-->
أكاديميّة إبراهيم رشيد لتسريع التعليم والتعلم وصعوبات التعلم والنطق أكاديميّة إبراهيم رشيد لتسريع التعليم والتعلم  وصعوبات التعلم والنطق
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

التربيـة الإيجابيـة وكيف تكون والدًا أو أمًا إيجابيا؟ فأنا لا أستطيع أن أفهم ابني، فهو لا يريد الاستماع إلي أبدًا.وأهم أنواع العقوبات الفعالة مع الأطفال الصغار



أكاديميّة إبراهيم رشيد النمائية 
لتأهيل المعلمات والأمهات وتعليم القراءة الذهنية وللاستشارات والتدريب
ابنتك ... ابنك .. لا يقرأ .. لماذا ؟ سيقرأ بإذن الله ... يمكنكم الاتصال
 00962799585808 .. أو رسالة على الواتس
 منهجية   إبراهيم   رشيد   للهرمية   القرائية   والكتابية   والحسابية 
 المفكر التربوي :   إبراهيم رشيد:اختصاصي صعوبات التعلم النمائية الديسبراكسية
 والنطق وتعديل السلوك  لمدة تزيد عن ثلاثين سنة عملية علمية تطبيقية 
الخبير التعليمي المستشار في   صعوبات التعلم النمائية والمرحلة الأساسية ورياض الأطفال وغير الناطقين باللغة العربية
رؤيتي الشخصية للتعليم كفن القيادة والشطرنج كتجربة حياة
ومهارة القراءة والكتابة والإملاء والرياضيات والصعوبات النمائية
أنا إبراهيم رشيد معلم أفتخر بتدريس أطفال صعوبات التعلم
والطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وطلبة المرحلة الأساسيّة الدنيا والعليا
وتأهيل الأمهات والمعلمات لكيفية التعليم والتعامل مع الأطفال 
I am Ibrahim Rashid teacher I am proud to teach children Learning Disabilities
بحمد ومنة من الله
 عدد مشاهدي صفحتي التربوية المجانية النمائية الأولى
أكثر من سبعة ونصف مليون  7:500:000  
ومتوسط الدخول اليومي للموقع من خمسة إلى سبعة آلاف يوميًّا
والشهري من 150 ألف، لغاية 200 ألف متابع
لكيفيّة تعليم وتعلم الأطفال
 والتعامل معهم ضمن منهجيتي الخاصة للهرمية القرائية من خلال الموازنة العمودية والأفقيّة 
 يمكنكم الضغط على الرابط وضعه على المفضلة وعمل مشاركة له لتعم الفائدة على الجميع بإذن الله .
                                 http://www.ibrahimrashidacademy.net/
...  وننتظر اقتراحاتكم  حول المواضيع التي تهم
 الطلبة الموهوبين والعاديين والموهوبين ذوي صعوبات التعلم النمائية وذوي القدرات الخاصة. 
Ibrahim Rasheed
Expert educational consultant Learning difficulties
and speech and basic stage internationally accredited from Canada



التربيـة الإيجابيـة
تمهيد :
     مما لا شك فيه أن تربية الأطفال من المهام الصعبة والمخيفة التي تواجه الآباء، فالكثير من الآباء يتخوفون من الأوضاع الحالية في كل أنحاء العالم من تفشي الجريمة والعنف وفقدان براءة الأطفال. أصبح الأطفال هذه الأيام أكثر ذكاء، ويعرفون المساومة من أجل نيل أي شيء يريدونه، فربما يجادلك طفلك الصغير مثل الشخص الراشد وهو مازال في عمر الخمس سنوات. وهذه التحديات تصعب مهمة الآباء لتربية أبناء يتحلون بمكارم الأخلاق من نزاهة وتهذيب وأمانة، وزرع كل القيم الفاضلة التي يتمنون أن تكون لدي أبنائهم. وبما أن التربية مهمة صعبة، فقد اجتهد العلماء لعدة عقود لإيجاد أفضل السبل التي من شأنها أن تكون أكثر فعالية في التربية. وقد أدت هذه البحوث إلى النهج المعروف باسم "التربية الإيجابية".

فلسفة التربية الإيجابية:
تفترض فلسفة التربية الإيجابية أن الطفل يولد على الفطرة، وبالاحترام والرعاية والمحبة والتوجيه يمكن أن يصبح خلوقًا ومسؤولاً وناجحًا عند الكبر. والتربية الإيجابية هي مزيج من العطف والحب والتفاهم والحماية.

طرق التربية الإيجابية:
هنالك طرق مختلفة للتربية الإيجابية، ولكن المفهوم يبقى هو الأسلوب نفسه وإن تباينت الأساليب، وهو أن تمنح طفلك حبًا غير مشروط، وتوفر له الرعاية التي من شأنها أن تزيد من ثقته بنفسه وترسخ فيه الاعتداد بالذات. وفي دراسة أجريت في أستراليا شملت 26 مدرسة لتقييم فعالية برنامج التربية الإيجابية بين طلاب المدارس الابتدائية، أظهرت النتائج تقلص عدد الأطفال الذين لديهم مشاكل في السلوك وزيادة كبيرة في مهارات التبليغ عن الذات مقارنة مع الأطفال الذين لم يشتركوا في البرنامج.

فوائد التربية الإيجابية:
للتربية الإيجابية فوائد عديدة، فمن خلال خلق بيئة وسلوك إيجابي في المنزل فإن طفلك سوف:
- يشعر بمزيد من الثقة.
- يزداد الاعتداد بالذات لديه.
- نمو رابطة مع الوالدين مبنية على الثقة والاحترام.
- يتعلم التعاطف والشعور بالأمن.

ما أفضل وقت للبدء؟
يشير معظم الخبراء إلى أن السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل هي أفضل الأوقات للبدء نظرا لأثرها في نمو طفلك. 
     في هذه السنوات ينمي طفلك قدراته الفكرية والعاطفية والاجتماعية. سيتعلم إعطاء وتقبل الحب، ويتعلم حب الاستطلاع والإصرار على التعرف على الأشياء الغريبة، ويحتاج طفلك إلى كل هذه الصفات ليبني علاقات اجتماعية ويعيش حياة منتجة وسعيدة.


أساليب تساعد على تربية الأولاد بطريقة سليمة
      على الآباء اختيار الكلمات المناسبة التي لا تُلحق بالأطفال أذىً عاطفياً أو معنوياً ولا تقلل من ثقتهم بأنفسهم
الهدف من التربية أن نساعد الطفل لينمو نموّاً سليماً ونبني شخصية قادرة تتمتع بالإحساس والالتزام والاهتمام، وتتبوأ مكانها في المجتمع، مستخدمين أساليب تربوية فعّالة بحيث تغرس سلوكاً حسناً ولا تدمرهم عاطفياً.
يتعلّم الأطفال ما يجربونه ويتعلمون من أية كلمة تلتقطها أَسماعهم، لذلك فعلى الآباء اختيار الكلمات المناسبة وغير الغاضبة التي لا تُلحق بالأطفال أذى عاطفياً أو معنوياً ولا تقلل من ثقتهم بأنفسهم، بل تلك التي تعزز إيمانهم بقدراتهم وقيمهم الذاتية.

قال توماس مان الحائز على جائزة نوبل للآداب
       "إن الحديث هو الحضارة نفسها". 
مع ذلك فبإمكان الكلمات أن تؤدي إلى التوُّحش كما بإمكانها أن تؤدي إلى التحضُّر، بإمكانها أن تجرح كما بإمكانها أن تُشفي، لذا يحتاج الآباء إلى لغة الحنان، اللغة التي تتقبلها النفس بمحبة، وتحتاج هذه اللغة إلى كلمات تنقل المشاعر، واستجابات تغير الأَمزجة، عبارات تشجع النوايا الحسنة، إجابات تجلب التبصُّر، وأجوبة تشع بالاحترام، إن العالم يخاطب العقل، والأهل يتكلمون بحميمية أكثر، إنهم يتخاطبون مع القلوب عندما يتبنون لغة من الاهتمام، تكون حساسة لاحتياجات الأطفال ومشاعرهم، إن ذلك لا يساعد فقط على تطوير صورة إيجابية عن أنفسهم تكون واثقة ومطمئنة لكنها تعلمهم أيضاً معاملة والديهم باحترام واعتبار.

     عموماً ليس من السهل استبدال طريقتنا المعتادة بالكلام بلغة الاهتمام، ولكن عندما يبذل الآباء جهدهم بالاستجابة لأولادهم بتعاطف تكون النتائج مجزية، خصوصاً عندما يلمس الأولاد فيه الفرق ويتعلمون أن يتكلموا بنفس الطريقة.

     ولا يستطيع الأَولاد اختيار عواطفهم، فهم مسؤولون عن كيفية ووقت تعبيرهم عنها لا يمكن احتمال التصرُّف غير المقبول، إنه من الصعوبة بمكان أن نحاول إجبار الأولاد على تغيير سلوكهم غير المقبول.

    ويحتاج الآباء أن تتولد لديهم قناعة بعدم جدوى التذمُر والضغط، فالتكتيكات القسرية تُنتج التذمر والمقاومة فقط، الضغط الخارجي يستدعي المجابهة، يستطيع الآباء أن يؤثروا على أولادهم عن طريق الاستماع لوجهات نظرهم وزجهم بحل مشكلة ما، أكثر مما يستطيعون ذلك عن طريق محاولة فرض إرادتهم عليهم.

      كما ويحتاج الأولاد إلى تعريف واضح للسلوك المقبول وللسلوك غير المقبول، إنهم يجدون من الصعب عليهم أن يتصرفوا حسب دوافعهم ورغباتهم بدون المساعدة الأبوية، عندما يعرفون الحدود الواضحة للسلوك المسموح به، فإنهم يشعرون بأمان أكثر.

     ومن الأسهل بالنسبة للأهل أن يضعوا القواعد ويصّرحوا عن الممنوعات، أن يضعوا الحدود من أن يطبقوها، يميل الآباء ليكونوا مرنين عندما يتحدّى الأولاد هذه القواعد، يريد الآباء لأولادهم أن يكونوا سعداء، عندما يرفض الأهل أن يسمحوا لأولادهم بكسر القواعد، فيُحتمل أن يحمل الأولاد والديهم على الاعتقاد بأنهم غير محبوبين ومذنبين.


    ويحتمل أن يرغب الآباء بوضع أولويات لقواعدهم لأن قواعد كثيرة تكون صعبة التنفيذ وهم يحاولون حصرها بأقل عدد ممكن.


ما هي التربية الإيجابية للطفل وكيف تكون تربيتنا لهم ايجابية؟
تفترض فلسفة التربية الإيجابية أن الطفل يولد على الفطرة، وبالاحترام والرعاية والمحبة والتوجيه يمكن أن يصبح خلوقًا ومسؤولاً وناجحًا عند الكبر. والتربية الإيجابية هي مزيج من العطف والحب والتفاهم والحماية وتهدف التربية الإيجابية إلى تنمية مهارات الأطفال والتحكم بسلوكياتهم بطريقة بناءة وغير مؤذية وتطوير مهاراتهم.
الوالدين بحاجة إلى ان يكونوا متواجدين لأطفالهم وهذا لا يعني البقاء مع الطفل طوال الوقت ولكن يكونوا متواجدين عندما يكون الطفل بحاجة الى مساعدة
ساعد طفلك على التعلم عن طريق تشجيعه للخوض في التجارب بنفسه.
التشجيع والاهتمام الايجابي يحث الطفل على التعلم ومعرفة احتياجات غيرهم ويتعلمون ضبط النفس ­ عندما يستخدم الوالدين اساليب التأديب (وليس الضرب) بشكل حازم يتعلم الاطفال تحمل مسؤولية تصرفاتهم,
التأديب الحازم يستدعي توحيد ردة الفعل من قبل الوالدين٬ و التصرف مباشرة عندما يسئ الطفل التصرف وتعليم الطفل التصرف بطريقة صحيحة
البعض يتوقع من اولاده ان يكونوا مثاليين٬ لا تتوقع من طفلك ان يكون مثالي فجميع الاطفال يرتكبون أخطاء، ومعظمها غير متعمد
القسوة الشديدة من جانب الوالدينُ تنِّمي لدى الأطفال صفة الكذب تجنبًا لأي عقاب٬ كما تخلق شخصية عدوانية متمردة
الحماية المفرطة للطفل من قبل الوالدين تؤدي إلى عدم ثقته

قدر قيمة اللعب: اللعب هو عمل الأطفال. اللعب مهم لجميع جوانب تنمية الطفل، ويعتبر وسيلة طبيعية لتعلم الأطفال، وأمر أساسي في تكوين علاقة إيجابية بين الطفل والوالدين. وقد قال عمر بن الخطاب لاعب ابنك سبعا .. وأدبه سبعا .. وصاحبه سبعا.


