسهولة فهمها والاحتفاظ فيها.
٤- استراتيجية التصور الذهني
تركز على حسن تصور المعنى وجودة استعداد الذهن للاستنباط، فلكي يتمكن التلميذ من استيعاب ما يقرأ لابد أن يمتلك صوراً ذهنية عن الكلمات بحيث ترسم في ذهنه منها:
– الصور الإملائية : الرسم الإملائي الصحيح للكلمة.
– الصور الصوتية للكلمة: كيفية نطق أصوات الكلمات.
– الصورة الدلالية: معنى الكلمة.
– الصورة الحسية: الرمز المادي الذي ترمز إليه الكلمة في الواقع.
هذا قليل من عالم كبير من الاستراتيجيات التعليمية، التي تساعد التلاميذ على التعلم بشكل عام، و ذوي صعوبات التعلم بشكل خاص.

مهارات القراءة فهم النصوص
      عندما نتحدث عن الفهم والاستيعاب أثناء القراءة فنحن نعني بذلك العملية التي ينشي فيها المتعلم فهمه الخاص لما يقرأ، وهو ما يجب أن يفعله القراء عمداً بهدف التوصل إلى معنى لما يقرؤون. وقد أوضحت اللجنة الوطنية للقراءة وفقاً لقسم التعليم والتدريب بنيوساوث ويلز أن هذه العملية هي عملية نشطة ومستمرة ما بين القارئ والنص.

هنالك العديد من الطرق التي تُظْهِر فهم التلاميذ للنص، ويمكن استخدامها للتحقق من ذلك، من بينها: تحديد واستخراج المعلومة و من ثم استرجاعها، الاعتماد على فهم بنية النص وتنظيمه، كتابة ردود أفعالهم عن النص وانطباعاتهم الخاصة، الإجابة عن أسئلة الاختيار من متعدد، التعبير عن أفكارهم وآرائهم لفظياً، استخدام الأسلوب الوصفي، التعرف على العلاقات بين عناصر القصة أو النص، خلق الروابط المنطقية، تفسير الرسومات والصور بالإضافة إلى التعرف على التفاصيل ووجهات النظر المختلفة.

جميع ما ذكرنا من أساليب يقوم به القراء الجيدون بصورة تلقائية وعفوية، وذلك ما لا يقوم به كل الطلاب. لذا كل ما عليك فعله هو أن تنشي هذه المهارات في عقول طلابك، وأن تحاول جعلها طريقتهم في القراءة. وفي هذا المقال سنحاول أن نستعرض أهم الاستراتيجيات التي يجب أن تعلمها لتلاميذك لتطور مهارة فهم واستيعاب النصوص لديهم.


أنواع القراءة, ومستويات الفهم القرائي.
- قبل البدء في قراءة الدرس أرجو التأكد من إجراء اختبار التهيئة ..
مقدمة :
ما المقصود بالقراءة: أبسط تعريفاتها:
هي عملية فكرية تحول الرموز الحرفية إلى نصوص مفهومة.
هل هذا يكفي؟ هل توقف التعريف هنا ؟
لا, بل تغير هذا المفهوم نتيجة للبحوث التربوية وصارت القراءة عملية فكرية عقلية ترمى إلى الفهم أي ترجمة الرموز المقروءة إلى مدلولاتها من الأفكار .
تم تطور هذا المفهوم بأن أضيف إليه عنصر آخر هو تفاعل القارئ مع الشيء المقروء تفاعلا يجعله يرضى أو يسخط أو يعجب أو يشتاق أو يسر أو يحزن (إذن من لا يتفاعل مع نص فهو لم يقرأه حقيقة)
وأخيرا انتقل مفهوم القراءة إلى استخدام ما يفهمه القارئ في المواجهة المشكلات والانتفاع بها في الموافق الحيوية (إذن من لا يستفيد من كتاب قرأه فهو لم يقرأه حقيقة)

وبالتالي يمكن أن نقول إن تعريف القراءة بمعناها المتطور:
إدراك الرموز المكتوبة والنطق بها ثم استيعابها وترجمتها إلى أفكار وفهم المادة المقروءة ثم التفاعل مع المقروء وأخيرا الاستجابة لما تمليه هذه الرموز ..