ما هي أسس التربية الإيجابية؟
تربية الاطفال تربية حسنة يبقى الهاجس الاكبر عند الاباء، فالكثير من الاباء يتخوفون من الاخبار التي اصبحت تنقلها لنا وسائل الاعلام عن الانحراف العنف والجريمة…ويودون لو يكبر ابناءهم بطريقة سليمة تجعل منهم عناصر فعالة في المجتمع.
تعد التربية الايجابية 
      من المناهج التربوية التي اصبحت أكثر تداولا في السنوات الاخيرة، ويقصد بهذا المفهوم الجديد مجمل الاساليب المنمية لمهارات الطفل وسلوكاته، بطريقة بناءة اذ توفر التربة الإيجابية بیئة آمنة تسمح له بان يكبر على ركائز صحيحة.

الفرق بين التربية الايجابية والتربية التقليدية 
      هو ان هذه الاخيرة تنبني على اساليب قمعية وإجبارية تلغي شخص الطفل، في حين التربية الايجابية تزرع في الطفل قيمة الانضباط الذاتي التي تجعله يتصرف بشكل سوي دون ان يكون مراقب، فسلوكه صادر عن قناعة شخصية.
يشير الدكتور عبد الهادي الكاسمي إلى ان هذا النهج التربوي يعتمد اساسا على اسلوب الحوار، التواصل والانصات الفعال. غير ان على الاباء الحرص على عدم الخلط بين الحوار والاستشارة فان كان أحد الابناء سيقدم على عمل لا يستلطفانه يجب عليهم ابداء رفضهم للفكرة والعمل على اقناعه بأسباب رفضهم له، فان لم تنجح المحاولة يجب عليهم فرض مجموعة من الشروط على الابن.

التربية الايجابية تعزز ثقة الطفل بنفسه، تعلمه الاعتماد على ذاته، كما انها توطد الاواصر بينه وبين والديه وتجعل العلاقة الرابطة بينهم مبنية على الثقة والاحترام.

كيف تكون والداً أو أماً إيجابيا؟
تقول الدكتورة تانيا بايرون، الاختصاصية البريطانية الشهيرة في تنمية الطفل
     أن "الأبوة والأمومة لا تعني عمل الشيء الصحيح دائما، بل أن يستطيعوا التعايش مع صعوبات الحياة، والوقوع في الخطأ، والشعور بالقلق وقلة السعادة، ولكن بالرغم من كل هذا يكون لديهم إيمان قوي وراسخ بأن الأمور سوف تتحسن بمرور الوقت فقد صنعوا الرابطة والعلاقة الايجابية مع طفلهم لذلك باستطاعتهم أن يتعايشوا مع كل الأوضاع وبثقة كبيرة".
لتكون إيجابيا، أنت بحاجة إلى الثقة بنفسك وفهم طفلك. فالإيجابية لا تعني التساهل، ولكن يجب أن تكون هناك حدود لا ينبغي للطفل أن يتجاوزها.
نهج الانضباط في الإيجابية لا يعني البحث دائما عن السلبيات، ولكن البحث عن سبل لجعل الأمور إيجابية، وتعلم كيفية التفاوض واقناع أطفالهم بطريقة أكثر فعالية.
تذكر دائما أن التربية مهمة صعبة، وبما أن لكل طفل خصاله الفريدة، لا توجد طريقة واحدة مبسطة للتربية وليس هناك أي خطأ أو صواب.
كل الطرق التي يختارها الآباء لديها مميزاتها، وتحدياتها والأمر يرجع إلى الوالدين لاختيار الوسيلة التي من شأنها تربية الطفل. وبمزيد من الحب والعطف والاحترام، ستكون النتائج مذهلة، ويجب أن نتذكر أن الطريق طويل وملئ بالتحدي والصعاب، وقد يكون هنالك الكثير من الأيام المحبطة، كما ستكون هناك أجمل وأحلى الأيام.

التربية الإيجابية: 
8 مبادئ بسيطة تصنع شخصية عظيمة

إن من أهم الأهداف الإنسانية هو الشعور بالانتماء والتأثير
ألفريد أدلير
هذه المقولة هي المبدأ الأساسي 
     في نظرية التربية الإيجابية التي صاغها أدلر وتلميذه دريكرز وكانت الأساس الذي طورت من خلاله «جين نيلسن» أبحاثها في مجموعة كتبها عن «التربية الإيجابية» والتي كانت نبراسا للعديد من الآباء والمربين والمعلمين حول العالم، إن التربية الإيجابية تهتم بعدة مهارات مثل الفاعلية في العلاقات والتأثير في الحياة والانضباط الذاتي والقدرة على التحكم في النفس وفهم المشاعر الشخصية، كما تحث على كل ما ينمي المشاعر الإيجابية لدى الطفل وينحي المشاعر السلبية جانبا، 
وفيما يلي تلخيص لمبادئ التربية الإيجابية وفقا ل«جان نيلسن».

1. الاحترام المتبادل
وتتلخص مبادئ الاحترام المتبادل بين الآباء وأبنائهم على الموازنة بين نموذج الحزم واللطف، فالحزم يكون باحترام الكبار واحترام متطلبات الموقف واللطف يكون باحترام الطفل واحتياجاته. إن الأطفال يرتاحون أكثر في البيئة التي تحكمها قوانين أو مبادئ واضحة يحترمها الجميع، إن القوانين يجب أن يشارك في وضعها الأطفال كما يجب أن تطبق على الكبار كما الأطفال وهذا يصنع احتراما متبادلا وثقة كبيرة في الأبوين، ويجنبك الكثير من الجدل والغضب الناتج عن الحزم في المواقف الصعبة.

أيضًا من أهم مسببات الاحترام ثقافة الاعتذار من الأبوين عند الخطأ، فهي تؤكد للطفل أنه طرف فاعل في المعادلة لا مجرد مفعول به، وتشعر الطفل بأنك إنسان مثله يخطئ ويصيب مما يجعله يحاول إصلاح أخطائه بطريقة فاعلة بدلا من الحلول الإرضائية، فقط عامل طفلك بلطف وكن مقرا لمشاعره ولكن بحزم فيما يتوافق مع مصلحته ومصلحة الأسرة والقوانين الخاصة بها، إن أهم ما يوضح هذا المبدأ كما تقول جان نيلسن هو مقولة : «أنا أحبك، ولكن لا» وهذا ردا على رغبة الطفل في فعل تصرف لا يناسب المصلحة العامة.

2. فهم عالم الطفل
إن طفل الثانية من العمر ليس عنيدا ولكنه يبحث عن الاستقلال ، وطفل التسعة أشهر ليس فوضويا ولكنه يرضي شغفه لاستكشاف ما حوله ، وطفل الرابعة ليس كاذبا ولكنها مرحلة الخيال ! إن الثقافة التربوية هي التي ترشدك لتلك المعلومات ،إن معرفة مراحل تطور الطفل النفسية والبدنية تجنبك الكثير من الصدامات مع الطفل الذي يمر بمراحل نمو حساسة لها متطلبات محددة قد يسيء فهمها الوالدان نظرا لنقص معلوماتهما حولها.

فعلى سبيل المثال الطفل في العام الأول من حياته يبحث عن الثقة والأمان ، فكلما ألصقته الأم بها في الشهور الأولى من عمره ، كلما كان أقدر على الاستقلال عنها بعد ذلك لأن الاستقلال سينبع من ركيزة قوية يشعر بها وهي الأمان، وهذا بالطبع على عكس ما قد يعتقده البعض خطأ في عدم حمل الطفل الدارج والاستجابة السريعة له عند البكاء حتى لا يعتاد ذلك.

3. الإنصات الفعال ومهارات حل المشكلات
التعاطف مع الطفل هو من أهم مبادئ التربية الإيجابية،  وهو ما تسميه جان نيلسون أحيانا «التواصل قبل التصحيح»، إن هذا التواصل له قواعد منها الاستماع الجيد وإظهار التعاطف بتعبيرات الوجه ونبرات الصوت ومشاركة الطفل مشاعره وأفكاره عند الحاجة، وعدم إصدار الأحكام ، وتوصيف مشاعره ومساعدته في فهمها مما يجعله يستطيع التعامل معها لاحقا ، مثل: «يبدو أنك شعرت بالظلم!».

كما أنه من المفيد مساعدة الطفل على إيجاد حلول تنبع من نفسه لا من والديه ، وذلك بطريقة الأسئلة لا بطريقة التوجيه المباشر ، كأن تقول: «هل ترى أن الغضب حل مشكلتك؟ كيف تحب أن تواجه تلك المشكلة في المرة القادمة؟»، إن مثل هذه الأسئلة تجعل الطفل يدرك أبعاد الموقف وأحقيته في مشاعره مما يجعل من السهل عليه إيجاد حلول لما يواجهه من مشكلات بمفرده لاحقًا.

4. التشجيع بدلا من المدح
إن التشجيع هو أحد وسائل التهذيب القيمة جدا، والمقصود بالتشجيع هنا هو تشجيع الفعل الحسن لا مدح الطفل ، كأن تقول: «لقد أصبحت ماهرا في حل هذه المسألة»، لا أن تقول: «أنت عبقري!» إن الاكتفاء بإصدار تعبيرات التفهم، مثل: «مممم، أرى أنك منهمك في عملك»، تؤدي على المدى البعيد آثارا أفضل بكثير من مدح الطفل المستمر بصفات غير ملازمة له.

سيؤدي ذلك إلى مشكلة كبيرة تتلخص في أن الطفل سيبحث دائما عن حافز خارجي لفعل التصرف الصحيح، وستكبر هذه المشكلة معه مما يجعله شخصا يعتمد على غيره حتى يشعر بالرضا النفسي والإنجاز، وقد ينتج عنه شخص منافق يسعى لإرضاء غيره بفعل مالا يقتنع به. أما مدح الفعل فإنه يشجع الطفل على تعلم المزيد وهو يشعر بثقة في نفسه وقدرة على الإنجاز ، ومن مشاكل المدح أيضا أن توقفك عنه و قيامك بالذم وقت الفعل الخاطئ يوصل شعورا للطفل بأن حبك له مشروط بإنجاز الفعل الصحيح، مما يشعره بعدم الأمان في علاقته معك.

5. فهم الاعتقاد خلف السلوك
إن لكل سلوك ظاهري للطفل (خاصة السلوكيات السيئة) أفكار داخلية راسخة نشأ عنها هذا السلوك ، فمثلا رد الفعل الغاضب الدائم من الطفل – الذي قد يبدو انتقاما – قد يكون سببه الشعور بالإحباط الناتج عن انتقاد الطفل الدائم من الأبوين ، هذه الرغبة في إظهار شخصية قوية قد تخبئ خلفها شخصية هشة ضعيفة لا تشعر بالأمان.

إن التربية الإيجابية تحث على تغيير المعتقدات بدلا من التركيز على تغيير السلوك الظاهري لكي لا يكون التغيير مؤقتا قبل أن يعود السلوك للظهور، فاختيار الحلول الفعّالة على المدى البعيد يثمر عنه تغيير المعتقدات ومن ثم تغيير السلوكيات الخاطئة واستبدالها بسلوكيات أفضل، فنوبات الغضب مثلا هي سلوك سلبي ينتج عن طفل يشعر بالإحباط، قد يكون الحل الفاعل على المدى القريب هو أن تعطيه كل ما يريد – أي أن تقوم برشوته- حتى يهدأ، وحينها سيتكرر الفعل دائما طلبا للمزيد، بينما الحل الفاعل على المدى البعيد هو أن تخبره بأنك تقر مشاعره ورغبته في الفعل ولكنك لا تستطيع الاستجابة له الآن حتى يهدأ أو تتغير الظروف، وحينها سيتعلم السيطرة على رغباته وتهدئة نفسه بنفسه.

6. العواقب لا العقاب
أسلوب «العاقبة» من أنجح طرق التهذيب وهو أن نجعل لكل تصرف خاطئ عاقبة تتناسب معه هي بمثابة نتيجة مباشرة ومنطقية له، كأن تكون عاقبة إساءة استخدام الألعاب (تكسيرها مثلا) هو أخذها بعيدا مع الإشارة لأسباب هذا التصرف منك – وأن تخبره أنها متاحة حين يود استخدامها استخداما جيدا -بدلا من العقاب البدني أو اللفظي أو حتى النفسي – كالتجاهل أو وضع الطفل في ركن العقاب – فكل هذه الطرق تفاقم الأمور وتنتج شخصية مشوهة أما ساخطة أو متمردة أو منسحبة أو ترغب في الانتقام، وكلها نتائج سلبية لا يود الأبوين الوصول إليها بالطبع.

على عكس أسلوب العاقبة التي يتبعها تفسير منطقي مما يجعل اعتراض الطفل عليها – إن وجد – اعتراضا مؤقتا يتبعه قناعة بأن هذا التصرف من والديه كان حكيما وعادلا، أما التساهل فإنه – على عكس المتوقع – يجعل الأطفال الذين لديهم حرية مطلقة في صنع ما يفعلون بدون إرشاد وتوجيه، لا يشعرون بالأمان لأن القوانين تعطي إحساسا باهتمام الوالدين ومسؤوليتهم تجاه الأطفال.

7. التركيز على الحلول بدلا من اللوم
الطفل عندما يخطئ يسيطر عليه الشعور بالذنب والعجز ، ولومك له يزيد داخله هذا الشعور ولا يجعله يحسن التصرف في المرة القادمة، إن الطفل ينتظر منك أن تشركه في اقتراح حلول للمشكلة الناتجة عن خطأه ، مما يعزز عنده مهارات حل المشكلات ويرسخ عنده الثقة في قدرته على تجاوز الأزمات على المدى البعيد ، إن الصراخ وكثرة اللوم لن تغير السلوك بل ستؤدي إلى طفل محبط ينتقص من نفسه ولا يحب سماعك في المرات القادمة لأنك تزيد مشاعره السلبية تجاه نفسه، وأسوأ ما يمكن أن يفعله الآباء هو قولبة أطفالهم بصفات قد تصبح لصيقة بهم مع تكرارهم لها مع كل خطأ، كأن يخبر الوالدان الطفل أنه «مهمل» أو «فاشل» أو «لا يحسن التصرف أبدا» فهذه القولبة عواقبها وخيمة.

8. الأطفال يتصرفون بشكل أفضل عندما يشعرون بشعور جيد
تقول جان نيلسن : «إن الطفل سيء السلوك هو طفل ينقصه التشجيع»، وهناك عوامل أخرى تساعد في جعل شعور الطفل جيدا ، مثل تقدير أفكاره وشكره على مجهوداته واجتماعات الأسرة الدورية والاجتماعات الخاصة بالطفل وأحد والديه التي تناقش ما يمر به الطفل ويشغل فكره ، ومجرد العناق الصامت!


      إن هذه البيئة للتربية الإيجابية ينتج عنها تعليم الطفل مهارات الحياة والمهارات الاجتماعية لبناء شخصية سوية وفعالة ، مثل الاحترام وحل المشكلات والاستقلالية والتعاون ومراعاة شعور الآخرين، وكل هذه المهارات تلزم مناخا جيدا يشعر فيه الطفل بأهميته كفرد فاعل مؤثر ومشارك فيما حوله.

10 مقترحات للتربية الإيجابية
تقترح الرابطة الأميركية لرعاية الطفولة والجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال مجموعة من النصائح للتعامل مع الأطفال في إطار التربية الإيجابية،
وفي ما يلي 10 مقترحات:
1- قدر قيمة اللعب: اللعب هو عمل الأطفال. اللعب مهم لجميع جوانب تنمية الطفل، ويعتبر وسيلة طبيعية لتعلم الأطفال، وأمر أساسي في تكوين علاقة إيجابية بين الطفل والوالدين. وقد قال عمر بن الخطاب لاعب ابنك سبعا .. وأدبه سبعا .. وصاحبه سبعا.
2- تحدث مع طفلك واستمع له.
3- من المهم أن تنظر إلى طفلك، وأن تلمسه بلطف عند التواصل معه.
4- حاول ألا تكون سلبيا مع طفلك، تجنب الانتقاد وتعلم الثناء علي طفلك عندما يتصرف بإيجابية. بكل تأكيد تحدث مع طفلك عندما يرتكب خطأ، ولكن أتح له الفرصة لتصحيح خطأه.
5- كن مصدر المعلومات الأول لطفلك. شجعه علي طرح الأسئلة ، سيعلمه هذا طرح أسئلة عندما يكبر. ومن خلال الإجابة على أسئلة طفلك بالصدق والصراحة، يمكنك إنشاء علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين.
6- تعلم كيف ينمو الأطفال وتعرف علي خصال طفلك الفريدة. وعندما يتعلق الأمر بطفلك، فالخبير الحقيقي هو أنت. قدر خصوصية طفلك. وادعم اهتمامات ومواهب طفلك.
7- حاول قضاء بعض الوقت مع كل من أطفالك كل يوم.
8- لا تتردد في الثناء علي خصال أطفالك المتفردة، وتجنب مقارنتهم، أو معايرتهم لماذا لا يكونون مثل شخص آخر.
9- عد أسرتك للنجاح. ضع مجموعة من القواعد والحدود، هذا سيساعد طفلك الشعور بالأمان ومنع تطور الأمور من أن تصبح خارج نطاق السيطرة.
10- انتبه لنفسك.
إذا كنت متعبا، مريضا أو بمزاج سيء لا يمكنك أن تكون والدا جيدا.
حدد وقتا لأنشطة الأسرة. الشعور بالانتماء يتعزز عندما تقوم الأسرة بأنشطة مشتركة.
علم طفلك الفرق بين الصواب والخطأ.
فهم الطفل للصواب والخطأ يتطور ببطء بداخله.

أساليب التربية الأسرية السلبية والإيجابية.
أساليب المعاملة الوالدية:
       تعرف أساليب المعاملة الوالدية بأنها "تلك الأساليب التي يتبعها الوالدان في معاملة أبنائهما أثناء التنشئة الاجتماعية والتي تحدث التأثير الإيجابي أو السلبي في سلوك الطفل من خلال استجابة الوالدين لسلوكه"
        كما تشير " إلى كل سلوك يصدر عن الأب أو الأم أو كليهما ويؤثر على الابن وعلى نمو شخصيته سواء قصد بهذا السلوك التوجيه والتربية أو غير ذلك"
أولاً: أساليب المعاملة السلبية:
          وهي تلك الأساليب التي يتبعها الوالدان 
وتتضمن نماذج غير سوية في معاملة الأبناء وتشمل أساليب المعاملة التالية:
1.   التسلط:
ويعني "فرض النظام الصارم على الابناء من قبل الوالدين معتمدين على سلطتهما وقوتهما"
2.   الحماية الزائدة:
وهي المغالاة في المحافظة على الابناء والخوف عليهم لدرجة مفرطة وممارسة المهام التي يكلفون بها.
  3.  التذبذب في المعاملة:
"ويعني اختلاف المعاملة من موقف لآخر قد يصل في بعض الأحيان إلى درجة التناقض في مواقف الوالدين"
 4.  القسوة والنبذ:
"ويشير إلى ممارسة العنف مع الأبناء والإيذاء النفسي أو البدني، وحرمانهم من الإحساس بالرعاية الوالدية وإشعارهم بأنهم غير مرغوب فيهم"
   5.    التفرقة في المعاملة:
"ويتضمن هذا الأسلوب عدم توخي المساواة والعدل بين الأبناء في المعاملة، ويكون هناك تمييز في المعاملة"
 6.   التساهل والتدليل الزائد:
ويعني هذا الأسلوب الإذعان لمطالب الأبناء وتلبيتها حتى ولو لم تكن واقعية"
ثانياً: أساليب المعاملة الإيجابية:
            وتشير إلى "ذلك النشاط المعقد والذي يتضمن العديد من السلوكيات والتصرفات الإيجابية، والتي تعمل على إحداث تأثير إيجابي على سلوكيات الأبناء وتصرفاتهم الظاهرة"
        كما تشير إلى أساليب المعاملة التي يتبعها الوالدان ويشعر الابن في ظل هذا النوع من الأساليب بالدفء والحب والاستقرار العائلي، وتتاح له الفرصة من خلال اتباع الوالدين لهذه الأساليب في المعاملة النمو الاجتماعي والنفسي السليم، الذي يساعده على التوافق مع الآخرين سواء في محيط الأسرة أو مع البيئة الخارجية.

وتشمل أساليب المعاملة التالية:
1. الضبط التربوي:
"ويتميز بالضبط المعتدل الذي يعطي تفسيرات للقواعد التي ينبغي اتباعها في مواقف الحياة المختلفة"
 2. منح الاستقلال الذاتي:
"ويعني منح الابن قدراً من الحرية لينظم سلوكه بدون تدخل دائم ومتسلط من الوالدين"




استراتيجيات التربية الإيجابية :
استراتيجيات التربية الإيجابية تشكل بدائل عملية عن اللجوء للعقاب وهي بدائل ووسائل تبني الشخصية المتميزة التي يطمح لها كل مربي ..
وهي خطوات عملية ومتكاملة فيما بينها يمكن استعمالها في الحياة الأسرية بشكل تلقائي وفي الأحوال العادية ..وتصبح ضرورة في حالات الأزمات الطارئة بين الأطفال والوالدين لاسيما أثناء لجوء الأبناء لسلوكيات مقلقة ومزعجة أو مرفوضة شرعا وعرفا .

ومن استراتيجيات التربية الإيجابية :
1- استراتيجية مكافأة السلوك الإيجابي
2- استراتيجية الإنصات الفعال
3- استراتيجية ( والآن )
4- استراتيجية تعلُّم المرونة من خلال مواقع الإدراك
5- استراتيجية الوفاق الوالدي
6- استراتيجية التربية بالحب
7- استراتيجية التعامل الإيجابي مع كلمة ( لا )
8- استراتيجية التركيز على حل المشكلة - قاعدة عزل الفعل عن الفاعل
9- استراتيجية الحاجة للقبول
10- استراتيجية الحاجة إلى الطمأنينة
11- استراتيجية انتقاء الكلمات الإيجابية للطفل


خطوات التربية الإيجابية د. مصطفى أبو سعد

‏       إن استعمال المربي لاستراتيجيات التربية الإيجابية ولا سيما الأخيرتين والآن !
 ثم لماذا ؟ تؤدي إلى تجاوب وتواصل وتفاعل بين المربي والأطفال..
وتكتمل قوة هذه الخطوات باستراتيجية الإنصات الفعال..

إن الإنصات الفعال غير الاستماع، ويعني الاستماع باهتمام وبكل الجوارح ومن خلال ملامح الوجه ولغة الجسم والرسائل ا لإيجابية التي يبعثها المنصت الإيجابي للمتكلم ..
الإنصات الفعال يعني اهتماما بما يريد الطفل التعبير عنه.. وتعني اهتماما إيجابيا بالرسائل الخفية للطفل.. وهو طريق لتجاوز الحالات المتوترة بين الوالدين والأبناء.. وكلما مورس الإنصات الفعال كلما عرفت العلاقات الأسرية انحسارا وتقلصا للحالات المتشنجة..

إن مفتاح الإنصات الفعال يكمن في الرسائل غير اللفظية وفي الاتصال غير الشفوي الذي يرسله الأب لابنه.. من خلال الابتسامة ولغة الجسم وملامح الوجه ونبرات الصوت المعبرة عن الحنان والمحبة والود التي تنبعث بين الفينة والأخرى معبرة عن موافقتك وتفهمك لما يقوله الابن..

خمس خطوات للإنصات الفعال:

1- اربط علاقة تواصل بين عينيك وعيني ابنك وتفادى أن تشيح وجهك عن ابنك، فإن ذلك يوحي بقلة اهتمامك بما يقوله وقلة اعتبارك لشخصه..

2- اجعل ثمةعلاقة اتصال واحتكاك جسدي مباشر من خلال لمسة الحنان وتشابك الأيدي والعناق ووضع يدك على كتفيه.. فإن ذلك يوطد العلاقات المبنية على المحبة ويسهل لغة التواصل العاطفي وييسر التفاهم ويفتح لدى الطفل أجهزة الاستقبال للرسائل التربوية الصادرة من الوالدين..

3- علق على ما يقوله ابنك وبشكل سريع دون أن تسحب الكلام منه..مبديا تفهمك لما يقوله من خلال حركة الرأس أو الوشوشة الميمية بنعم أو ما شاء الله.. مما يوحي لابنك أنك تتابعه باهتمام فتزيد طمأنينته..