أهميتها:
لن نطيل التوقف هنا؛ لأننا على اتفاق أنها أمر إلهي, ودعوة نبوية لطلب العلم و نشره -و آلته القراءة-,
صنّفها "ماسلو" ضمن هرم الاحتياجات الإنسانية الأساسية؛ لذا رأى من الخطأ أن نقول إنها هواية ؛ فالهواية عند شخص ليست بالضرورة مفيدة لشخص آخر, والقراءة ليست كذلك فهي احتياج كما التنفس, أو الغذاء , أو الأمان ..
الاختلاف بين الأشخاص يجب أن يكون في أين توضع في السلم , و لن يحب الإنسان القراءة إلا حين يعرف أنها حاجة أساسية من احتياجاته , وليضعها في أي مستوى من مستويات هرم الاحتياجات ..
حسب طموحه و وفق آماله.. فهناك من يضعها مع الأوليات كحاجته للطعام والنوم , وهناك من يضعها أمانا ومأوى كحاجته للمرفأ الآمن, وهناك من يعشقها ويجعلها حاجة عاطفية كحاجته للحب والحنان, وهناك من يرى القراءة وسيلة للتقدير ومعرفة خبرات الناس ووضعها في مكانها والحكم عليها, وهناك من يجد القراءة وسيلة أساسية لتحقيق الذات وتطوير الإمكانات ..

لكنها تظل في كل هذا على سلم الاحتياجات الأساسية:

لماذا نقرأ:
إجابات كثيرة, منها :
نقرأ .. لنتعلم
نقرأ .. لنحيا بطريقة أخرى
نقرأ .. لنخمد بعض النيران أو نشعل بعض الأضواء
نقرأ.. لنُجيب جيدا , و لنسأل جيدا!
نقرأ.. لنقدّر قيمة ما فعلناه أو لنجرؤ على فعل ما نود تحقيقه
نقرأ.. لنتشارك في أسرارنا مع من لن يرفضنا أو يذيع استشارتنا
نقرأ.. لنستوضح معالم الطريق, أو نخفف معاناة الرفيق!
نقرأ.. لنلتقي بالمؤثرين أحياء أو أمواتا..
نقرأ .. لأنه أمر .. أول أمر تنزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أنواع القراءة :
نوعان فقط : صامتة , و جهرية ..
وتتنوع القراءات تحت هذين الفرعين فالسريعة مثلا فرع من الصامتة, و الإلقائية أو التذوقية –مثل قراءة الشعر- فرع من الجهرية.
القراءة الصامتة :
وهي بالعينين ليس فيها صوت ولا همس ولا تحريك للشفتين وتستخدم في جميع مراحل التعليم بنسب متفاوتة
( لها مهاراتها التي يفتقدها الكثير من الطلاب مما يؤدي إلى إخفاقهم حتى في المواد العلمية )

مزايا القراءة الصامتة:
1- إنها الطريقة الطبيعية لكسب المعرفة وتحقيق المتعة والتي ينتهي إليها القارئ بعد المدرسة في تحصيل معارفه
2- طريقة اقتصادية في التحصيل لأنها أسرع من الجهرية
3- تشغل جميع التلاميذ وتتيح لهم شدة الانتباه وحصر الذهن في المقروء وفهمه بدقة
4 - مريحة لما يكتنفها من صمت وهدوء
5 - تعود الطالب الاستقلال والاعتماد على النفس
6 - أيسر من القراءة الجهرية لأنها محررة من إثقال النطق ومن مراعاة الشكل والإعراب وتمثيل المعنى
وسائل التدريب على القراءة الصامتة : (مفيدة للوالد أو المعلم عند ترغيب الطفل أو الطالب في القراءة)
- المقدمة المشوقة , طرح أسئلة تستثير الاهتمام لقراءة النص أو الكتاب . يمكن بالتشويق تحفيز الطفل على القراءة وترغيبه في الاطلاع, مقدمة قصة مشوقة نقول له اعرف البقية من القصة أو عد إلى الكتاب ...
- المناقشة المكثفة في المقروء تجعل القراءة الصامتة –التالية- أكثر تركيزا و أعمق فهما لأنه على ثقة أنه سيُسأل عن تفاصيل كثيرة .
- رسم خريطة ذهنية على هامش الكتاب أو القصة لتحديد أفكار ومحاور النص أثناء القراءة .
- القراءة في مكان مريح ومتجدد ..