4- ابتسم باستمرار وأبد ملامح الاطمئنان لما يقوله، والانشراح بالإنصات له مع الحذر من تحسيس الطفل بأنك تتحمل كلامه على مضض أو أنه مضيع لوقتك ولا تنظر للساعة وكأنك تقول له لا وقت لدي لكلامك..

5- متى ما وضحت الفكرة وتفهمت الموقف عبِّر لابنك عن هذا وأعد باختصار وبتعبير أدق ما يود إيصاله لك.. لتعلم ابنك اختصار ما يريد قوله وفن التعبير عن مشاعره وأحاسيسه..والدقة في التعبير..وتقلل بهذا من احتمالات الملل بينكما..

      إن الإنصات الفعال لا يكتمل إلا من خلال الاتصال غير اللفظي الذي يطمئن الابن ويعيد له توازنه النفسي..ويقضي بالتالي على مقاومة الطفل للرسائل التربوية الصادرة عن الآباء..
إن الأطفال عادة ما يعاندون ويبدون مقاومة لرغبات الوالدين..والطريق السليم لامتصاص هذه المقاومة هو تخصيص وقت للإنصات الفعال للطفل.. فكلما تحدث الابن ووجد قبولا واهتماما كلما ضعفت المقاومة السلبية لديه وقل عناده..
- خصص وقتاً للإنصات الفعال: إن الإنصات الفعال خطوة ضرورية في التربية الإيجابية لا غنى للمربي عنها..فكما أننا نخصص أوقاتا لشراء ما يحتاجه أبناؤنا، ووقتا للاهتمام بصحة أبدانهم ونظافتها فكذلك نحتاج تخصيص وقت للإنصات لهم مهما قل هذا الوقت..
إن خمس دقائق ينصت فيها الأب لابنه قد تجعله يتفادى تضييع ساعات طويلة في معالجة مشكلات ناجمة عن قلة التواصل أو مناقشة حالة توتر..
- خمس دقائق لا غير !!
خمس دقائق لا أهمية لها عند عامة الناس..وليس صعبا أن يخصصها الأب يوميا لابنه.. خمس دقائق كل يوم تنمي الحوافز الإيجابية لدى ابنك وتغرس لديه الدوافع التي تزود سلوك الإنسان بالعمل الصالح وملء الوقت بما ينفع دنيا وآخرة.. إن خمس دقائق مخصصة للطفل تعني تمتع الأب بوقت كبير لقضاياه الأخرى.
إن تخصيص خمس دقائق للطفل تعني أنك تود التواصل مع ابنك وتحاول فهمه وتفهم حاجاته ورغباته وأنك تشعر به.. وقبل هذا وذاك تعني أنك تتقن فن الأخذ والعطاء.. وتمهد قلوب الأبناء وبصيرتهم للإنصات الفعال.. وبمعنى أوضح أنك تقوي الذكاء الوجداني لديهم المعروف لدينا بالبصيرة..

انصت لأبنائك ليحسنوا الإنصات لك..
- فن الاستماع : وصفة أخلاقية ومهارة ضرورية..
-المرجع: العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية. ستيفن كوفي-.
في حياتنا، ومنذ صغرنا نتعلم كيف نتصل مع الناس الآخرين بالوسائل المتعددة، الحديث والكتابة والقراءة، ويتم التركيز على هذه المهارات في المناهج المدرسية بكثافة، لكن بقيت وسيلة اتصالية لم نعرها أي اهتمام، مع أنها من أهم الوسائل الاتصالية، ألا وهي الاستماع.

لا بد لكل إنسان أن يقضي معظم حياته في هذه الوسائل الاتصالية الأربع، الحديث، الكتابة، القراءة، والاستماع، لأن ظروف الحياة هي التي تفرض هذا الشيء عليه.

والاستماع يعد أهم وسيلة اتصالية، فحتى تفهم الناس من حولك لا بد أن تستمع لهم، وتستمع بكل صدق، لا يكفي فقط أن تستمع وأنت تجهز الرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث، فهذا لا يسمى استماعاً على الإطلاق، في كتاب ستيفن كوفي العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية، تحدث الكاتب عن أب يجد أن علاقته بابنه ليست على ما يرام، فقال لستيفن:
      لا أستطيع أن أفهم ابني، فهو لا يريد الاستماع إلي أبدًا.
فرد ستيفن: دعني أرتب ما قلته للتو، أنت لا تفهم ابنك لأنه لا يريد الاستماع إليك؟
فرد عليه: -هذا صحيح-.
ستيفن: دعني أجرب مرة أخرى أنت لا تفهم ابنك لأنه -هو- لا يريد الاستماع إليك أنت؟
فرد عليه بصبر نافذ: هذا ما قلته.
ستيفن: أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له.
فقال الأب: أوه -تعبيراً عن صدمته- ثم جاءت فترة صمت طويلة، وقال مرة أخرى: أوه!
إن هذا الأب نموذج صغير للكثير من الناس، الذين يرددون في أنفسهم أو أمامنا: إنني لا أفهمه، إنه لا يستمع لي! والمفروض أنك تستمع له لا أن يستمع لك!
إن عدم معرفتنا بأهمية مهارة الاستماع تؤدي بدورها لحدوث الكثير من سوء الفهم، الذي يؤدي بدوره إلى تضييع الأوقات والجهود والأموال والعلاقات التي كنا نتمنى ازدهارها، ولو لاحظت مثلاً المشكلات الزوجية، عادة ما تنشأ من قصور في مهارة الاستماع لا سيما عند الزوج، وإذا كان هذا القصور مشتركاً بين الزوجين تتأزم العلاقة بينهما كثيراً، لأنهم لا يحسنون الاستماع لبعضهم البعض، فلا يستطيعون فهم بعضهم البعض، الكل يريد الحديث لكي يفهم الطرف الآخر! لكن لا يريد أحدهم الاستماع!!
إن الاستماع ليس مهارة فحسب، بل هي وصفة أخلاقية يجب أن نتعلمها، إننا نستمع لغيرنا لا لأننا نريد مصلحة منهم، لكن لكي نبني علاقات وطيدة معهم.

أساليب التربية الإيجابية

أساليب التربية الإيجابية تساعدك لتنعم بالسلام والهدوء مع أطفالك.
 أساليب تساعدك على زيادة السلوكيات الحسنة، وتقليل السلوكيات المزعجة، ووضع الحدود للسلوكيات غير المحتملة. 
أساليب تساعدك على تغيير الطريقة التي تستجيب بها لأطفالك.

المبدأ الأساس
       هو أن الأطفال يحتاجون إلى انتباه والديهم لهم. فإن أنت لم تنتبه لسلوكيات طفلك الحسنة، فإنه سيقوم بسلوكيات سيئة ويكتشف أن ذلك هو أسرع طريق لجذب انتباهك له، حتى وإن كان الانتباه سلبياً مرتبطاً بالعقاب والصراخ.

أساليب التربية الإيجابية 
      تبين لك، متى وكيف تستعمل هذا الأسلوب أو ذاك مع طفلك، 
إنها أساليب قائمة على احترام شخصية الطفل والسلطة الحازمة.

وتهدف أساليب التربية الإيجابية
       إلى تركيز الانتباه على سلوكيات الطفل الحسنة، بالثناء عليها وتشجيعها، وإلى تجاهل أو عقاب سلوكيات الطفل المزعجة وغير المحتملة، ليتم تعديلها أو تقويمها.
      الحسن منها نعززه والسيء منها نعدله. وهذا يساعدنا على تنشئة أطفال سعداء ومتميزين، ولديهم تواصل فكري مع والديهم.

من أمثلة سلوكيات الطفل الحسنة، 
      أن يرتدي ملابسه لوحده، وأن يتعاون مع أخيه، وأن يجمع ألعابه، وأن يساعد أمه في ترتيب الغرفة.. ومن أمثلة سلوكيات الطفل المزعجة أو غير المحتملة، البكاء، والتشاجر مع الإخوة، والصراخ، ورفض ارتداء الملابس، ونوبات الغضب..

أساليب التربية الإيجابية، 
      تجعلك تنتبه لسلوكيات أطفالك الحسنة بالثناء والتشجيع والتعاون وتقديم الخيارات، وأيضاً بالتفاوض والحل الوسط والاتفاق المشروط. 
       كما أن أساليب التربية الإيجابية تجعلك تضع الحدود للسلوكيات المزعجة وغير المحتملة، ليس بالانتباه السلبي لها، بل بالاستبعاد المؤقت والتجاهل والتحذير وتكرار الأوامر والتصعيد.

ويمكننا أن نصنف أساليب التربية الإيجابية إلى صنفين، هما:
 أساليب الانتباه الإيجابي، 
وأساليب وضع الحدود.

1– أساليب الانتباه الإيجابي

عادة أنت لا تفكر في الثناء على طفلك وهو يلعب بهدوء مع أخيه، أو وهو يجمع ألعابه.. لكن إن هو ضرب أخاه أو استخدم الصراخ كوسيلة لتلبي طلبه، فإنك تسرع لمعاقبته وتلقينه درساً. عندما تنتبه إلى السلوكيات غير المرغوبة أكثر من انتباهك إلى السلوكيات المرغوبة، فإنك تكون بذلك تدرب أطفالك على السعي لنيل العقاب (شكل من أشكال لفت الانتباه)، بدلاً من السعي لنيل الثواب (شكل آخر من أشكال لفت الانتباه). وكلما نال طفلك انتباهاً إيجابياً قل سعيه نحو نيل العقاب.. فما هي أنواع أساليب الانتباه الإيجابي؟

أسلوب الثناء أو المدح

المبدأ الأساسي لأسلوب الثناء أو المدح هو أنك تنتبه لسلوك طفلك المرغوب فيه (مثلاً، جمع ألعابه ووضعها في الصندوق المخصص لها. ابتسمت له وقلت شكراً لك)، فأنت بطريقتك هذه تجعل سلوك طفلك هذا يميل إلى الزيادة، نظراً لارتباطه بارتياحك وتقبلك، ومن ثم يعمم هذا النوع من السلوك ليشمل أنواع أخرى من السلوكيات المشابهة (مثلاً، يساعد الأم في جمع الصحون من على المائدة، ويرتب غرفة نومه..). فأنت بالثناء تعطي انتباهاً إيجابياً، فتعزز السلوك ويسعى طفلك نحو تكراره.

معظم الآباء والأمهات اعتادوا على استخدام أساليب التوبيخ والانتقاد والصراخ لتصحيح أخطاء أطفالهم، أما أساليب الثناء والتشجيع للأعمال الجيدة فإنها تبدو غير مألوفة لديهم. فليس من السهل عليهم أن يجعلوا من الثناء عادة يومية رغم بساطته، وأهميته في دفع الطفل لتكرار تلك الأعمال.

هناك عدة شروط لا بد من توفرها عند ثنائك على الطفل ليكون أكثر فعالية، وهي:

– اثن على سلوك الطفل، لا على الطفل نفسه. على سبيل المثال: قل: «ساعدت أخاك في ترتيب الغرفة هذا جيد»، ولا تقل: «إنك ولد رائع». وقل: «رسمك متقن»، ولا تقل: «أنت فنان».

يتضح من المثالين السابقين: كيف أن الثناء المطلوب هو الذي يركزعلى تصرفات أو سلوكيات الطفل. عندما نمدح الطفل نفسه، فسيكون هناك عدة احتمالات، إما أن يكون مدحك معمماً أو مبالغاً فيه أو يتضمن مقارنة بعمل أطفال آخرين، مثلاً: «أنت رائع» أو «أنت منظم جداً» أو «أنت أشطر ولد في قسمه».

الأطفال بطبيعتهم الفطرية منطقيين وشديدو الحساسية للصدق، إن أثنيت عليهم أو مدحتهم بطريقة مبالغ فيها أو معممة.. فإنهم لن يأخذوا كلامك على محمل الجد. راقب نفسك في مثل تلك المواقف، ستلاحظ أن ثناءك كان سريعاً، ودون تركيز في تفاصيل عملهم. هنا سيشعر أي طفل أن ما قام به لم ينل اهتماماً منك، وأنك غير صادق فيما تقول له فهو ليس رائعاً ولا الأكثر اجتهاداً.. لكن عندما تركز على تفاصيل ما قام به وتعمل على تقييمه وتصفه، فرغم أن هذا سيتطلب وقتاً، إلا أن الثناء سيكون إيجابياً وفعالاً، وسيقول الطفل لنفسه، لقد اهتم بي ولاحظ تفاصيل ما قمت به. على سبيل المثال: «أرى أنك جاهز للنوم ارتديت البيجاما ونظفت أسنانك وجلست في سريرك تنتظرني لأحكي لك حكاية، أنا قادمة حالاً». الطفل هنا سيمتدح نفسه، ويثق في قدرته على تحمل مسئولية نفسه والاعتماد عليها.

– اثن على طفلك وشجعه أثناء قيامه بالعمل ليصبح أكثر تعاوناً، لاحظ الخطوات التي يخطوها نحو تحقيق المهمة. على سبيل المثال: يحاول هشام الاعتماد على نفسه ليرتدي ملابسه، أثناء قيامه بذلك والدته أثنت عليه بعد ارتدائه البنطلون، ثم قميصه، ثم حذاءه.. وأيضاً شجع طفلك ليكمل عمله، وذلك بأن تصف له الأشياء التي قام بها ومشيراً إلى ما تبقى له. على سبيل المثال: قالت والدة هشام، لقد ارتديت ملابسك وتناولت فطورك ولم يبق لك إلا تنظيف أسنانك. هنا سيجيب الطفل، سأفعل ذلك حالاً..
– ركز على وصف الأشياء التي قام بها الطفل، وليس على الأشياء التي لم يقم بها. فبدلاً من قول: «إنك إلى الآن لم تنظف أسنانك ولم تستعد للنوم»، هنا سيفهم الطفل أنه ليس بإمكانه الاعتماد على نفسه. من الأفضل قول: «لقد ارتديت بيجامتك ودخلت غرفتك لم يبق لك سوى أن تغسل أسنانك»، هنا سيقدر الطفل نفسه ويستعد لإكمال عمله.
– انتبه للغة جسدك أثناء ثنائك على طفلك. نبرة صوت قوية ملؤها الفرح والبهجة تعبر عن إعجابك، مصحوبة بابتسامة، وعينيك تنظر إلى عينيه وأنت تميل نحوه منحنياً إلى مستوى قامته.

– لغة الثناء أو الكلمات المستعملة يجب أن تكون بسيطة وقصيرة وواضحة، واذكر السلوك الذي أعجبك بالتحديد. مثلاً، شكراً لك يا سعيد لأنك قمت بأداء واجبك المدرسي وجمعت أدواتك في الشنطة.
– لا تربط الثناء على الطفل بأساليب السخرية أو بالملاحظات الانتقادية. على سبيل المثال: «تبدو اليوم هادئاً، لا كما كنت بالأمس منزعجاً وعصبياً». أو نهض الطفل من الفراش عندما رن جرس المنبه فقلت له: «صباح الخير لقد استيقظت مبكراً، لا كما كنت في الأيام السابقة تبقى نائماً إلى أن أوقظك».

– الثناء يعني أنك تركز على تصرفات طفلك الحسنة، ومن بينها، على سبيل المثال: بقاؤه لمدة نصف ساعة هادئاً، دون أن يثير مشاكل أو فوضى، إن لم تنتبه لوجوده وتثني عليه، فإنه قد يوم بتصرفات سيئة كاستفزاز أخيه، ليلفت نظرك ويحصل على انتباهك، حتى ولو كان انتباهاً سلبياً يناله بسببه العقاب. فانتبه لتصرفاته الحسنة.

بالثناء ننجح في تحقيق التعاون مع الأطفال ونحصل على نتائج إيجابية، وهي: إستخراج أقصى ما يمكن من سلوكيات الطفل الجيدة، فينمو إحساسه بالأمان والتقبل والثقة بالنفس، ويتحسن التواصل بين أعضاء الأسرة.

عند استخدامنا لأسلوب الثناء نركز دائماً على الجوانب الإيجابية من سلوك الطفل. ويتضمن الثناء، التشجيع والوصف واللمس والربت والابتسامة والمكافأة البسيطة كالملصقات والجوائز..

أسلوب حل المشكلات بالاجتماعات الأسرية
يستخدم أسلوب حل المشكلات، لإيجاد حلول لمشكلات معينة تتكرر يومياً وتخص طفلاً معيناً أو عدة أطفال، وتسبب توتراً بين أعضاء الأسرة. كمشاكل فترة ما قبل النوم، وفترة الاستيقاظ صباحاً والاستعداد للذهاب إلى المدرسة، ومشاكل عمل الواجبات المدرسية، والشجار بين الإخوة، والتعاون في تنظيم البيت وترتيبه.. ويتم التوصل إلى قواعد وحلول أو اتفاق من خلال التفاوض والحل الوسط بمشاركة الوالدين والأبناء، أو الوالدين وطفل معين.

يعمل الوالدان على التخطيط المسبق لهذا الاجتماع، وتحديد اليوم والمكان والتوقيت المناسب لعقده، والاتفاق على الخطوط العريضة والبنود التي ستناقش فيه بحضور الجميع.

ومن المهم أن يبدأ الأطفال بعرض أفكارهم فهم المعنيون بالأمر، ليثقوا بقدرتهم على تحليل المشاكل وإيجاد حلول لها، ويتعلموا مهارات حل الصراعات بطرق سلمية والتي هي شيء حتمي داخل العلاقات، وأيضاً مهارات الاستماع إلى الآخرين.

أهم الخطوات المطلوبة عند استعمال أسلوب حل المشكلات هي ما يلي:
– تحديد المشكلة التي هي موضوع الجلسة، ولنفترض أنها مشكلة الشجار بين الإخوة، وهي من المشاكل التي تنغص الجو العام للأسرة.
– يترأس الجلسة أحد الوالدين بحضور جميع الأبناء، وليكن الأب، لكن من المهم أن يتفق كل من الأب والأم، على الخطة وسير الجلسة ومضمونها.
– على الرئيس أن يستخدم نبرة صوت هادئة ومحايدة وحازمة، وأن يكون مستعداً لتجاهل أي محاولة لإلهائه من قبل الأطفال، باستخدامهم لأساليب التذمر أو المشاغبة.
– يبدأ الحديث بعرض المشكلة ببساطة وبوضوح وباختصار، على سبيل المثال، يقول الأب: الشجار الذي يحصل بينكم باستمرار (3 إخوة) والذي يجعلكم تستخدمون أساليب غير لائقة فيما بينكم كالضرب والسخرية والصراخ.. نرغب في أن نجد له حلاً بتعاوننا جميعاً.
– استمع أولاً إلى مشاعر الأطفال واحتياجاتهم، واكتب ملخصاً لتلك الأفكار، على سبيل المثال: يقول أحدهما أتشاجر مع أخي عندما يأخذ لعبتي دون إذني، ويقول آخر أشعر بالغضب عندما يدفعني أخي، وآخر يقول عندما أرغب في اللعب بلعبتي المفضلة يأتي أخي ويتحرش بي وهذا يزعجني، وأحدهم يقول أخي لا يسمح لي باللعب معه..

– على الوالدين أن يعبرا عن مشاعرهما تجاه الشجار الذي يحصل بين أبنائهما، على سبيل المثال: تقول الأم أشعر بالألم عندما أراكم تتشاجرون. ويقول الأب لا تعجبني الفوضى التي تعم أرجاء البيت أثناء شجاركم..
– شجع الأطفال على إيجاد حلول للمشكلة، الحلول التي تساعد على تقليل الخلاف الذي يحصل بينهم. واكتب تلك الأفكار دون تقييم أي منها، على سبيل المثال: يقول أحدهما إذا دفعني أخي أو ضربني أشكوه لكما، ويقول آخر نضع قانون يمنع الشجار، وآخر يقول ممنوع أن يأخذ أخي لعبتي دون إذني وإن فعل ذلك يعاقب من قبلكما..
– وأخيراً يتم من خلال التفاوض والحل الوسط التوصل للحلول المناسبة باتفاق الجميع، الوالدان والأبناء. على سبيل المثال: بدلاً من أن يضرب أخاه يطلب من أمه التدخل للمساعدة في حل المشكلة، ممنوع الضرب ومن يفعل ذلك يعاقب من قبل أحد والديه، تشجيع التعاون بين الإخوة بتقديم المكافأة والثناء.
– تتراوح مدة الاجتماع ما بين نصف ساعة إلى ساعة، ويتم الإعلان عن اجتماع آخر بعد أسبوع أو شهر لتقييم سير الخطة.

أسلوب حل المشكلات بالاجتماعات الأسرية مفيد وله نتائج إيجابية في معالجة المشاكل التي تتكرر يومياً مع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سن أربع سنوات. بمشاركة الأطفال يتم إيجاد حلول مميزة، وأيضاً مناقشة شكاويهم واقتراحاتهم، ومساهمتهم في تعديل القواعد أو وضع قواعد جديدة، وهذا يجعلهم يفهمون أنك تثق بهم وبقدرتهم على التفكير بطريقة فعالة وإبداعية، وبأنك تحترمهم، وبهذه الطريقة يتعلمون كيفية التعامل مع المشاكل، ويتعلمون طرق حلها.

أسلوب تقديم خيارات

أسلوب الاختيار هو تقديم خيارين أو ثلاثة للطفل ليختار إحداها. فالاختيار أسلوب يدل على المرونة في التعامل مع الأطفال من أجل تواصل أفضل، ويعطيهم شعوراً بأن لديهم القدرة على التحكم في حياتهم اليومية، ويحتم على التعاون، ويقلل من المواجهة عندما ترغب في أن يقوم طفلك بعمل ما.
من أمثلة الخيارات، أن تقول للطفل: هل تلبس البنطلون البني أم الأزرق؟ أو هل تشرب الحليب أم عصير الموز؟ يمكنك أن تضع الألعاب في الصندوق أو على الطاولة… فالخيارات كلها مناسبة بالنسبة لك.

أسلوب تقديم الخيارات يجعلك تراعي مشاعر الطفل، فأنت لا تتحدث إليه بأسلوب فيه تهديد، أي إما أن تفعل هذا من أجلي أو أن أفعل ذلك ضدك، فهذا أسلوب يثير عدائية الطفل، على سبيل المثال: رتب الغرفة وإلا ضربتك. أو اقفل التلفاز وإلا سأحطمه على رأسك.. تقديم الخيارات يتطلب منك أن تكون معه ولست ضده، فأنت تحترمه وتقدر مشاعره، وأي من الخيارات هو مناسب لك وله وغير مناف للقواعد المتفق عليها، على سبيل المثال: قد يكون ترتيبك لغرفة الجلوس متعباً، أيهما تفضل أن ترتب الغرفة بمفردك خلال 15 دقيقة، أم تساعدني في جمع الصحون من على الطاولة ثم أساعدك أنا في ترتيب الغرفة.

يشعر الأطفال بالارتياح عندما تسمح لهم بالتدخل في أخذ القرار بشأن طلبات أنت تريدهم أن يمتثلوا لها. ويصلح أسلوب تقديم الخيارات لجميع الأطفال على الخصوص للطفل العنيد.

أسلوب الاتفاق المشروط
يتفق أحد الوالدين مع طفله (أو أطفاله) على أن يقدم له شيئاً حسناً مقابل تصرف لائق يقوم به. على سبيل المثال: تقول أم لطفليها، عندما تلعبان مع بعضكما بهدوء سأسمح لكما بالخروج معي إلى الحديقة. أو تقول لطفلها: إن التزمت الأدب في المتجر سأشتري لك لعبة صغيرة من اختيارك.

كما يتضح، أنت تمنح طفلك امتيازاً مقابل أن يقوم بسلوك حسن، والامتياز عبارة عن شيء (مادي أو معنوي) يحبه الطفل ويتمنى الحصول عليه، قد يكون خروجاً إلى مكان ما أو اهتماماً منك به أو هدية ما.. ويمثل الامتياز حافزاً للطفل ليقوم بعمل ما، ويجب أن تقدمه في أسرع وقت ممكن.
ولكي تتحاشى أية خلاف بينك وبين الطفل خلال الاتفاق، يجب أن تحافظ على هدوئك، وتتجاهل حركاته الدالة على اللهو أو الاعتراض، وتثني على كل محاولة من محاولاته للقيام بالعمل المطلوب.

أسلوب التبليغ
يقصد بالتبليغ، كلاماً يقال للطفل بقصد تهيئته نفسياً للقيام بمهمة ما، وليتوقف عما يقوم به الآن. على سبيل المثال: «أريدك أن تغسل أسنانك خلال 10 دقائق من فضلك» أو «خمس دقائق وتذهب للنوم».. وإن لم يغسل الطفل أسنانه خلال 10 دقائق، أو لم يذهب للنوم بعد خمس دقائق، تعيد تذكيره بقولك: الأسنان من فضلك، أو لقد حان وقت النوم. إذا قال حسناً، قل له شكراً. وإذا لم يستجب الطفل للتبليغ، استخدم أساليب وضع الحدود.