القراءة الجهرية :
وهي قراءة تشتمل على ما تتطلبه القراءة الصامتة من تعرف بواسطة البصر على الرموز الكتابية وإدراك عقلي لمعانيها وتزيد عليها التعبير بواسطة جهاز النطق عن هذه المعاني والنطق بها بصوت جهري وبذلك فهي أصعب من القراءة الصامتة
مزايا القراءة الجهرية:
1- هي وسيلة لإجادة النطق والإلقاء وتمثيل المعنى
2- وهي وسيلة للكشف عن أخطاء في النطق فيتسنى علاجها
3 - تساعد على إدراك مواطن الجمال والذوق الفني "خاصة الشعر الذي يأتي جميلا و هو منشد بصوت مسموع"
4 - تساعد على الشجاعة وتزيل صفة الخجل والوجل والتلجلج وتبعث الثقة في النفس.
5 - تسر القارئ والسامع معا فيشعر كل منهما باللذة والاستمتاع
6 - تعد القارئ للمواقف الخطابية ومواجهة الجماهير

المحور الثاني: مستويات الفهم القرائي
المقصود بالفهم القرائي:
(Reading Comprehension) بحسب تعريف كاثرين سنو هي عملية استخلاص متزامن، وبناء للمعنى من خلال التفاعل من النص المكتوب.
و الفرق كبير بين الفهم والمعرفة القرائية,
التعرف القرائي (Reading Recognition): القدرة على تحديد وتكويد الكلمة بتعليم التماثل بين الأصوات والأشكال والنماذج الإملائية للكلمة في الصفوف الأولى.
الفهم أعلى مستوى من المعرفة , فكل فهم قرائي بدأ من معرفة , وليست كل معرفة تنتهي إلى الفهم .
للفهم القرائي أربعة مستويات (بعض الخبراء يجعلها خمسة بفصل أحد المستويات إلى جزأين)
حرفي/ تفسيري استنتاجي/ نقدي/ تذوقي إبداعي
منهم من يسميها : فهم الأسطر, فهم ما بين الأسطر , فهم ما وراء الأسطر, فهم ما هو خارج الأسطر
الذين يفصل المستوى الثاني يرونه : تنظيمي/ تفسيري
وهذا توضيح له


قارن بين مساحة المستوى في قاعدة الهرم ومساحة المستوى في قمته؟
هي تماما مساحة المحظوظين بالنمو في الفهم القرائي الكثير يقف على الحرفي والقلة يواصلون الصعود بالنص أو الكتاب إلى القمة..
وهي أيضا مساوية لمقدار تفاعل الطلاب أو الأبناء مع الأسئلة في هذه المستويات فتقل المشاركة كلما صعد المعلم بالأسئلة للأعلى ..