أسلوب التبليغ له أهمية في تنبيه الطفل لما يجب أن يقوم به من عمل كي لا يفاجأ به، ويستعد له نفسياً، خاصة عندما يكون منهمكاً في عمل آخر. فأسلوب التبليغ يساعد الطفل ليكون متعاوناً، وبالتالي لا تضطر إلى استخدام أساليب وضع الحدود معه.

جدول لأفضل السلوكيات:
يتضمن جدول أفضل السلوكيات من 5 – 6 عبارات دالة على سلوكيات جيدة، وترغب في أن تصبح عادة لدى الطفل يمارسها يومياً في فترة لا تتجاوز 3 أسابيع.
ويساعد هذا الجدول على تقليل السلوكيات المزعجة، والانتباه للسلوكيات التي ترغب فيها، بالثناء عليها وتشجيعها في جو من التعاون والمرح. ويصلح هذا الأسلوب للأطفال من سن 5,3 إلى 12 سنة.

على سبيل المثال: في مواقف ما قبل النوم حيث يعاني الجو الأسري في كثير من الحالات من إزعاج الطفل بسبب عدم التزامه بالمطلوب منه. سأوضح جدولاً يناسب طفلاً في سن 4 سنوات، كالآتي:
يتضمن الجدول 5 عبارات، وهي: يغسل أسنانه. يلبس البيجاما بمفرده. يذهب إلى فراشه دون اعتراض. يستمع إلى قصة ما قبل النوم. يقول تصبحون على خير ويستعد للنوم.

تكتب العبارات على يمين الصفحة، ويكتب في أعلى الصفحة أيام الأسبوع من اليمين إليسار، بحيث يقابل كل عبارة 7 خانات. ويعلق الجدول في مكان ظاهر، على باب غرفة نوم الأطفال أو باب الثلاجة.
في كل يوم، وداخل الخانات ضع إشارة (+) أو ملصق (نجمة أو وجه سعيد) إن التزم بالسلوك الجيد، أو إشارة (0) إن لم يقم بالسلوك المطلوب. وفي نهاية كل يوم سجل عدد النقاط الحسنة بحضور الطفل واثني عليه. وفي نهاية كل أسبوع يمكنك أن تقدم له مكافأة بسيطة أو ميزة حسب عدد النقاط الحسنة.
أسلوب جدول لأفضل السلوكيات، يساعد الطفل ليمارس السلوكيات التي تحبها بشكل مرح ومتعاون.

أسلوب الكلمة المكتوبة
بهذا الأسلوب تعبر عما تريده كتابةً، ويصلح للأطفال من سن 6 – 7 سنوات. ويتم ذلك بكتابة عدة طلبات في ورقة وترغب من الطفل القيام بها، ويمكنك وضع صور أمام كل عبارة توضح للطفل معنى العبارة، وتعلق على باب الخزانة أو على باب غرفة النوم، ومن أمثلة العبارات: ضع الألعاب في الصندوق، اغسل أسنانك قبل النوم، ضع ثيابك المتسخة في سلة الغسيل.. إنها طريقة مفيدة، وتتضمن نوع من المرح والحيوية، خاصة مع الأطفال الذين لا زالوا في بداية عهدهم في تعلم القراءة.
لقد بينت أهم أساليب الانتباه الإيجابي وهي: أسلوب الثناء أو المدح، وأسلوب حل المشكلات بالاجتماعات الأسرية، وأسلوب تقديم خيارات، وأسلوب الاتفاق المشروط، وأسلوب التبليغ، وجدول لأفضل السلوكيات، وأسلوب الكلمة المكتوبة.

وأشير إلى أنه من الأهمية، بالنسبة للأطفال الصغار وعند ممارسة أساليب التربية الإيجابية، وضع نظام ثابت أو روتيني. تنظيم مواعيد ثابتة (مع بعض المرونة خاصة في فترات مرض الطفل أو نهاية الأسبوع والعطل) لأوقات وجبات الطعام والنوم والاستيقاظ والاستحمام واللعب ومشاهدة التلفاز.. فالروتين الثابت والانضباط أمر أساسي بالنسبة للطفل الصغير ولنظام الأسرة ككل.
فالطفل يكتسب المعلومات اعتماداً على التكرار وتوقع الأحداث، لذلك ممارسة المهام بشكل روتيني تمنح الطفل إحساساً بالراحة، وفي نفس الوقت ترسخ لديه عادات صحية تستمر مدى حياته.. على سبيل المثال: ينام الطفل في الساعة الثامنة مساءً ويستيقظ في الثامنة صباحاً، يشاهد التلفاز بعد العصر لمدة نصف ساعة، ويستحم وينظف أسنانه قبل النوم…

2– أساليب وضع الحدود
رغم أن الأطفال يعرفون أنهم سيعاقبون إن هم خالفوا القواعد، إلا أنهم لا ييأسون من محاولة اختبار تلك القواعد، بحثاً عن نقاط ضعف تمكنهم من مخالفتها، أحد أسباب نجاح المربي هي أنه لا يسمح لأطفاله بذلك.

أساليب وضع الحدود تبين لك كيف تتعامل مع طفلك عندما تصدر عنه سلوكيات مزعجة أو غير محتملة، بطريقة مناسبة لحجم الخطأ وقابلة للتنفيذ. إنها أساليب حازمة وعادلة ومنطقية، وتراعي مبدأ احترام شخصية الطفل.
وسأوضح فيما يلي أهم تلك الأساليب، وهي:

أسلوب العزل أو الاستبعاد المؤقت
يعتبر أسلوب الاستبعاد المؤقت عقاباً فعالاً، ويمكن استخدامه مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 12 سنة. والهدف من هذا الأسلوب هو إبعاد الطفل عن المجموعة لفترة قصيرة من الوقت، لمنحه مجالاً ليفكر بهدوء في الخطأ الذي ارتكبه وليعتذر عنه، وليفهم أن التصرف غير المقبول له عواقب.
إنه أسلوب يمنح كل منكما، أنت والطفل، فرصة لتجنب المواجهة المباشرة وتخفيف التوتر الناجم عن سلوك الطفل غير المحتمل في موقف ما.

إنه أسلوب بسيط وسهل، ويعتمد على عزل الطفل في مكان ما بعيداً عن أفراد أسرته، قد يكون كرسياً (أو قطعة من السجاد) موضوع في زاوية من زوايا إحدى الغرف ومخصص لعقاب الطفل، إنه مكان مفتوح وغير مقفل.
أسلوب الاستبعاد المؤقت غير مؤذ للطفل، ويجعله يفكر في الخطأ الذي ارتكبه، على سبيل المثال: ضرب أخته أو رمى بصحن الطعام على الأرض.. وبدلاً من الصراخ عليه وضربه، تلجأ لهذا الأسلوب لتخفيف حدة التوتر.

ويتم تطبيق هذا الأسلوب كالتالي:
– تحديد وقت الاستبعاد المؤقت، وأنسب توقيت هو دقيقة واحدة لكل سنة من العمر، أي إذا كان عمر الطفل 5 سنوات فالتوقيت المناسب هو 5 دقائق.

– عندما يبدأ الطفل في ممارسة سلوك غير مقبول حذره قبل أن تعاقب، انحن إلى مستوى طفلك وانظر إلى عينيه وقل له بصوت قوي وحازم أن تصرفه غير مقبول وعليه أن لا يكرر ذلك، فتعطيه فرصة ليفكر في سلوكه ويتحكم فيه.
– بعد 5 دقائق إذا كرر الطفل نفس التصرف أعد عليه التحذير بصوت حازم وأنت واثق من طلبك، قل له: لا تضرب أختك، إذا فعلت ذلك مرة أخرى سأستبعدك.
– بمجرد أن يعيد الطفل نفس التصرف غير المقبول خذه إلى المكان المخصص للاستبعاد، وأخبره بضرورة البقاء فيه لعدة دقائق حسب سنه.
– من المهم أن يعرف الطفل السبب الذي جعلك تعاقبه، فقبل أن يجلس في الزاوية اشرح له نوعية التصرف غير اللائق الذي قام به، وأنك ستعود إليه بعد دقائق ليعتذر لك.

– بعد أن يعتذر اشكره وقل له سامحتك.

– عندما تنتهي مدة الاستبعاد لا تلوم الطفل أو تلقي عليه محاضرة، وقل له ببساطة انتهت مدة العقاب، ودعه يعود إلى نشاطه والاندماج وسط العائلة. إذا رفض الخروج من الزاوية كطريقة للاعتراض، تجاهل الأمر لفترة، ثم اطلب منه أن يساعدك في عمل ما، كترتيب الصحون على المائدة بهدف إدماجه. لا تحاول الجلوس إلى جواره محاولاً مداعبته لينهض من مكانه، ولا تشعر بالذنب وتتصرف بناءً على ذلك.

ويعد الاستبعاد المؤقت أسلوباً فعالاً للحد من تصرفات الطفل غير المحتملة، لكن شرط أن يكون استعماله محدوداً كي لا يفقد تأثيره، فمرتين إلى ثلاث مرات في اليوم تعتبر كافية، ويمكنك استعمال أساليب أخرى للعقاب.

إذا رفض الطفل الاستبعاد المؤقت فما هي الخطة البديلة؟

ليس المطلوب منك أن تحمل الطفل لتضعه في زاوية الاستبعاد رغماً عنه، لذلك يجب أن يكون لديك خطة بديلة عندما يرفض الانصياع لك وهي: أساليب التجاهل أو تكرار الأوامر أو تقديم الخيارات. على سبيل المثال، قل له: يمكنك أن تجلس في الزاوية لمدة 7 دقائق أو تنتظر إلى أن يأتي والدك وتجلس في نفس المكان لمدة 10 دقائق. تجلس في الزاوية أو تُمنع من مشاهدة التلفاز الليلة.

أسلوب التجاهل
سلوكيات الطفل المزعجة والتي ترغب في الحد منها، كالبكاء والشجار مع الأخ والصراخ.. يمكنك أن تستعمل معها أسلوب التجاهل. فهو أسلوب يقلل من إمكانية حدوث تلك السلوكيات، لأنه يبين للطفل أن تصرفاته المزعجة لا تجذب انتباهك. ويجب أن تستعمل هذا الأسلوب بعد أن تكون قد استعملت أسلوب الاستبعاد المؤقت، فذلك يؤكد سيطرتك التامة على الطفل وعلى الموقف ككل.
المبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه هذا الأسلوب هو أن الأطفال يحتاجون انتباهك، وعندما لا تبدي انتباهك لسلوكهم في موقف ما، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير في تغيير سلوكهم. والتجاهل لا يكون عادة للطفل نفسه، بل لسلوكه.
يجد كثير من الآباء صعوبة في تجاهل سلوكيات أطفالهم المزعجة، فالأمر العادي لديهم هو أن يغضبوا. وأحد أسباب صعوبة التجاهل لديهم هو أن تربيتهم تمت من قبل أمهات وآباء كثيري التعليق والنقد والتوبيخ، وبالتالي هم يكررون دون شعور منهم نفس الأساليب التربوية مع أطفالهم. ففي كل مرة تستسلم أنت للغضب بسبب سلوكيات طفلك المزعجة، فإنك تعززها وترسخها لديه.

التجاهل يوصل للطفل رسالة تقول له فيها: سلوكك هذا لا يعجبني ولن أنتبه له طالما أنك مستمر في فعله. وعندما تثني بعد التجاهل على السلوك الذي ترغب في أن يحل محل السلوك المزعج لطفلك. في هذه الحالة، يكون التجاهل أسلوباً فعالاً لوضع الحدود. فبالتجاهل تقلل من سلوكيات الطفل المزعجة، وبالثناء توضح له السلوكيات التي تقبلها وترغب في أن تكون بديلاً عن تلك التي هي مزعجة.

على سبيل المثال، انتابت طفل نوبة من الغضب لأنه يرغب في ارتداء لباس معين، وأمه ترى أن ذلك اللباس غير مناسب للخروج. فقالت له: هذا اللباس غير مناسب فالجو بارد. لكنه استمر في الصراخ ولا يريد أن يتوقف. قالت له: لن أستمع إليك حتى تتوقف عن الصراخ، وفعلاً تجاهلت نوبة غضبه، إلى أن هدأ. فقدمت له اختياراً بين نوعين من الملابس كلاهما مقبول لديها فاختار إحداها، وهنا أثنت عليه. وبذلك تم حل الموقف دون أن تغضب الأم، كما أنها وضعت حداً لسلوكه المزعج.

عندما يشعر الطفل بقوتك وحزمك، أو عدم ترددك في التعامل مع سلوكياته المزعجة، وفي نفس الوقت يشعر باحترامك وتقبلك له كشخص، فإنه يميل إلى تغيير سلوكه إلى ما أنت ترغب فيه. وربما تستغرب من استسلام طفلك وهدوئه في مثل تلك المواقف.

كما ذكرت التجاهل يكون لسلوكيات الطفل وليس لشخصه،
فكيف يتم التجاهل؟.

       يأخذ التجاهل عدة أشكال، إما أن تغير الموضوع، مثلاً: الطفل يصرخ بإصرار راغباً في شيء ما وأمه تتجاهل صراخه لتقول له تعال ساعدني في حمل الصحون ووضعها على الطاولة. أو أن تكرر ما قالته له في نفس الموقف، مثلاً: قالت له أمه لن أستمع إليك حتى تتوقف عن الصراخ، وعندما استمر في صراخه أعادت عليه نفس العبارة، إنني لن أستمع إليك حتى تتوقف عن الصراخ. أو أن تصرف نظرك عنه وتركز في شيء آخر، مثلاً: تتجاهل صراخه وتبين له أنك تركز على برنامج تلفزيوني، وتنتظر إلى أن يهدأ لتثني عليه. أو تقول له بوضوح، أنك لن تستمع إليه إلى أن يهدأ.

التجاهل يعني
       أن تبعد وجهك وجسدك عن طفلك أثناء قيامه بالسلوك الذي لا ترغب فيه أنت، كما أنه يتضمن إخفاء مشاعر غضبك وإحباطك عنه. وفي نفس الوقت أنت لست غائباً عما يقوم به، لكنك تنتظر أن يُظهر سلوكاً جيداً لتثني عليه.

بالتجاهل تبين لطفلك أنك غير منتبه لسلوكه، لذلك يزداد السلوك المزعج لفترة قصيرة قبل أن يقل، لأن الطفل يبحث عن انتباهك، لكن استمر في تجاهلك ليقل السلوك الذي لا ترغب فيه. وبمجرد أن يبدي سلوكاً مرغوباً فيه اثني عليه، وبذلك تؤكد له أنك راغب في سلوك بديل للسلوك الذي تجاهلته، راغب في السلوك الحسن.

بلغة جسدك تعبر لطفلك عن تجاهلك لسلوكه غير المرغوب فيه. لا تنظر لعينيه، وابتعد بجسدك، واصنع على وجهك تعبيراً محايداً، فلا تبدي غضباً أو انزعاجاً، وكأنك غير موجود، واجعل تركيزك في اتجاه آخر. وعنما يتوقف عن سلوكه المزعج يتبدل كل شيء ويتجه تركيزك نحوه لتثني عليه.
 فالتجاهل لا يفيد إن لم يتبعه ثناء، إنه انتظار لسلوك ترغب فيه.

أسلوب إعطاء الأوامر
أسلوب إعطاء الأوامر من الأساليب الضرورية لوضع الحدود، ويهدف إلى إظهار رغبتك في أن يفعل الطفل شيئاً ما، أو أن يتوقف عن فعل شيء ما. على سبيل المثال: اغسل يديك قبل أن تأكل، أو توقف عن الشجار مع أخيك.

ولكي يتحقق الهدف من أسلوب إعطاء الأوامر، لا بد من توفر عدة شروط وهي:

عندما تأمر طفلك يجب أن تنظر إلى عينيه ليشعر بحزمك وجديتك، وتناديه باسمه، مثلاً: رامي اذهب للنوم. وعندما يكون إعطاء الأمر مكوناً من كلمة واحدة، فالأفضل أن تكون الكلمة اسماً وليس فعلاً، مثلاً، قل له: النوم أو الفوضى.. فالاسم سيدفع الطفل للتفكير في الأمر، فأنت وجهت انتباهه إلى المشكلة ليسأل نفسه بما يجب عليه أن يفعله، بينما عندما تقول له: نم أو اجلس، فأنت تخبره بما يجب عليه أن يفعله. ويجب أن يكون صوتك جاداً ومحايداً، أي بعيداً عن الغضب أو الاستهجان، فكلما كنت مسيطراً على الموقف كان أمرك أكثر فعالية. وابتعد تماماً عن إبداء ترددك أو ضعفك، فلا تستخدم طرق الرجاء أو الطلب، مثلاً، لا تقل: ألا تعتقد يا رامي أنه قد حان وقت النوم، أو أطلب منك أن تذهب للنوم.. إنها طرق غير حازمة أو قوية، قل: أريدك أن تغسل أسنانك الآن، أو الأسنان من فضلك. ولا تجعل أمرك غامضاً، بل اجعله واضحاً ومحدداَ، مثلاً، لا تقل: يجب أن تسمع كلامي، بل قل: اجمع الألعاب وضعها في الصندوق. ومن الأفضل أو تذكر للطفل السلوك الذي ترغب فيه، بدلاً من السلوك غير المرغوب فيه، مثلاً، قل له: اجمع الألعاب وضعها على الطاولة، فهنا أنت تخبره بما ينبغي عليه أن يفعله بالضبط. ولا تقل له: توقف عن الفوضى فالألعاب مشتتة في كل مكان، هذه العبارة تجعل إمكانية أن يكرر السلوك غير المرغوب فيه أكبر.

في كثير من الأحيان، يحتاج طفلك إلى أن تكرر أوامرك عليه ليمتثل لها، ولابد في هذه الحالة من أن تكرر أمرك بلهجة محايدة دون غضب. أسلوب تكرار الأوامر مفيد لمنع الجدال أو تحويل الانتباه، فالأطفال في أغلب الأحيان يرغبون في تحويل انتباهك عن ما تأمرهم به.

على سبيل المثال: قالت الأم: حان وقت عمل الواجبات يا فارس. يجيب فارس: أريد أن أرى فيلم كرتون. الأم: لقد حان وقت عمل الواجبات. فارس: لكنني أرغب في مشاهدة فيلم الكرتون. الأم: لقد حان وقت عمل الواجبات يا فارس. وهكذا بعد عدة محاولات والحصول على نفس الجواب، يقول فارس: حسناً توقفي يا أمي أنا مستعد لعمل واجباتي. فتجيب الأم: شكراً لك يا فارس، أنا قادمة لمساعدتك.

الأم في مثل تلك المواقف كانت حازمة وجادة، لم تغضب ولم تجادل ولم تبحث عن تبريرات لتؤكد لطفلها ضرورة إنجازه للواجبات. إنها كررت الأمر بطريقة واضحة وجادة، واضطر فارس في النهاية إلى الامتثال لأمرها.

في حالة أن استخدم طفلك أسلوب تكرار الأوامر مثلك، أو في حالة أن تجاهل أمرك، توقف أنت فوراً عن استخدامه وانتقل إلى أسلوب آخر من أساليب وضع الحدود، على سبيل المثال: قالت الأم: لقد حان وقت عمل الواجبات يا فارس. فارس: يعيد نفس العبارة، لقد حان وقت عمل الواجبات. هنا تتوقف الأم عن تكرار الأمر وتلجأ إلى أسلوب آخر، وهو أسلوب التحذير بالعقاب.
أسلوب التحذير بالعقاب
أسلوب التحذير بالعقاب هو من أساليب وضع الحدود، ويستخدم في حالة تجاهل طفلك لأمرك. وفي حالة استمراره في ممارسة نفس السلوك بعد تحذيره، يجب أن تعاقبه مباشرة.
على سبيل المثال: سعيد يلعب بالكرة في الصالون، قالت له والدته: سعيد العب بالكرة في حديقة المنزل من فضلك، سعيد تجاهل أمرها واستمر في اللعب داخل الصالون، أعادت عليه والدته نفس الأمر، فتجاهلها أيضاً، في المرة الثالثة حذرته بقولها: سآخذ منك الكرة لمدة 20 دقيقة إذا لم تخرج للحديقة، وعندما لم يهتم للتحذير نفذت العقاب. وفي حالة أن كرر الطفل نفس السلوك بعد عقابه، عليك أن لا تحذره بل تعاقبه في الحال.
من الأهمية أن تربط بين العقاب والسلوك غير المقبول بشكل مباشر، وأن يكون العقاب منطقياً وطبيعياً، على سبيل المثال: تشاجر سعيد مع أخيه، بعد التحذير عاقبتهما الأم بأن منعتهما من اللعب معاً لمدة نصف ساعة.

والسؤال الذي يمكن أن يُطرح، 
ما هي شروط العقاب؟ 
وما هي أنواع العقوبات الفعالة مع الأطفال؟.
العقاب هو خسارة لميزة تمثل شيئاً مهماً بالنسبة للطفل، والهدف منه هو وضع حد لسلوك الطفل غير المقبول، وليس تدميره، فليس عدلاً أن يحرم من لعبة مفضلة لمدة أسبوع أو أن يهدد بالحرمان من استعمال الدراجة.. فهناك شروط معينة للعقاب لكي يؤدي الهدف الذي وضع من أجله، وهي:
يجب أن يكون العقاب لفترة قصيرة، على سبيل المثال: الذهاب للنوم قبل الموعد المعتاد بربع ساعة، أو الحرمان من اللعب بالكومبيوتر لمدة ساعة، أو الجلوس بمفرده في غرفته لمدة نصف ساعة.. عندما يكون العقاب لفترة قصيرة فإنك تكون قد أعطيت الطفل فرصة ليصلح سلوكه ويعود لنشاطه من جديد، بينما عندما يكون العقاب لفترة طويلة كمنعه من مشاهدة التلفاز لمدة أسبوع، فإن ذلك يُشعره بالظلم، وأيضاً لا يمكنه الربط بين ما فعله من سلوك غير مقبول وبين العقاب الذي ناله. فأية عقاب تزيد مدته عن يوم يُعتبر ضياعاً لجهد للجميع.

العقاب الفعال يساعد الطفل على التحكم في نفسه وتغيير سلوكه، فهو يتضمن احتراماً لشخصيته، فلا وجود للضرب أو الصراخ أو اللوم والعتاب.. فالعقاب ينتهي بعد فترة قصيرة يفهم خلالها الطفل أن سلوكه غير مقبول، ويدرك ما هو مطلوب منه لتعديله، ويعود بعدها إلى الاندماج مع أفراد أسرته وإلى نشاطه بشكل مقبول.
وعندما تتخذ قراراً بمعاقبة الطفل يجب أن لا تتراجع كي لا يفهم من ذلك أنه بإمكانه الإفلات من عقابك، ليتصرف كما يحلو له دون احترام للقواعد، على سبيل المثال: منعته من اللعب بالكومبيوتر لمدة ساعة، لا تتراجع ظناً منك أنك بذلك ستكون مربياً طيباً أو محباً، بل العكس ستبدو غير حازم فتربك الطفل.

ويجب أن يكون العقاب مرتبطاً بالخطأ الذي قام به الطفل. فإن ضرب أخاه يتم عزله في غرفته لمدة نصف ساعة، وليس أن يُمنع من مشاهدة التلفاز لمدة نصف ساعة. وإن أصر على اللعب بالكرة في الصالون، تُسحب منه الكرة لمدة ساعة، وليس النوم قبل وقته المعتاد بنصف ساعة..
كما أن العقاب يجب أن يحدث في وقت قريب من حدوث سلوك الطفل المزعج وليس بعد يوم أو يومين، فإن شتت الألعاب في أنحاء الغرفة، ورفض جمعها في الصندوق المخصص لذلك، يُعاقب في نفس اللحظة باستعمال وسيلة الاستبعاد المؤقت لمدة 5 دقائق.
كما يجب أن يكون العقاب منطقياً مناسباً لسن الطفل الصغير، وليس قاسياً. ليفهم الطفل أنك تتقبله وتهتم به رغم سلوكياته المزعجة التي قد تتكرر، ويفهم أن هناك عواقب لتلك السلوكيات فيتحمل مسئولية أفعاله.

وأهم أنواع العقوبات الفعالة مع الأطفال الصغار هي:
– الحرمان من مشاهدة التلفاز أو الحرمان من اللعب بالألعاب الالكترونية لمدة ربع ساعة.
– النوم قبل الوقت المعتاد بنصف ساعة.
– عدم اللعب مع الأخ لمدة عشرين دقيقة.
– عدم اللعب بالدراجة لمدة 10 دقائق.
– البقاء في غرفته لمدة ربع ساعة.
– سحب الكرة منه لمدة نصف ساعة.
– استعمال كرسي العقاب لمدة 5 دقائق، أو ما نطلق عليه الاستبعاد المؤقت.