أنواع الأسئلة وفق المستويات :
الحرفي :

التعرف على /استرجاع المعنى الصريح.
o التعرف على/استرجاع الأفكار التفصيلية.
o التعرف على /استرجاع الأفكار الرئيسة.
o التعرف على/استرجاع التسلسل
o التعرف على/استرجاع أوجه الشبه والاختلاف.
o التعرف على/استرجاع سمات الشخصية.
o إعادة تنظيم المعنى الصريح للنص.
ومعرفة معاني الكلمات .
التفسيري :
استنتاج الأفكار التفصيلية.
o استنتاج الأفكار الرئيسة.
o استنتاج التسلسل.
o استنتاج أوجه الشبه والاختلاف.
o استنتاج علاقات السبب والنتيجة.
o استنتاج سمات الشخصية.
o التنبؤ بالخاتمة.
o استنتاج معاني الصور والأخيلة.
o استنتاج ميزات أسلوب الكاتب والجو العام للنص.
o استنتاج التعميمات وأنواع الأسئلة مفتوحة العضوية ، يشحذ الفكر أسئلة مثل لماذا ، ماذا لو ، وكيف.
الفهم النقدي:
o التمييز بين علم الواقع وعالم الخيال.
o التمييز بين الحقيقة والرأي الشخصي.
o الحكم على الكفاية والصدق.
o الحكم على مناسبة الأفكار .
o الحكم على القيمة والتقبل والرغبة
الفهم التذوقي "الإبداعي
•الاستجابة للحبكة أو الموضوع. ومحاولة محاكاته
•الاستجابة لأسلوب الكاتب.
•فتح آفاق أوسع للنص.
•الاستجابة للصور والأخيلة و تعدد تأويلها

ما الهدف من تحديد مستوى الفهم القرائي :
الحقيقة أن القارئ لا يشعر أنه ينتقل من مستوى لآخر لكن هذا التحديد يتحدى فهمه للصعود والعمق , وهو من أبرز الضرورات في التعليم "للقراءة و المطالعة تحديدا"
فالهدف من تحديد مستويات فهم المادة المقروءة، ليس وضع الحدود الفاصلة بين العمليات المكونة للقراءة، لأن القارئ أثناء القراءة لا يقوم بالبحث عن المستويات الدنيا (المعاني الصريحة) أولا ثم عن المستويات الأعلى، وإنما يقوم بعملية مزج بين العلميات والمستويات. وبالتالي فإن الأهداف لهذا التقسيم :
1- تسهيل مهمة المعلم أو الوالد في إعداد أهداف للقراءة (لابنه أو تلميذه أو حتى له شخصيا)
2- استخدام طريقة تساعد على تنمية قدرات القارئ في فهم المقروء.(الذي لا يعتني بتحديد مستوى الفهم ربما يركز على تنمية النقد بينما مهارة التفسير ضعيفة وهي أساس للنقد, أو من يضيع وقته في التركيز الحرفي أو التفسيري بينما بإمكانه التحدي والصعود للنقد أو التذوق )
3- تحديد نوع الخبرة التي يحتاجها القارئ لتحسين قدرته على الفهم القرائي.(نتيجة للنقطة السابقة لأن من عرف الداء استطاع وصف الدواء )
4- صياغة أسئلة سليمة تتناسب و النتيجة أو الهدف من القراءة,
( فالقراءة التحليلية ستركز على الأسئلة الاستنتاجية, والقراءة الناقدة ستطرح أسئلة في المستوى النقدي و هنا نستطيع القول إننا فعلا نستفيد من القراءة حيث سيبتعد القارئ النقدي عن الأسئلة الحرفية المباشرة –على سبيل المثال-)
بعد أن تنتهي من قراءة هذا الدرس تفضل بإجراء اختبار مستوى الاستيعاب ..
بعدها الاختبار التطبيقي

 (كما يمكنك الآن إعادة اختبار التهيئة ومقارنة النتيجة قبل و بعد لتقيس بنفسك مقدار النمو المعرفي لديك حول هذا الموضوع )




الاستراتيجيات الستة الأفضل لفهم واستيعاب النصوص:

1. الربــــط (Making Connections):

الربط

يخلق القراء روابطهم الخاصة مع النص، والتي هي إما أن تكون مع:

– أحداث حياتهم الخاصة (النص مع الذات)

– نصوص أخرى (النص مع نص آخر)

– حدث في العالم (النص مع العالم)

وفي هذه الاستراتيجية يستخدم القارئ معارفه الخاصة لتساعده على فهم النص مستخدماً هذه الطريقة في التفكير :