أسلوب التصعيد

أسلوب التصعيد من أساليب وضع الحدود، وهو مفيد بالنسبة للأطفال العنيدين بصورة كبيرة، كالطفل الذي تنتابه نوبة غضب ولا يرغب في التوقف. وفي حالة أن استخدمت هذا الأسلوب ابتعد تماماً عن التحذير. ويتم تطبيق أسلوب التصعيد كالتالي:

أخرج الطفل على الفور من الغرفة، ليس الهدف من ذلك أن تضعه في مكان معين، بل أن تحرمه من البقاء معك. وقل له: يمكنك العودة إلى هنا في حالة أن تصرفت بشكل جيد، وتعتذر عن الخطأ الذي بدر منك.

إن عاد الطفل إلى الغرفة متحدياً سلطتك، وهوما سيفعله غالباً، أبعده مرة أخرى دون أن تبدي أي اهتمام أو غضب، ودون أن تنظر في عينيه.

وقل له بصوت حازم: من فضلك اترك الغرفة الآن. وإن لم يستمع إليك اسحبه مستخدماً قوة ذراعيك. وحافظ على موقفك حتى يأتي إليك معتذراً. وعندها سامحه مباشرة دون أن تلومه أو توبخه، بل شاركه نشاطه.

أسلوب مصادرة الألعاب
أسلوب مصادرة الألعاب من الأساليب المهمة لتأديب الطفل، ويصلح للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات. خاصة عندما تكون الألعاب هي موضوع الشجار بين الإخوة. على سبيل المثال: عندما يتشاجر طفلاك من أجل لعبة الكترونية كل منهما يرغب في أن يفوز باللعب بها، صادرها لمدة معينة يوم أو يومين، إلى أن يقبل كل منهما التفاوض للوصول إلى الحل الوسط من أجل تنظيم أوقات اللعب بها بالتساوي بينهما، وتحت إشرافك.

     وضحت فيما سبق، مجموعة من أساليب وضع الحدود وهي: الاستبعاد المؤقت، والتجاهل، وأسلوب إعطاء الأوامر وتكرارها، وأسلوب التحذير بالعقاب وأنواع العقوبات المنطقية والطبيعية، وأسلوب التصعيد، وأخيراً أسلوب مصادرة الألعاب.


ماذا تعرفين عن أساليب التربية المختلفة؟
كل أم لديها طريقتها وأسلوبها المختلف في تربية أطفالها.
بعض تلك الأساليب يكون شديد وصارم وبعضها متساهل والبعض الآخر يترك الحبل على الغارب.
 أيها أنسب لك؟
حسنا، حتى تستطيعين أن تحددي ذلك يجب أن تأخذي في اعتبارك أن كل طفل مختلف وكل أسرة مختلفة وما ينجح مع طفل أو أسرة ما لا يعني بالضرورة أنه سوف ينجح مع طفل آخر أو أسرة أخرى. لأسهل عليك عملية اختيار أسلوب التربية الأنسب لك يجب أن تفكري فيما يناسبك كأم ويناسب أسرتك وما يناسب شخصية وطبع ابنك. نعم! يجب أن تضعي ابنك في الاعتبار.
توجد ٣ طرق تربوية أساسية حسب د. ديانا بومريند. والتي قامت بدراسة تلك الطرق الثلاث وسلوكياتها والأطفال من خلالها وتأثيرها على الأطفال في حياتهم بعد ذلك.
التربية المتسلطة
وهي الطريقة الصارمة التقليدية في التربية. حيث يتوقع الوالدين طاعة عمياء من قبل الطفل في كل تصرفاته. ويستخدم العقاب البدني مثل الصفع على الوجه كوسيلة لفرض تلك الطاعة ولا تقبل المناقشات. يفرض الوالدين الكثير من القواعد الغير قابلة للنقاش وإذا تساءل الطفل "لماذا" سيقول الأب أو الأم "لأني عايزة كده".

تأثير التربية المتسلطة على الطفل:

تقل قدرات الطفل الاجتماعية لأنه يعتمد على والديه ليأمروه ماذا يفعل بدلا من أن يفكر بنفسه. كنتيجة لذلك، لا يفكر الطفل بشكل نقدي ولكنه ينتظر موافقة الوالدين قبل أي خطوة. أظهرت الأبحاث أن هذا النوع من التربية لا يدعم شعور الطفل بذاته أو بقيمته حيث يعتمد الوالدين على التخويف والنقد السلبي ليحصلوا على السلوك الذي يرضيهم. وبما أن العقاب البدني هو الوسيلة المعتمدة في تلك الطريقة من التربية فقد يتسبب ذلك في فقدان الطفل ثقته بنفسه ويعلمه أن العنف وسيلة مشروعه لحل المشاكل. وبالطبع يستمر هذا الاعتقاد مع الطفل حتى يكبر وقد ينعكس على تصرفاته الاجتماعية والرومانسية كمراهق أو شاب بالغ.
ولكن، يجب أن نذكر أيضا أن بعض الأبحاث وجدت أن تطبيق التربية المتسلطة في بعض المجتمعات له نتائج إيجابية عكس ما تذكر د. بومريند.
التربية المتساهلة

الأم المتساهلة أو السهلة التعامل لا تصر على قواعد وسلوكيات معينة. هذه الأم لا ترى في نفسها كيان متسلط ولكن مصدرا جيدا ليتعلم منه الطفل عن العالم وليكون مستقلا بذاته. يترك الطفل ليجرب ويتعلم من خبراته التي يمر بها بنفسه وبالطبع تبعاتها ليعرف كيف يتصرف في المستقبل. يتقبل الوالدين تصرفات الابن أيا كانت ولا يطالبونه بتصرفات اجتماعية معينة ويميلون لتجاهل السلوكيات المزعجة.
تأثير التربية المتساهلة على الأطفال:
لن يتصرف الطفل تصرفات اجتماعية ملائمة، وقد وجدت الأبحاث أيضا أن الأطفال الذين تربوا بتلك الطريقة هم أقلهم اعتمادا على النفس واستقلالا وفضولا. يميل الطفل أيضا للاندفاع وعندما يصبح مراهق يكون أكثر ميلا لتجارب مشينة مثل تناول المخدرات وغيرها.
التربية المتوازنة
في هذه الطريقة، يتم دمج أفضل ما في التربية المتسلطة والتربية المتساهلة، وترك سلبياتهما. وهي طريقة تركز على الطفل ونضوجه وتطور قدراته. التربية المتوازنة تعني دعم استقلال ابنك ولكن في حدود معقولة، حيث يتشارك الوالدين في علاقة أخذ وعطاء بينهم وبين الطفل مع وضع بعض الحدود الواضحة. الوالدين في هذه الحالة مدركين لاحتياجات طفلهم ويتوقعون سلوكيات مناسبة لكل مرحلة سنة ويتطلعون لفهم مشاعر الطفل وتعليمه كيف يتعامل معها. يساعد الوالدين الطفل في حل المشاكل ويلجؤون لوضع بعض الحدود والقواعد وقد يلجؤون أيضا لبعض وسائل العقاب المبررة. وهذه الطريقة في التربية هي التي يعتمدها كثير من خبراء التربية وينصحون بها.
تأثير التربية المتوازنة على الطفل:

الأطفال نتاج التربية المتوازنة يكونون معتمدين على أنفسهم ومستقلين ويتمتعون بفضول للتعلم والتجربة. ولكن لأن الطفل يعرف أن هناك بعض القواعد فهم يشعرون بالأمان والحماية عندما يخوضون في تجاربهم. هذه الطريقة في التربية تشجع الطفل على النجاح في المدرسة وتدعم ثقته بنفسه وتزوده بإدراك جيد لمعنى الاستقلال والاعتماد على النفس لأنها طريقة تربوية تعتمد على النقاش والتواصل الإيجابي بين الوالدين والطفل. وكذلك نجد أن تلك الطريقة في التربية مناسبة للطفل في مرحلة المراهقة فهي توفر الحرية له والشعور بالاستقلال والتعبير مع توضيح قواعد وحدود الأسرة أيضا. كما أنها تعزز علاقة الاحترام المتبادل بين الوالدين والطفل من خلال التواصل والنقاش والتفاوض والتدخل في اتخاذ قرارات الأسرة ووضع قواعدها.



كيف تكون متعاطفاً وفعّالاً مع أولادك؟
إن تطبيق مبادئ التواصل المتعاطف مع الأولاد من شأنه مساعدة الأهل على أن يكونوا مهتمين وفعالين في علاقاتهم مع أولادهم وتلك المبادئ هي:
1 - بداية الحكمة هي الإصغاء، حيث يتيح الإصغاء المتعاطف للآباء سماع المشاعر التي تحاول الكلمات أن تنقلها، وسماع ما الذي يشعر به الأطفال ويمرون به. وأن يستمعوا لوجهات نظرهم وبهذا يتفهمون جوهر التواصل معهم.
ويحتاج الأهل إلى ذهن متفتح وقلب منفتح وعواطف سخية، وهذا من شأنه أن يساعدهم على الإصغاء لكل أنواع الحقائق، سواء كانت مفرحة أم غير مفرحة. لكن العديد من الآباء يخافون أن يستمعوا لأنهم يخشون أن يسمعوا ما لا يرغبون أن يسمعوه.
ولن يكون الأولاد صادقين إلى أن يحدث الآباء مناخاً من الثقة يشجع أولادهم على مشاركة مشاعرهم المقلقة، آراءهم، شكاويهم، وأفكارهم، سيقول الأولاد لابائهم ما يريدون أن يسمعوه فقط.
2 ـ لا تنكر نباهة ولدك، ولا تختلف مع ما يبديه من مشاعر، ولا تستبعد رغباته، ولا تستهزئ بذوقه، ولا تشوه آراءه، ولا تستصغر شخصيته، لا تجادل مع تجربته أو تجربتها، بدلا من ذلك اعترف بها كلها.
3 ـ استعمل التوجيه بدلاً من النقد، صرح عن المشكلة والحل الممكن لها.
4 ـ المديح: عندما تريد أن تخبر أولادك كم تقدرهم أو كم تقدر مجهوداتهم، قم بوصف التصرفات المحددة، لا تقم بوصف خصائص شخصياتهم.
5 ـ تعلم أن تقول "لا" بأَقل الطرق تسبباً للأذى بواسطة المخ بالخيال ما لا أستطيع إعطاؤه بالحقيقة، يلاقي الأطفال صعوبة في التمييز بين الحاجة والرغبة، بالنسبة إليهم أي شيء يطلبونه، فهم بحاجة إليه.
من الصعب على الأهل رفض طلبات أولادهم، إنهم يتمنون لو أنهم يستطيعون تحقيق كل رغباتهم، إنهم يريدون أن يرونهم سعداء، وحين لا تتم تلبية الطلبات الأولاد يغضبون وأحياناً يضطر الأهل لقول كلمة "لا" بقسوة.
6 ـ اسمح للأولاد بالاختيار والتعبير عن القضايا التي تؤثر على حياتهم، يعتمد الأولاد على والديهم، والاعتماد ينتج العنف، لتقليل المشاحنات، يوفر الآباء الفرصة للأولاد لتجربة الاستقلال عنهم، كلما زادت الاستقلالية كلما قلت المشاحنات، كلما زاد الاعتماد على النفس من قبل الأولاد كلما قل تذمر الأهل.
يزدهر الأولاد فقط حينما تُخصب طرق تربية الطفل بالاحترام والتعاطف، يُكون هذا النهج حساسية أَعمق للمشاعر، واستجابة أكبر للاحتياجات في العلاقة التي تثير التحدي بين الوالدين والأولاد.

ويستطيع الآباء أن يستفيدوا من الإضاءة الواضحة لمساعدتهم في الذهاب حيث يريدون بتربية أولادهم، وبالإضافة لتلك الإضاءة يحتاجون إلى المهارة والخبرة المتطورة التي تمكنهم من تربية جيل ناضج علمياً وتربوياً وقادر على المساهمة في بناء المجتمع والوطن وفق حضارة إنسانية وتقنية متطورة.

عن الكاتب

المفكر التربوي إبراهيم رشيد .. اختصاصي صعوبات التعلم والنطق وتعديل السلوك

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

أكاديميّة إبراهيم رشيد لتسريع التعليم والتعلم وصعوبات التعلم والنطق