يذكرني هذا النص بما قرأته في ……. لأنه….. (ربط النص مع نص آخر)

يذكرني هذا النص بما حدث لي عندما…… لأنه….. (ربط النص مع الذات)

يذكرني هذا النص بما سمعته عن …….. لأنه…….. (ربط النص مع العالم)

نموذج للتدريس:

أنا والكتاب: يصنع الطلاب عمودين مع تسميتهما أنا/ الكتاب. أثناء القراءة يضيف التلاميذ التفاصيل التي يجدون فيها تشابهاً ما بين النص وحياتهم الخاصة.

2. التنبــــؤ (Predicting):

التنبؤ

في هذه الاستراتيجية يستخدم القراء النص أو الصور أو خبراتهم السابقة في التنبؤ بما هو لاحق في القصة أو النص قبل قراء النص أو أثناء القراءة، مع مراعاة تعديل فهمهم أولاً بأول في حال جاءت توقعاتهم مخالفة لما هو موجود في النص.

نموذج للتدريس:

مخطط قبل/بعد: يوضع في المخطط خانتين بعنوان قبل القراءة/بعد القراءة، ويكتب التلاميذ توقعاتهم قبل وأثناء القراءة في خانة قبل، ثم بعد القراءة عليهم إما أن يؤكدوا صواب توقعاتهم أو أن يرفضوها في خانة بعد.

3. التساؤل (Questioning):

التساؤل

في هذه الاستراتيجية يضع القراء أسئلتهم واستفهاماتهم الخاصة حول النص ويجيبونها بأنفسهم من خلال قراءة النص، مما يعمِّق فهمهم له. يمكن لهذه الأسئلة أن تكون من قِبل القارئ نفسه أو حتى من قبل زميله أو الأستاذ.

أمثلة لبعض الاستفهامات:

أتساءل لماذا.. كيف لهذا أن يحدث…

ما الرابط..

من.. ماذا.. أين.. متى..

نموذج للتدريس:

التساؤل:  باستخدام أوراق الملاحظات اللاصقة (post-it notes) يضع التلاميذ تساؤلاتهم الخاصة حول النص، وم تقدم القراءة كلما يعثر أي منهم على إجابة لأيٍّ من هذه التساؤلات يقوم بإزالة الورقة اللاصقة.

4. المراقبة (Monitoring):

المراقبة

في هذه الاستراتيجية يتوقف القارئ أثناء القراءة ليتحقق من ترابط الأحداث، ويعرف متى يختل المعنى.

نموذج للتدريس:

الترميز: أثناء القراءة يقوم الطلاب بوضع رموز باستخدام الأوراق اللاصقة، بحيث تعبر كل منها عن عبارة من الآتي:

أفهم النص

لا أفهم النص

توليت الأمر بنفسي (اعتمدت على الحدس والتوقع)

5. التصوُّر (Visualizing):

التصور

يضع القارئ هنا صورة ذهنية لما في النص. مهارة التصور من أفضل المهارات فهي تمنح النص حياة، وتفعِّل كل الحواس وتحفز الخيال والإبداع. التصورات التي قد تنشأ في ذهن القارئ يمكن أن تكون مثل:

أرى ما أقرأ.. أشعر بما أقرأ..

وكأنه فيلم يعرض في عقلي..

أصنع صوراً في ذهني أثناء القراءة..

نموذج للتدريس:

اقرأ وارسم: أثناء القراءة يرسم الطلاب تخيلاتهم حول النص، ثم في مجموعات يقومون بمشاركة ما رسموه ويتناقشون حول تفسير كل رسم وأسباب اختيارهم لهذا التصور.

6. التلخيص (Summarizing):

التلخيص

يتعرف القراء على أهم الأفكار في النص ويعيدون صياغتها بأسلوبهم الخاص. عادةً ما ينشأ لديهم هذا النوع من التفكير:

أغلب النص كان يدور حول…

يحاول الكاتب إخبارنا أن…

أهم التفاصيل كانت…

تعلمت من النص أن…

نموذج للتدريس:

الكلمات المفتاحية (Keywords): يقوم الطلاب بتمييز الكلمات التي يظنون أنها محورية أو كفتاحية لفهم النص، ثم تكتب هذه الكلمات في أوراق لاصقة وتلصق في الصفحة أثناء القراءة. بعد القراءة يغلق الطلاب الكتاب ويستخدمون ما كتبوه في الأوراق اللاصقة لعمل ملخص للنص.

والآن بعد أن أصبح لديك فكرة عن هذه الاستراتيجيات.. هل يمكنك أن تشاركنا أفكارك التدريسية الخاصة؟؟ كيف تقوم بتطوير هذه المهارات لدى طلابك؟؟؟

استراتيجيات الفهم القرائي
"غياب المرجع العلمي التنظيري"

(1) تَختلف إستراتيجيات المفردات عن إستراتيجيات الفهم القرائي في عدَّة أشياء؛ منها استناد إستراتيجيات المفردات إلى ظواهر لغويَّة، وصبُّ إستراتيجيات الفهم القرائي في نهر تنمية الفِكر والتفكير.


كيف؟
إنَّ ظاهرة الحقل الدلالي تستند إليها إستراتيجيات "مفاتيح السياق" و"شبكة المفردات" و"خريطة الكلمة"، وظاهرة "المشترك اللفظي" تَستند إليها إستراتيجية "المعاني المتعددة"، وباب النَّعت تستند إليها إستراتيجية "الصفة المضافة، والمثال واللامثال التي تنتمي إلى الصِّفة الملائمة والصفة غير الملائمة"، وعلم الاشتقاق تَستند إليه إستراتيجية "عائلة الكلمة".

وقد سبق تناول ذلك الملحظ في مقال "الفلسفة اللغوية لإستراتيجيات المفردات"؛ لذا تَنفرد هذه الإستراتيجيات بعضها عن بعض من دون تداخل ولا لبس ولا اختلاف بين المعنيِّين بالأمر، باستثناء إستراتيجية "المعاني المتعددة"، التي يُخطئ فيها كثيرون كما بيَّنتُ في مقالي "أوهام بعض المعلمين في بعض إستراتيجيات القرائية" بإيراد كلماتٍ متعدِّدة لا معاني متعددة لكلمة واحدة، على عكس إستراتيجيات الفهم القرائي.

كيف؟
إنَّ استراتيجيات الفهم القرائي تَستند إلى طرق التدريس ونظريات التعليم والتعلُّم؛ كما بيَّنتُ في مقال "القرائية.. تعليم ذو معنى مزيد من البنائية وما وراء المعرفة"، وتتغيَّا تنمية التفكير؛ لذا يَحدث التداخل بين بعض إستراتيجياتها.
مثل ماذا؟

مثل: "المراقبة الذاتية" و"التوقع من خلال الموضوع أو النص".
كيف؟

(2) قبل كتابة هذا المقال غيَّرتُ تقنية الكتابة المعتادة في هذه السلسلة المقالاتية القرائية.

كيف؟
في المقالات السَّابقة كان التفكير يبدأ بالخاطرة، ثمَّ تبدأ مرحلة الاحتضان والتخمُّر، ثمَّ يكون البناء، كل هذا في الذِّهن والنَّفس، أمَّا في هذا المقال فقد استطلعتُ آراءَ المهتمِّين قبل البدء في تسطيره في استبانة صغيرة مكوَّنة من سؤالين اثنين يتَّصلان بالموضوع اتصالاً مباشرًا.

لماذا؟
لأنَّ القرائية إلى الآن تخلو من كتابٍ تحليليٍّ تنظيري جامع لإستراتيجيات القرائيَّة يكون مرجعًا عند الاختلاف بين المهتمِّين؛ لذا صمَّمتُ استطلاعًا جزئيًّا من سؤالين عرضتُهما في مجموعات القرائية على الـ FACEBOOK التي تربو على الأربعين مجموعة، وعنونتُه بـ"القرائية.. أسئلة تفاعلية"، وأدرجتُ سؤالين يلزمان البدء.

ما هما؟
س1: (إن استعرضنا إستراتيجيات الفهم القرائي، وجدنا "إستراتيجية التوقع من خلال الموضوع أو النص" و"إستراتيجية المراقبة الذاتية"، وإيرادهما بهذه الصورة يوهِمك بالفرق بينهما، وأنَّهما ليسا شيئًا واحدًا؛ فهل هما شيئان؟ وإن كانا كذلك فما الفرق العلمي بينهما؟).

س2: (أيوجد كتاب يَشمل إستراتيجيات القرائية بمختلف مستوياتها صادِر عن وزارة التربية والتعليم أو الأكاديمية المهنية للمعلمين؟ أم أنَّ المتاح هي الأدلَّة الإرشاديَّة التعليميَّة وأدلَّة المدربين وأدلَّة المتدربين فقط؟ وإن لم يوجد فهل ترى وجوب إصداره جبرًا لقصور عدم وجوده؟ أم ترى أنَّ الأمر لا يستحقُّ إصدارَ كتابٍ وتعميمه؟).
وجاءت إجابات السؤال الأول مختلفة جد الاختلاف.
كيف؟

(3) ربط بعض من أجابوا إستراتيجية "المراقبة الذاتية" بإستراتيجية "التعلم التعاوني"، وجعلوها صورةً من صوَر التعلُّم التعاوني، على الرغم من أنَّ العنوان يحتوي كلمة "الذاتية" التي تخرج عن نطاق التعلُّم التعاوني.


وقال البعض الثاني: "المراقبة الذاتية" يَحدث فيها ما يحدث في القرآن الكريم عندما يُرتَجُ على القارئ فيعود إلى الوراء فيَقرأ كلمة أو كلمتين ليتذكَّر، ويحدث ذلك في النصوص وما يتَّصل بالحفظ.

أمَّا "التوقع من خلال النص أو الموضوع"؛ فهو توقُّعُ أحداث، ثمَّ متابعة القراءة لمعرفة صِدق التوقُّع من عدمه..

وقال البعض الثالث: "المراقبة الذاتية" هي أن يَنتهي التلميذ من قِراءة فقرة، فيسأل نفسَه: ماذا فهمت؟ وما الذي لم أفهمه؟ ولماذا لم أفهمه؟ وعندما ذكرت له أنَّ ما قاله يتطابق وإستراتيجية "KWL"، قال: هما واحد، وعندما أعدت عليه: آلمراقبة الذاتية KWL؟ لم يجب.

وقال هذا البعض عن "التوقع من خلال النص أو الموضوع": توقع أحداث...، ولمَّا سألتُه: أتختص بالقصَّة؟ قال: نعم.

وقال البعض الرَّابع بقول البعض الثالث من دون ذكر KWL، ولما قلت له: أليس ما يحدث من خلال التوقع مراقبة أيضًا؟ سكتَ وتوقَّف.

(4) ماذا يعكس السابق؟

يعكس عدم استقرار صورة محدَّدة لإستراتيجيتَي "التوقع من خلال النص أو الموضوع، والمراقبة الذاتية " عند المعنيِّين، فهل حدث مع السؤال الثاني ما حدث مع السؤال الأول؟
نعم.

كيف؟
قال البعض: نعم، وجود هذا الكتاب ضرورة، وقال البعض الثاني: لا؛ الأدلَّة الإرشادية تكفي.


ولمَّا قلتُ له: الأدلَّة الإرشادية تكفي المعلِّم المنفِّذ، فهل تكفي المعلِّم الذي يرى أنَّ من حقِّه أن يعرف ويعلم؟ رجع عن رأيه، ونطق البعضُ الثالث بما في نفسي من أنَّ عدم وجود هذا الكتاب يعدُّ احتكارًا للعلم لا يؤتي إلاَّ ما يؤكِّده المقال من اللبس.